رحيل سويسرية أوصلت قرية مصرية للعالمية بعد ان عاشت بين سكانها وعلّمتهم صناعة الخزف
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

رحيل سويسرية أوصلت قرية مصرية للعالمية بعد ان عاشت بين سكانها وعلّمتهم صناعة الخزف

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - رحيل سويسرية أوصلت قرية مصرية للعالمية بعد ان عاشت بين سكانها وعلّمتهم صناعة الخزف

صناعة الخزف
لندن - تونس اليوم

لم تكن الفنانة السويسرية إيفلين بوريه مجرد خزّافة شهيرة فقط، ما جعل خبر رحيلها، مساء أول من أمس (الثلاثاء)، عن عمر يناهز 82 عاماً، مشحوناً بعبارات الرثاء الحارّة، وسرد لفيض ذكرياتها في قرية «تونس» المصرية التي أحبتها إيفلين، وجعلتها واحدة من أشهر الوجهات السياحية والفنية البارزة في العالم. تعلّمت إيفلين بوريه فن الخزف منذ طفولتها، ودرست الفنون التطبيقية في جامعة جنيف، وقضت أغلب سنوات عمرها في مصر التي تزوجت بها الشاعر المصري الراحل سيد حجاب، وتعرفت معه للمرة الأولى على قرية «تونس» في زيارة قاما بها معاً، ووقعت منذ هذا الحين في غرام تلك القرية البسيطة، التي تقع بمحافظة الفيوم على بُعد نحو 100 كيلومتر (جنوب القاهرة). في «تونس» أسّست إيفلين مع زوجها الأول سيد حجاب، بيتاً بسيطاً بالقرب من بحيرة قارون، تُحيطه الخضرة الصافية والأشجار والشمس وأبراج الحمام، ورغم عدم استمرار تلك الزيجة، ظلّت إيفلين متمسكة بالإقامة في هذا الوسط الريفي، وتزوجت بعدها من زوجها السويسري ووالد أبنائها ميشيل باستور، واستطاعت السيدة التي عُرفت بين الأهالي بـ«مدام إيفلين» و«أم أنجلو»، أن تصير مع الوقت واحدة من أهل القرية، مُبدِّدة غرابة كونها مواطنة سويسرية.

لم يغب ذكر قرية «تونس» عن عبارات التعزية التي باتت تنهال منذ الإعلان عن خبر وفاة إيفلين، فقد ارتبط اسم الراحلة بتلك القرية التي كانت سببا رئيسياً في نهضتها، بفضل تعليمها للأهالي فن الفخار والخزف، وأسست بها مدرسة «الفخار» التي تعد أشهر معالم القرية، وواحدة من أشهر مدارس تعليم هذا الفن في مصر، فكتب الفنان التشكيلي المصري محمد عبلة على صفحته الشخصية عبر «فيسبوك»: «مع السلامة يا إيفلين... حُزن في قرية تونس ومصر كلها»، ولعل هذا الحزن هو ما عبّر عنه بيان لمحافظ الفيوم الدكتور أحمد الأنصاري الذي جاء فيه أن «إيفلين بوريه كانت تعشق الفيوم، واستقرت بقرية تونس منذ ستينات القرن الماضي، وأسّست جمعية ومدرسة لصناعة الخزف والفخار بالقرية، وتعليم الشباب والفتيات حرفة تصنيع الخزف والفخار، وساعدتهم في إقامة ورش خاصة بهم، وفتح مجالات لتسويق منتجاتهم محلياً ودولياً».

وأضاف أن السيدة إيفلين عملت على تحويل قرية تونس من مجرد قرية ريفية إلى قرية سياحية، ذات طابع خاص، وقِبلة للزوار من مصر ومختلف دول العالم. يروي الفنان والخزّاف المصري الدكتور خالد سراج، المدرس بكلية الفنون التطبيقية قسم الخزف بجامعة حلوان، كيف بدأت إيفلين بوريه حياتها في الفيوم بالعطاء، وصداقة الأطفال الصغار، وأهاليهم، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «كانت تُعطي كل طفل قطعة من طين الفخار، وتتركهم يلهون بها ويشكلونه بعفويتهم، ثم بدأ الأمر يتطوّر، ونما لدى هؤلاء الأطفال الشغف بصناعة الفخار، وهم يشاهدون إيفلين تقوم أمامهم بالتشكيل، ففتحت لهم أبواب المعرفة، وأسست مدرسة للفخار أطلقت عليها (جمعية بتاح)، وصار تلاميذها يعملون على تعليم غيرهم، وأسسوا ورشهم الخاصة في القرية». يضيف سراج: «عندما وصلت إيفلين لقرية تونس لم يكن بها أي مقومات لصناعة الخزف، فكانت تبني أفران الخزف، وتشتري خامات فنية من القاهرة، وبدأت تختبر هي وزوجها ميشيل تقنيات الخزف، حتى صار من يفكر في قرية تونس اليوم يتذكرها بدرجات التركواز والأحمر المدهشة التي كانت تُميّز خزف إيفلين، وكانت هي أيضاً وراء تأسيس مهرجان الخزف في القرية على غرار مهرجانات أوروبا، رغم أنها كانت قلقة من تنفيذه، لكنه نجح نجاحاً كبيراً، وأصبح له صيت عالمي، ودعمته محافظة الفيوم بالكثير من التسهيلات، وعدد من المؤسسات الثقافية الأجنبية، فالحكاية كلها بدأت بقطعة طين منحتها لأطفال القرية، وعطاء كبير شمل الجميع».

قد يهمك ايضا 

انطلاق المهرجان الدولي للمسرح المحترف في دورته الثانية في جندوبة التونسية

افتتاح الدورة 19 لتظاهرة “24 ساعة مسرح دون انقطاع” في الكاف

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل سويسرية أوصلت قرية مصرية للعالمية بعد ان عاشت بين سكانها وعلّمتهم صناعة الخزف رحيل سويسرية أوصلت قرية مصرية للعالمية بعد ان عاشت بين سكانها وعلّمتهم صناعة الخزف



GMT 19:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 15:40 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 17:44 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 20:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

18 لاعباً في معسكر سموحة استعداداً لمواجهة وادي دجلة

GMT 08:47 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

ميهوب يؤكد أن أمم أفريقيا الحقيقية تبدأ من دور الـ8

GMT 13:05 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

مرسيدس "metris" تنافس فورد "ترانزيت كونيكت"

GMT 02:24 2016 الإثنين ,30 أيار / مايو

مشكلة قانونية دفعت WWE لتغيير قميص جون سينا

GMT 19:30 2014 الخميس ,06 شباط / فبراير

"أمازون" تستحوذ على شركة تطوير الألعاب "Double Helix"

GMT 16:18 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أهمية "جوان كيلاس" في سيارتك

GMT 08:29 2021 الجمعة ,07 أيار / مايو

مسلسل ''حرقة'' أفضل دراما رمضانية في تونس

GMT 23:34 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

وزير الخارجية الأردني يلتقي مسؤولة رومانية

GMT 01:58 2016 الأربعاء ,24 شباط / فبراير

تعرفي على طريقة تكبير العيون بالمكياج

GMT 12:51 2021 الإثنين ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تويوتا تكشف عن سيارة bZ4X 2022 اول طراز كهربائي
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia