فرسان المغرب التقليديون رواد حرب العصابات
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

موروث شعبي يتحدى العصرنة

فرسان المغرب التقليديون رواد حرب العصابات

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - فرسان المغرب التقليديون رواد حرب العصابات

موسم الفروسية التقليدية في المغرب
الدار البيضاء - سعيد بونوار ارتبطت مواسم الفروسية التقليدية في البوادي المغربية بلحظات الفرح والسعادة، التي تلي انتهاء مواسم الحصاد، وتواكب أيام الأفراح وحفلات الزفاف، أو في الأعياد الدينية والوطنية، وحتى في سنوات الجفاف التي هبت برياحها على المغرب في عقد الثمانيات والتسعينات، ظل الارتباط بالفروسية التقليدية قائما،  ومعها توطدت العلاقة مع الحصان في زمن هيمنة السيارات الفاخرة، عاكسا ارتباط المغربي بعاداته وتقاليده وهويته مهما اشتدت عليه الأمور، أو تعاقبت عليه النكبات، أو مارس التمدن تأثيره على الأهواء والأعراف  والرغبات.
ويشعر الفلاح المغربي بأن " الحرْكة"، ( الفروسية) ومعها سماع صوت البارود المدوي، تدخل في فلسفة الرجولة، والشهامة والمروءة التي تطبع هذا الإنسان، إنها تذكرهم بالرفعة التي منحها الفرس للإنسان العربي المسلم، ببسط الرمز للحاكم ونفوذه وقوته،.
ومع ذلك فالعناية بالخيول، وبذل الغالي والنفيس من أجل راحتها والسهر على رعايتها، والتصدي لكل أشكال طمسها، ظلت لصيقة بالفارس المغربي، ولم تؤثر فيها بأي شكل من الأشكال عوامل الطبيعة.
ويروي عاشقو الفروسية المغربية التي يسميها البعض بـ"الفانتازيا"، أنها  تعبر عن تقنية حربية قديمة عرفت بـ"الكر والفر"، وكانت تقوم على انقضاض مجموعات خفيفة ومتتالية من الفرسان بسرعة خاطفة على الأعداء وتنسحب بالسرعة ذاتها، ومعاودة العملية عدة مرات إلى حين إرهاق العدة، معنى ذلك أن المغاربة كانوا سباقين عالميا إلى تقنية حرب العصابات التي أثبت فعاليتها في حركات التحرير لدى الكثير من الشعوب. وهذا هو الشكل الذي يميز الاستعراضات المغربية في الفروسية، إذ تتباهى كل قبيلة بفرسانها أو مجموعة فرسان يُطلق عليهم بـ"الصُربة" المشتقة من السرب.
وبات الحصان يملك أكبر من هذه الحضوة، بل لا يمكن أن يمر حدث، أو احتفاء دون أن تصطف صفوف الفرسان في انتظار إمتاع الجماهير بألوان من الاستعراض، بالاعتماد على السرعة، والتوحد في إطلاق النيران، وهي تعبر عن دلالات ورموز عديدة منها: الانضباط الذي ينبغي أن يلتزم به الفرسان في الاستماع إلى أوامر قائدهم، ويسمى عند المغاربة بـ"لمقدم"، وضرورة الاندماج إلى درجة التوحد مع أعضاء الفرقة المعروفين باسم "الخيالة"، وهي  فرجة تستقطب الآلاف من الجماهير، وتخصص لها مساحات واسعة في ضواحي المدن، وغالبا ما تصحب هذه العروض بأهازيج الموسيقى الشعبية التي تثير الحماسة في الخيول قبل الجماهير.
وتشجع الحكومة المغربية مهرجانات الفروسية في القرى الفقيرة التي يبذل فيها الفلاحون الفقراء جهدا على حساب قوتهم من أجل أن يستمر هذا الموروث الشعبي.
arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرسان المغرب التقليديون رواد حرب العصابات فرسان المغرب التقليديون رواد حرب العصابات



GMT 09:37 2021 الثلاثاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

إعطاء إشارة انطلاق مشروع تهيئة متحف قرطاج ومحيطه المباشر

GMT 17:37 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الشؤون الدينية التونسي يعلن عن أكثر من 195 ألف مترشّح للحج

GMT 17:12 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تواصل أشغال ترميم مكتبة العطارين في المدينة العتيقة التونسية

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 18:32 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العقرب الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 17:44 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 08:09 2012 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

مجلة "فيراري" تصدر تفاصيل سيارتها الجديدة "Ferrari F150 بديلة Enzo"

GMT 13:11 2017 الثلاثاء ,26 أيلول / سبتمبر

كارولينا هيريرا تطرح تصميماتها خلال أسبوع الموضة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia