فن الراي الجزائري يشق طريقه نحو تراث الإنسانية غير المادي
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

في انتظار "اليونسكو" لينطلق من المحلية إلى رحاب العالمية

فن "الراي" الجزائري يشق طريقه نحو "تراث الإنسانية غير المادي"

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - فن "الراي" الجزائري يشق طريقه نحو "تراث الإنسانية غير المادي"

الشاب خالد
الجزائر - تونس اليوم

ينتظر محبو أغنية "الراي"، أن تقوم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو"، بدراسة الملف الذي تقدمت به الجزائر سنة 2016، بخصوص تصنيف هذا اللون الموسيقي الذي انطلق من المحلية إلى رحاب العالمية في "تراث الإنسانية غير المادي".

وبعد أربع سنوات من إيداع الجزائر للملف، يتساءل البعض عما إذا كانت "اليونسكو" ستتحرك للحسم بشأن هذا اللون الغنائي كإرث إنساني. وتعود النصوص الشعرية لهذا الفن إلى بدايات القرن الماضي، في حواضر وبوادي غرب الجزائر، ليتطور مع الوقت ويتحول بفضل جيل من المغنيين الموهوبين إلى موسيقى فرضت نفسها على الصعيد العالمي.

ونقلت صحف محلية في الجزائر، أن "اليونسكو" ستدرس هذا الملف قريبا خلال الدورة الخامسة عشرة للجنة الحكومية المشتركة لحماية التراث الثقافي غير المادي، المقرر انعقادها افتراضيا من 14 إلى 19 ديسمبر.

وتحصي الجزائر خمسة عناصر من تراثها غير المادي في القائمة التمثيلية لـ"اليونسكو" وهي: أهليل لقرارة وهو تراث شعري، ثم فستان الزفاف التلمساني، وموسيقى "إمزاد"، وعروض "ركب أولاد سيدي الشيخ" و"السبوع" الذي يتمثل في الاحتفال بالمولد النبوي في تيميمون.

جذور "الراي"

تعود الجذور اللغوية لمصطلح "الراي" إلى الرأي، حيث أن المغني يعبر عن آرائه المختلفة مهما كانت محرمة اجتماعيا، ولكن الجذور الاجتماعية والثقافية فترجع إلى المناطق الغربية للجزائر كوهران وسيدي بلعباس، وعين تموشنت وغليزان.

وكان يعرف من يغنيه بـ"الشيوخ والشيخات"، لكن ظهر لقب آخر في أواسط السبعينات من القرن الماضي، وهو "الشاب" و"الشابة" كإشارة للتجديد الذي ظهر على هذا الطابع الموسيقي وتولّي شباب مشعل هذه الموسيقى بعدما كانت في البداية من اختصاص الشيوخ في الأغنية البدوية، كالشيخة ريميتي والشيخ حمادة.

مرت أغنية "الراي" بعقود من التحول، إلى أن بلغ التسعينات التي عرفت انطلاقة قوية بفضل عدد كبير من الفنانين الذين حققوا شهرة واسعة في العالم بأكمله وليس في الجزائر وفرنسا فقط، مثل الشاب خالد والشاب مامي والراحل رشيد طه والراحل حسني والزهوانية وغيرهم من الأسماء التي طورت الأغنية "الرايوية" وأكسبتها جمهورا واسعا.

ويعتقد الكاتب سعيد خطيبي صاحب كتاب "أعراس النار.. قصة الراي" أن "مصطلح (الرّاي) في حدّ ذاته يطرح إشكالا، ما هو الإسم الحقيقي لهذا النّوع الموسيقي؟ لقد تغيّر اسمه مع تغيّر السّنوات: من شعر ملحون، إلى بدوي، الوهراني، مع بدايات القرن الماضي، وصولا إلى بوب راي ثم راي".

وتابع سعيد خطيبي في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية" يقول "اختصاره في كلمة (راي) إنما هو – نظريا – إلغاء لإرث الشّيوخ الأوائل، أمثال الشيخ حمادة. لكن طبعاً فإن شهرة هذا الفنّ خارج الحدود بدأت منذ تحوّله إلى تسميّة (راي)".

وحول الحالة التي يعيشها هذا الفن، أبرز الكاتب والباحث سعيد خطيبي أن "الراي يراوح حالة من الرّكود، في سنواته الأخيرة، متأثراً من فوضى سوق الفنّ التي تشهدها الجزائر، مثل تذبذب انعقاد مهرجان الرّاي السّنوي، بالإضافة إلى عامل ثالث غالباً ما نغضّ الطرف عنه أن أهم أسماء الراي تعيش خارج الجزائر لا داخلها، وهذه مفارقة أخرى".

موسيقى بجنسية جزائرية

ويؤكد الكثير من المهتمين بالفن الجزائري أن "الراي" يستحق مكانة في التراث الإنساني غير المادي، وأن هذه المنظمة الأممية سبق لها الإعتراف بقائمة تمثيلية من التراث غير المادي للبلد الأكبر في القارة الإفريقية.

وحسب مدير الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، عبد القادر بن دعماش فإن "فن الراي بحكم التاريخ والجغرافيا جزائري خالص، ولا أحد بإمكانه نكران ذلك"، وأكد بن دعماش في اتصال مع موقع "سكاي نيوز عربية" أنه سبق لمنظمة "اليونسكو" الإعتراف للجزائر بعدة ألوان تراثية.

ويعتبر عبد القادر بن دعماش الذي شغل مناصب إدارية عديدة من المثقفين البارزين والمهتمين بالمجال الفني الموسيقي الجزائري، وترأس المجلس الوطني للفنون والآداب قبل تعيينه على رأس الوكالة الجزائر للإشعاع الثقافي، حيث يرى أن "الجزائر تعي أن الملف لصالحها وأن هذا الطابع الفني خاص بها".

تطوير الأغنية "الرايوية"

ويرى البعض أن أي تحول لهذه الموسيقى لا بد أن يستغل في سياق يخدم الثقافة الجزائرية على الصعيد الدولي، في حين لا بد للجهات الوصية من جهة أخرى، العمل على تنظيم هذا الفن والدفع به إلى الأمام عن طريق إنشاء مدارس فنية وبحثية ودعم المهتمين به.

ويفيد عبد القادر بن دعماش في تصريحه لـ"سكاي نيوز عربية" أن الجزائر كعضو في منظمة "اليونسكو" ستستفيد مستقبلا من الدعم المادي لصالح هذا الفن، عبر برامج خاصة، مبرزا تخصيص هذه المنظمة الأممية في المستقبل مهرجانات دولية تكون مخصصة لهذا الطابع الغنائي.

وأبرز بن دعماش أن "الراي" منذ البداية وهو تحت يد القطاع الخاص وأن الدولة لم تستفد كثيرا، مبديا تفاؤلا أنه في حال ترسيمه كتراث عالمي للجزائر ستتغير عدة أمور.

ويرى الكاتب سعيد خطيبي أن أي ضم لهذا اللون الغنائي إلى التّراث العالمي غير المادي مادي "مكسب مهمّ بالضرورة، ثم أضاف أن الفن لم يعد موسيقى جزائرية فقط، بل هو مشترك إنساني، إنه إرث نتقاسمه مع الذين نعرفهم والذين لا نعرفهم".

ولكن من جانب آخر، يعتقد خطيبي أنه "ليست الجزائر من يستفيد، بل موسيقى الرّاي"، مبرزا في السياق ذاته أن "الجزائر تصير عليها واجبات الآن، أي التزامات، أن تعيد النّظر في أشكال حماية الرّاي، في دعمه، على أمل أن يستعيد صحوته، على الأقل بإنشاء مدارس فنيّة أو مخابر بحث في موسيقى الرّاي، ودعم الباحثين في هذا الخصوص".

ودعا الروائي سعيد خطيبي إلى أن "تتوقّف أبواق الفتنة والتّكفير عن الإساءة للرّاي ومغنيي الرّاي"، مضيفا في السياق ذاته: "يتذكّر الجزائريون جيداً حملات تشويه فنّاني الرّاي من طرف جماعات متطرفة، وصل بها الأمر في التسعينيات إلى اغتيال مغني الرّاي الأشهر الشّاب حسني وتهديد آخرين بالموت".

قد يهمك ايضا 

انطلاق "بيروت للأفلام الوثائقية" بشريطين عن بيتهوفن

جائزة الشيخ زايد للكتاب تعلن القائمة الطويلة لفرع الآداب

 

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فن الراي الجزائري يشق طريقه نحو تراث الإنسانية غير المادي فن الراي الجزائري يشق طريقه نحو تراث الإنسانية غير المادي



GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 17:54 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 18:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 06:58 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

مشعل بن ماجد يرعى غداً الحفل الختامي لمسابقة جامعة جدة

GMT 12:08 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

4 أخطاء عليك تجنبها في تصميم غرف النوم

GMT 06:23 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

كريري مديرًا للكرة في نادي "الهلال" السعودي

GMT 18:02 2015 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليل يقيل هيرفيه رينار ليصبح أول مدرب يترك منصبه هذا الموسم
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia