المهم أن يفوز الوطن

المهم أن يفوز الوطن

المهم أن يفوز الوطن

 تونس اليوم -

المهم أن يفوز الوطن

عماد الدين أديب

سوف يذكر التاريخ أن مصر تعيش منذ أكثر من عشر سنوات حالة من «الجدل البيزنطى» بين أطراف النخبة السياسية بشكل سلبى مدمر يحبط كل محاولة لإدارة حوار وطنى عاقل وحكيم يهدف إلى بناء الدولة العصرية التى نحلم بها.

الجدل يقوم على مرتكزات من «الثأر الشخصى» بين القوى والتيارات والأفراد، ويقوم على مبدأ المهم أن أهزم خصمى حتى لو كان ذلك على حساب مبدأ فوز المصلحة العامة.

المناكفة والنكد والاغتيال المعنوى للخصم السياسى هو الهدف الأكبر والأول لحالة الجدل التى تسود المجتمع السياسى.

فى مصر إذا قلت رأياً لا يعجب خصمك رد عليك بمحاولة اغتيالك معنوياً.

لا أحد يرد على فكرتك أو رأيك ولكن يحاول اغتيالك معنوياً من منظور أنه إذا شوه سمعتك وتاريخك أصبح رأيك عديم المعنى لأنه يأتى من شخص لا يمكن الثقة فيه.

الخصم السياسى عندنا هو عدو، وليس صاحب رأى مختلف.

بهذا المنطق لا يمكن -حتى تاريخه- إقامة حوار وطنى مجتمعى يمكن فيه أن نستفيد من تعددية الآراء والأفكار والثقافات والاجتهادات.

هذه المعضلة شديدة الخطورة ليست من منظور فكرى فحسب، ولكن من منظور واقعى لأنها تعطل إمكانية التوصل إلى مبادئ تأسيسية وقواعد منظمة يتفق عليها المجتمع.

كل مجتمع، فى كل زمان ومكان، يصنع لنفسه «قواعد مشتركة» لإدارة اللعبة السياسية فى ظل مشروع الدولة المدنية القائمة على شرعية الدستور والقانون والمؤسسات.

وأخطر ما نحياه هذه الأيام هو أننا كلما اختلفنا هددنا بالمقاطعة أو التجميد أو الاستقالة أو الإضراب.

وقد يقول لى قائل ولكن هذه الإجراءات هى حقوق دولية اتفق عليها العالم المتحضر.

أقول نعم هذا صحيح، ولكن أى حق يتم التعسف فيه، أو يتم سوء استخدامه يؤدى بأصحابه إلى الهلاك والتآكل.

نحن نريد دولة الحق والحرية والإنصاف والعدالة، ولكن فى ظل حالة من العقلانية والحكمة فى إدارة شئون البلاد والعباد.

ليس مهماً أن تفوز أنت ولكن الأهم أن تنتصر المصلحة العليا للوطن ويتم تحقيق أحلام هذا الشعب الصبور.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المهم أن يفوز الوطن المهم أن يفوز الوطن



GMT 09:34 2021 الجمعة ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الخديو المبذر

GMT 16:26 2021 السبت ,25 أيلول / سبتمبر

الجميلة و «الحمارة الكبرى»

GMT 13:04 2021 الجمعة ,10 أيلول / سبتمبر

ثلاث مصريات من لبنان: البحر من ورائها

GMT 14:39 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

تَغيير الحَمَل... كل يوم

GMT 14:28 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

ابنة الزمّار وحسناء الزمان

GMT 18:13 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 11:28 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

وزير الداخلية يؤكد أن الوضع الأمني في تونس مستقر

GMT 04:41 2013 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

"الحر" أصبح جاهزًا لضرب الجيش السوري بسلاح الجو

GMT 00:54 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

زهور جديدة تتفتح دومًا من "فان كليف آند آربلز"

GMT 13:03 2018 الجمعة ,17 آب / أغسطس

أم تقتل ابنتها بـ"إيد الهون" في "البحيرة"

GMT 11:30 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

تعرف علي قائمة موضة ألوان أزياء شتاء 2019
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia