الغول يلد فأراً

الغول يلد فأراً

الغول يلد فأراً

 تونس اليوم -

الغول يلد فأراً

بقلم : محمد يوسف

سقطت دولة الخلافة، ولم يسقط «داعش»، فالواضح أن المهمة لم تنته بعد، والأهداف المرجوة لم يتحقق إلا بعضها، والطريق طويل، طويل جداً.

اختفى البغدادي، وما زال هناك من يؤكد أنه قتل في غارة من الغارات في يوم من الأيام، وفي مكان من الأماكن، لقد اختفى عن الأنظار، سواء كان جثة هامدة أو ما زال في عمره بقية، ذاب كما يذوب كل أتباعه، أولئك الذين قيل إنهم آلاف مؤلفة في الموصل أو كل الثلث العراقي، الذي كانوا يقيمون عليه دولتهم المزعومة، ولم نر سوى عشرات منهم أو من أبناء المناطق أسرى في يد الحشد الطائفي، وقيل إن هؤلاء هم «داعش».

قبل «داعش» كانت إيران تتحرك باستحياء في المنطقة، كانت تخشى ردود الأفعال، وانكشاف أطماعها، كل خطواتها كانت محسوبة، وروسيا كذلك، ما كانت تريد أن يقال إنها طامعة في المياه الدافئة، وبعد «داعش» أصبحت روسيا قوة عظمى من جديد، وأقامت أكبر قاعدة بحرية فوق شواطئ البحر الأبيض المتوسط، وسبحت قواتها في مياهه الساخنة علانية، فما عاد هناك شيء يخفى، وما عادت هناك تحركات سرية، بل تحت ضوء الشمس تصدر الأوامر للجميع في سوريا، وإيران تبسط نفوذها على الأرض، وتدخل مناطق ما كانت تحلم بالوصول إليها، من الرمادي وحتى تلعفر، حتى أصبحت هي الوسيط بين الأكراد وحكومة بغداد، وإذا أردناها صريحة أكثر، أصبحت إيران هي التي تفاوض الأكراد على البقاء أو الانفصال عن العراق، وهي أيضاً التي فاوضت «داعش» في لبنان، وأمنت الانسحاب الآمن لأتباعه مقابل جثة أو اثنتين لقتلاها.

قضوا على الدولة الكرتونية ولم يقضوا على تنظيم «داعش» الخيالي، فالأهداف ما زالت قائمة، والغاية لم تدرك بعد، هذا ملخص ما نراه ونسمعه في العراق وسوريا من العجب، وأي عجب هو، هذا الذي أعجز كل أصحاب النظريات والفلسفات وكتاب سيناريوهات الأوهام، فلا هم قادرون على الشرح، ولا هم عارفون بما يخبئ الغد، ولا هم موقنون من أين ظهر «داعش»، وإلى أين ذهب الذين حكموا آلاف الكيلو مترات طوال ثلاث سنوات، ولا يمكن أن يتخيلوا في صحوهم ومنامهم أن «يلد الغول فأراً».

لسنوات قادمة سيتردد اسم «داعش» على مسامعنا، فالمهمة لم تنته بعد.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغول يلد فأراً الغول يلد فأراً



GMT 08:37 2017 السبت ,16 أيلول / سبتمبر

من جيوب الأغنياء لا الفقراء

GMT 07:37 2017 الإثنين ,04 أيلول / سبتمبر

قتال فى الفضاء

GMT 07:34 2017 الإثنين ,04 أيلول / سبتمبر

حلقات مفقودة في خطاب حسن نصرالله

GMT 07:15 2017 الإثنين ,04 أيلول / سبتمبر

ناجي العلي وتحقيق جديد في اغتياله

GMT 07:13 2017 الإثنين ,04 أيلول / سبتمبر

مدينة مكة الجديدة

GMT 18:23 2021 الثلاثاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ياسمين صبري تتألق بإطلالة "كاجوال" في أحدث ظهور لها

GMT 11:17 2020 الثلاثاء ,22 أيلول / سبتمبر

أفكار غير تقليدية لعمل ركن القهوة في المنزل

GMT 08:46 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

«وطن» لـ«عم خليل».. قصتان

GMT 03:43 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

كان الخلاف قطرة فأصبح قطر

GMT 06:17 2018 الجمعة ,02 آذار/ مارس

أبي حقًا

GMT 07:07 2020 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على تردد قناة ميكس هوليود الفضائية 2020 تحديث ديسمبر

GMT 19:52 2016 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

مجلس النواب يوجه برقية للرئيس السيسي بثقة المجلس وتأييده
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia