فاصل ونواصل

فاصل ونواصل!

فاصل ونواصل!

 تونس اليوم -

فاصل ونواصل

عماد الدين أديب
أصبحت برامج «التوك شو» شيئا مستفزا لأعصاب الجماهير، وقرر بعض مقدمي هذه البرامج في عالمنا العربي أن يساهموا في رفع ضغط دم المشاهدين أصحاب المشاعر الحساسة إلى حد أن البعض بات يشك في أن مقدمي هذه البرامج شركاء في مبيعات أدوية ضغط الدم! كل شيء أسود، كل قرار فاشل، كل تصريح ملغوم، كل اجتماع تآمري، كل زيارة لدولة أجنبية مريبة! لا شيء يدعو للتفاؤل، لا أمل في المستقبل، لا يوجد شرفاء، كل الناس لصوص، الجميع شركاء في جريمة كبرى ضد الوطن! بهذا المفهوم أصبحت عملية مشاهدة التلفزيون في عالمنا العربي أكثر خطورة من ركوب صاروخ فضاء من دون مساعدة محطة أرضية! هذا المفهوم أصبح الإعلام بطارية شحن من أجل إشعار الناس بالغضب الهستيري الذي يدفع بالناس إلى فقدان العقل وتبني سياسات مجنونة تدعو إلى تدمير الأخضر واليابس. لا أحد في برامج التوك شو العربية يكمل عبارته دون مقاطعة من الآخر، لا أحد يقبل الحوار الموضوعي الذي يمكن أن يؤدي لفكرة إيجابية تساهم في بناء الوطن. لا أحد يستمع لما يقول الآخر، فقط الجميع يسعدون بسماع أصواتهم أنفسهم وهم ينتقدون بعضهم البعض. ينظر المحاور إلى الكاميرا ويكيل الاتهامات بقسوة إلى كل سكان كوكب الأرض دون أن يقبل بحق أي إنسان بتوجيه حرف واحد من الملاحظات على أدائه المخيف. ندعي جميعنا بأننا نؤمن بالديمقراطية شريطة ألا يمسنا أحد بكلمة واحدة! نحن نؤمن بديمقراطية أن من حقي أن أنتقدك ولكن ليس من حقك أبدا أن تتفوه بكلمة واحدة تجاهي! ما زالت هناك قرون جوهرية بيننا وبين الديمقراطيات المحترمة وكأنه هناك فرق توقيت يبلغ مائة عام! ما زلنا نفقد أعصابنا كل يوم بشكل جماعي، وليس أمامنا سوى انتظار تلك العبارة المخيفة السخيفة: «فاصل ونواصل»! نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"
arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فاصل ونواصل فاصل ونواصل



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 16:09 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 14:05 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الأسد الخميس 29-10-2020

GMT 17:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 14:23 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الخميس 29-10-2020

GMT 07:56 2014 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

انتخاب أبو زيد رئيسة لـ"الاشتراكي" في "النواب"

GMT 11:46 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بعض مناطق النجم العملاق المشتعل أكثر سخونة من مناطق أخرى
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia