الفرنسيون يستخدمون نحو 500 كلمة ذات أصول عربية في حياتهم
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

الفرنسيون يستخدمون نحو 500 كلمة ذات أصول عربية في حياتهم

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الفرنسيون يستخدمون نحو 500 كلمة ذات أصول عربية في حياتهم

فرنسا مدينة للعربية بـ500
باريس - العرب اليوم

اللغة الفرنسية عامرة بالكلمات والمصطلحات ذات الأصول العربية، ولذلك تحتل اللغة العربية المرتبة الثالثة بين اللغات التي أسهمت في إثراء قاموس اللغة الفرنسية، بعد الإنكليزية والإيطالية، هذا ما يذهب إليه جون بيروفست، أحد اللغويين الفرنسيين المعروفين، في كتابه الجديد "أجدادنا العرب"، الصادر عن دار النشر الفرنسية "بوان"، وهو يذكر أن هناك نحو 500 كلمة ذات أصول عربية يستخدمها الفرنسيون في حياتهم اليومية، من دون أن يعرفوا أصولها.

ويكتسب كتاب "بيروفست" أهمية خاصة، ليس فقط لطبيعة وحداثة الموضوع الذي يتناوله، ولكن أيضًا بسبب خبرات وكفاءات المؤلف الذي يعمل أستاذًا لتاريخ اللغة الفرنسية وعلم المعاجم بأحد أكبر وأعرق الجامعات الفرنسية، وهي جامعة "سيرجي بونتواز"، إضافة إلى أنه يدير مركزًا متخصصًا في الكلمات والقواميس، الأمر الذي يعطي الكتاب بعدًا آخر، ويجعله في مصاف المراجع المعتمدة.

يستهل جون بيروفست كتابه بالإشارة إلى أن الرحلات وعمليات التبادل التجاري بين شطري المتوسط ساعدت في إثراء القاموس اللغوي الفرنسي، لاسيما فيما يتعلق بالكلمات ذات الأصول العربية، هذا إلى جانب الموسيقى التي لعبت هي الأخرى دورًا فاعلًا في تفاعل اللغتين العربية والفرنسية، وهو تفاعل جاء لصالح اللغة الفرنسية التي استفادت كثيرًا من اللغة العربية.

وقد أحدث الكتاب ردود فعل واسعة، خاصة أنه تعرض لكلمات دارجة ومعتادة يستخدمها الفرنسيون يوميًا، ويعتزون بها كونها تمثل جزءًا من الثقافة الفرنسية، ويقول المؤلف بهذا الشأن، "إننا كفرنسيين نستخدم يوميًا كلمات مقتبسة من اللغة العربية، بدءًا من فنجان القهوة، والجيبة القطن، والجيليه الساتان، إلى الجبر، والكيمياء، والفنون، والبارفان، والمجوهرات، والمواصلات والحرب".

بالإضافة إلى ذلك، وكما يوضح الكتاب، فإن هناك أمثلة للكلمات العربية التي يستخدمها الفرنسيون دون أن يعلموا أصلها العربي، فكلمة "alchle" أصلها العربي "كحول"، وهي كلمة قديمة في اللغة العربية قبل أن تتبلور اللغة الفرنسية، كما أن كلمة "sucre" تعنى "السكر" في اللغة العربية، وكلمة "pateca" المتداولة في اللغتين الفرنسية والبرتغالية أصلها العربي "بطيخة"، لكنها تحولت في اللغة الفرنسية إلى "pasteque" أو "باستك"، وقد أضيفت هذه الكلمة للغة الفرنسية في بداية القرن الـ17، وتحديدًا في عام 1762، كما أن كلمة "alcool" في الفرنسية تعنى "الكحل"، وهي المادة التي تستخدم في تلوين العيون، وقد استخدم هذه الكلمة كثير من الكتاب الفرنسيين، منهم "جى دو موباسون"، عندما وردت في إحدى رواياته، وانتهى المطاف بالكلمة بأن استخدمها الصيادلة لأول مرة وربطوها بالخمور وأصبحت شائعة.

وتفيد كلمة "baroudeur" في اللغة الفرنسية بأنها مادة البارود، أو المادة المتفجرة الشهيرة، كما جاءت كلمة "تانبور" بمعنى آلة موسيقية ذات أحبال، وهي بالفرنسية "tambour"، لكن تم تحريفها إلى "tabir" في القرن الـ19، وتأتى الكلمة اللاتينية "Siropus" المحرفة للفرنسية من الكلمة العربية "شراب"، كذلك احتوت اللغة الفرنسية كلمة "jupe"، وهي مشتقة من كلمة "جيب" باللغة العربية.

ويرى المؤلف أنه كي يكون الفرد مثقفًا، يجب عليه معرفة وتعلم اليونانية واللاتينية، وأيضًا اللغة العربية، لما لها من رصيد كبير في قلب القاموس اللغوي الفرنسي.

ولزيادة الجانب التوثيقي للكتاب، يعود بنا المؤلف إلى القرن الثاني قبل الميلاد، عندما كان الغرب يحيون حياة البربر، وهو ما ذكره أيضًا الكاتب الفرنسي أرنيست لايس في كتابه "أجدادنا"، الصادر عام 1920، الذي تحدث فيه عن تاريخ فرنسا بشكل عام، إلا أنه خصص فصلًا كاملًا عن العرب وحضارتهم، ليبين إلى أي مدى أسهمت اللغة العربية وحضارتها في إثراء اللغة الفرنسية، الأمر الذي دفع المؤلف جون بيروفست إلى القول، "إننا نتحدث اللغة العربية دون أن ندرى منذ أن نستيقظ، بطلب فنجان من القهوة بسكر أو من دون سكر، أو عصير برتقال، وهي كلمات مأخوذة في مجملها من اللغة العربية".

ويؤكد المؤلف على دور العلاقات بين فرنسا والعالم العربي عبر القرون في إثراء قاموس اللغة الفرنسية بالكلمات والمصطلحات ذات الأصول العربية، وهي علاقات اتسمت إلى حد كبير بالقوة والثراء، مما ساعد اللغة الفرنسية في الاستفادة من ثراء اللغة العربية في كثير من الألفاظ والمصطلحات التي دخلت بقوة للغة الفرنسية، وهنا يقول المؤلف، "إننا يجب ألا نندهش، في المقابل، من أن نكرر أمام التلاميذ في مستعمراتنا السابقة بشمال أفريقيا هذه الحقيقة، وأن نؤكد لهم العوامل التي ساعدت على تلقيح اللغة الفرنسية من الحضارة العربية ولغتها الثرية، إن أجدادنا بالغرب لم يشعروا قط بالخجل أو الخزي من أجدادهم العرب".

 
arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفرنسيون يستخدمون نحو 500 كلمة ذات أصول عربية في حياتهم الفرنسيون يستخدمون نحو 500 كلمة ذات أصول عربية في حياتهم



GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 16:44 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 02:39 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

ابنة بايدن تكشف عن مخاوفها بشأن سلامة أبيها عشية تنصيبه

GMT 07:34 2017 الإثنين ,04 أيلول / سبتمبر

حلقات مفقودة في خطاب حسن نصرالله

GMT 17:25 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

"سوني" اليابانية تعلن تأجيل إطلاق بلاى ستيشن

GMT 12:53 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاع ريال مدريد كلمة السر في تراجع الملكي هذا الموسم

GMT 00:25 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

"غوغل" تقدم توضيحات بعد "اختفاء تشرتشل"

GMT 18:53 2021 السبت ,03 تموز / يوليو

63 رياضيا تونسيا يشاركون في أولمبياد طوكيو

GMT 12:46 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

الرئيس المؤلِّف

GMT 12:37 2021 الثلاثاء ,27 إبريل / نيسان

5 مميزات تجب معرفتها عن التحديث الجديد لنظام «iOS»

GMT 09:26 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

جمال الجربوعي يؤكد 347 موقوفا من المطلوبين وسط المحتجين

GMT 00:01 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

تعرف على تأثير تعبئة خزان الوقود بالكامل على السيارة

GMT 09:42 2021 الأحد ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أبراج يغيرها الحب تماماً أبرزها الجوزاء والدلو

GMT 09:37 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك وجهات سياحية رخيصة يمكن السفر إليها في بداية العام

GMT 01:50 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

العقيق أفخم أحجار خواتم زفاف عروس يناير ٢٠٢١
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia