هولاند في الجزائر للمرة الأولى الأربعاء في زيارة لإنعاش الاقتصاد الفرنسي
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

وسط ردود مناهضة لرفض باريس الاعتراف بـ"جرائم الحقبة الاستعمارية"

هولاند في الجزائر للمرة الأولى الأربعاء في زيارة لإنعاش الاقتصاد الفرنسي

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - هولاند في الجزائر للمرة الأولى الأربعاء في زيارة لإنعاش الاقتصاد الفرنسي

الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والرئيس الجزائري بوتفليقة

الجزائر ـ حسين بوصالح   يحل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بالجزائر، الأربعاء، في زيارة تدوم يومين، يزور خلالها مدينتي الجزائر العاصمة وتلمسان، فيما أكدت مصادر دبلوماسية فى باريس أن زيارة هولاند الأولى للجزائر ستكون اقتصادية بدرجة كبيرة، مع مناقشة قضايا أمنية وسياسية كمحاور الهجرة والتعاون الأمني والاستعلاماتي، وستكون أزمتي مالي وسورية ضمن طاولة النقاش، في محاولة فرنسية لجرّ الجزائر إلى مستنقع الحرب في مالي.
واعتبر خبراء سياسيون واقتصاديون، زيارة هولاند، محاولة لإنعاش الاقتصاد الفرنسي، وبخاصة أن الرئيس الفرنسي سيكون مرفقًا بأكثر من 10 وزراء، منهم وزراء التجارة والاقتصاد والتبادل الخارجي، سبق لهم زيارة الجزائر تمهيدًا لاتفاقات تعاون مشتركة بين البلدين، ويبحث هولاند عن نفس جديد للاقتصاد الفرنسي الذي يعاني أزمة عميقة بسبب الأزمة العالمية.
وتوقع الخبراء أن يتقدم قطاع الطاقة، الملفات الاقتصادية التي سيفتحها هولاند مع الرئيس بوتفليقة، حيث تبحث الشركات الفرنسية المعروفة في هذا الجانب "كتوتال" عن فرص جديدة في مجال صناعة الطاقة، وبخاصة أن العشرات من مؤسسات الطاقة الفرنسية تشهد انهيارًا بعد السيناريو الذي عرفته ليبيا، ضمن ما يُسمى بموجة "الربيع العربي"، وللمرة الأولى تمنح فرنسا في جولاتها المغاربية الأولوية للجزائر على حساب الرباط، متمنية فتح أفق جديدة مع الجزائر لتجاوز عقبة الذاكرة التاريخية، بعدما اعترف هولاند بالقمع في جرائم 17 تشرين الأول/أكتوبر 1961، رغم أن تلك الخطوة أعقبتها سلوكات غير أخلاقية من طرف وزير الدفاع السابق جيرار لونغي أو ما عُرف بـ"ذراع الشرف".
كما يبحث الرئيس الفرنسي في زيارته، ملف التدخل العسكري على شمال مالي، محاولاً إقناع الجزائر للدخول في صف الدول المشاركة والمدعمة لهذا التدخل، بعد تعنت الموقف الجزائري، بما أن البلاد هي أكثر المتضررين من الحرب المتاخمة لحدودها الجنوبية، إضافة إلى تخوفها من انفجار مطالب التوارق بالاستقلال الذاتي على مستوى منطقة الصحراء الحدودية مع مالي.
وستعزز العلاقات الجزائرية الفرنسية باتفاقات جديدة في الجانب السياسي والأمني، وهي الاتفاقات التي كانت محور زيارات مسؤولي الخارجية والدفاع والداخلية الفرنسيين للجزائر منذ دخول هولاند قصر الإليزيه، وستوقع فرنسا اتفاق جديد مع الجزائر لتبادل المعلومات ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، وتعزيز مراقبة الحدود البحرية والجوية، لاسيما وأن حركة المسافرين والأموال تشهد ارتفاعًا مستمرًا بين الجزائر وفرنسا، في حين سيحظى اتفاق الهجرة لسنة 1968 للمرة الأولى بالدرس في محور محادثات رسمية بين الرئيسين بوتفليقة وهولاند، وبخاصة أن العديد من الجزائريين فقدوا المزايا التي منحها هذا الاتفاق سابقًا بعد الاستقلال لفئة العمال المهاجرين، أمام بروز كبير لباقي الجاليات الإسلامية الأخرى كالمغربية والآسيوية، ومشاكل ارتفاع الضرائب على حق التملك، والتجارة والتنقل داخل دول الاتحاد الأوربي.
وقد اختلفت ردود فعل الطبقة السياسية الجزائرية بشأن زيارة هولاند، وشنت العديد من التشكيلات السياسية والمجتمع المدني حملة مناهضة لهذه الزيارة، في ظل تعنت فرنسا وعدم اعترافها بجرائم الحرب ضد الجزائريين إبان الحقبة الاستعمارية، ومنها مبادرة 14 حزبًا، الجمعة الماضية، ببيان رفض الزيارة ومطالبة السلطات الجزائرية بمنع دخول الحركي ضمن وفد هولاند، فيما أعلنت "حركة الإصلاح" مقاطعة نوابها لخطاب الرئيس الفرنسي في البرلمان في العاصمة، وكذلك في زيارته لمدينة تلمسان التاريخية.
وأكدت مصادر من الحكومة الجزائرية، إن "قضية الذاكرة" لم تكن ضمن أجندة الزيارة، إلا أن الرئيس بوتفليقة سيفتح الملف مع نظيره الفرنسي، لأنه مطلب كلّ الجزائريين، في الوقت الذي صرح فيه هولاند من بروكسل الأسبوع الماضي، بأن قضية رهبان تيبحيرين المغتالين سنة 1996 في الجزائر ستناقش ضمن هذه الزيارة.
جدير بالذكر أن زيارة هولاند إلى الجزائر، تُعد الثالثة من نوعها لرئيس فرنسي خلال حكم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بعد زيارة جاك شيراك عام 2003 إلى وهران في الغرب الجزائري، ونيكولا ساركوزي عام 2007 حين اختار قسنطينة بالشرق إلقاء خطابه في جامعة منتوري، ليختار فرانسوا هولاند في زيارته يومي 19 و20 ديسمبر الجاري مدينتي الجزائر وتلمسان.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هولاند في الجزائر للمرة الأولى الأربعاء في زيارة لإنعاش الاقتصاد الفرنسي هولاند في الجزائر للمرة الأولى الأربعاء في زيارة لإنعاش الاقتصاد الفرنسي



GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 16:44 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 02:39 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

ابنة بايدن تكشف عن مخاوفها بشأن سلامة أبيها عشية تنصيبه

GMT 07:34 2017 الإثنين ,04 أيلول / سبتمبر

حلقات مفقودة في خطاب حسن نصرالله

GMT 17:25 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

"سوني" اليابانية تعلن تأجيل إطلاق بلاى ستيشن

GMT 12:53 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاع ريال مدريد كلمة السر في تراجع الملكي هذا الموسم

GMT 00:25 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

"غوغل" تقدم توضيحات بعد "اختفاء تشرتشل"

GMT 18:53 2021 السبت ,03 تموز / يوليو

63 رياضيا تونسيا يشاركون في أولمبياد طوكيو

GMT 12:46 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

الرئيس المؤلِّف

GMT 12:37 2021 الثلاثاء ,27 إبريل / نيسان

5 مميزات تجب معرفتها عن التحديث الجديد لنظام «iOS»
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia