أمــة عظيمــة

أمــة عظيمــة

أمــة عظيمــة

 تونس اليوم -

أمــة عظيمــة

بقلم : محمد يوسف

الأمة العظيمة لا تنكسر ولا تضمحل، كبيرة في مآسيها وأحزانها وهزائمها، وكبيرة في استفاقتها وأفراحها وانتصاراتها، تنفض الغبار عن كاهلها، وتكمل المسيرة، لا تعيش تحت ركام الأنقاض، تعمر الأرض وما فوقها، وتمضي قدماً، تخرج من كبوة تلو أخرى وهي أكثر قوة وإصراراً على أداء رسالتها.

إنها أمة حاملة للأمانة، فلا خوف عليها، ولا هم يحزنون، فإشراقة الغد دوماً تحمل أملاً وتفاؤلاً نحو الآتي من بعيد، فإن غربت الشمس لن نلعن الظلام، ولن نتحسر على ما فات، ولن نبكي على الأطلال، بل نفتح طاقات مع الذي لا يغفل ولا ينام ولا يخذل عباده الصالحين، ونودع أمانينا وأحلامنا عنده قبل أن نرسل أحزاننا ومصائب إخوتنا.

تكالبت علينا الأمم، قطعت أوصالنا، ومزقت أجسادنا، وجلست فوق خرائبنا، نعم، كل ذلك يحدث أمامنا وبيننا فيفتت قلوبنا حسرة، لكنه يزيد من عزمنا، ويكشف لنا معادن رجالنا، ففي كل زمان كان هناك الأشرار، وكان شياطين الأرض ينبتون في وسطنا، والخوارج يهدمون كل ما بيننا، فيخرج لهم في كل بقعة رجل يوازي أمة في صلابته وشجاعته، وفي إصراره على حماية الرسالة التي أوكلت إليه، فالأمانة مصانة، والتكليف محفوظ، والرموز بارزة، والشياطين مدحورة.

إنني أدعوكم، أدعو كل الناس، أن يجلسوا خلف شاشات التلفزيون اليوم، من الشروق وحتى الغروب، ويقرؤوا الحقيقة الآتية إليهم من مشعر عرفة، هناك في الأرض الطاهرة، فاليوم يوم الحج، يجتمع أكثر من ثلاثة ملايين شخص في لحظة واحدة، وساعات معدودة. متساوون، لا يعرف من أين جاؤوا أو إلى أين هم ذاهبون بعد العيد، تسقط أسماؤهم، وتختفي صفاتهم، وتزول ألقابهم، وتمحى طوائفهم، ولا ينتسبون إلا لشيء واحد، لدينهم وأمتهم.

شاهدوا، وتمعنوا، وتلفتوا حولكم، ولن تروا غير النور يشع في الآفاق، نور ينير دروب الأمة العظيمة التي لا تنكسر ولا تضمحل ولا تعيش إلا تحت الشمس، عزيزة كريمة محبة وشامخة.

وعيدكم مبارك.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمــة عظيمــة أمــة عظيمــة



GMT 08:37 2017 السبت ,16 أيلول / سبتمبر

من جيوب الأغنياء لا الفقراء

GMT 07:37 2017 الإثنين ,04 أيلول / سبتمبر

قتال فى الفضاء

GMT 07:34 2017 الإثنين ,04 أيلول / سبتمبر

حلقات مفقودة في خطاب حسن نصرالله

GMT 07:30 2017 الإثنين ,04 أيلول / سبتمبر

الغول يلد فأراً

GMT 07:15 2017 الإثنين ,04 أيلول / سبتمبر

ناجي العلي وتحقيق جديد في اغتياله

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 16:09 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 14:05 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الأسد الخميس 29-10-2020

GMT 17:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 14:23 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الخميس 29-10-2020

GMT 07:56 2014 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

انتخاب أبو زيد رئيسة لـ"الاشتراكي" في "النواب"

GMT 11:46 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بعض مناطق النجم العملاق المشتعل أكثر سخونة من مناطق أخرى

GMT 01:18 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

رفع "المصحف" في نبروه يُطيح بوكيلة مدرسة من منصبها

GMT 10:01 2021 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

"فيسبوك" توسع نطاق مكافحة المعلومات المضللة

GMT 01:20 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

"خريف البلد الكبير"رواية جديدة للإعلامي محمود الورواري
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia