الإخوان يريدونها «كربلائية» في «رابعة»

الإخوان يريدونها «كربلائية» في «رابعة»

الإخوان يريدونها «كربلائية» في «رابعة»

 تونس اليوم -

الإخوان يريدونها «كربلائية» في «رابعة»

عبد الرحمن الراشد
يتمنى متطرفو قيادات الإخوان المسلمين في مصر ما يهددهم به الجيش، أن تفض اعتصاماتهم بالقوة، حتى تصبح شأنا دوليا، يستطيعون تحويلها إلى جنائز «لطم»، ومَظْلَمة طويلة الزمن. وإقحامهم الأطفال والنساء، حتى أصبحوا نحو نصف عدد المعتصمين، ليس درعا لحماية الرجال المحتجين فقط، بل لأنهم الصورة الإعلامية الأفضل، الضحايا الأبرياء، الأكثر استحقاقا للغضب والتعاطف في الإعلام والعالم. وأكثر ما يخشاه متطرفو الإخوان أن ينساهم الناس معتصمين في شارع رابعة العدوية وميدان النهضة، لهذا ينظمون المسيرات، ويقطعون الطرق، ويهددون الإعلام. لقد خدمتهم السلطات المصرية في جانبين؛ التهديد بفض الاعتصام بالقوة، حتى تجمع في الميدانين أكبر معسكر للإعلام العالمي، في انتظار ساعة الصفر ونقل الاقتتال حيا على الهواء للخارج. والشق الثاني، أبقت الحكومة الإخوان قضية حية بالحديث عنهم، واعتصاماتهم، ونسيت مشروعها للمستقبل، الدستور والانتخابات والحديث عن بقية التسعين مليون مصري. صقور الإخوان هم من يسيطر على ساحات الاعتصام، ويقود الاحتجاج، يتغذون على ردود فعل الطرف الآخر، بالجدل والتهديدات المتبادلة. ولو أن جبهة الإنقاذ والشباب وتحالف 30 يونيو (حزيران) العريض، وهو يمثل نحو ثمانين في المائة من القوى السياسية في مصر، باشر نشاطه السياسي بالإعداد للمشروع الديمقراطي الموعود والانتخابات، لانقلبت المعادلة، وأصبح الإخوان هم من يريد فض التجمع وليس العكس. نجح متطرفو الإخوان في استراتيجيتهم بشل حكومة الببلاوي، وجعلوا الجيش رهينة لرابعة العدوية، حتى أصبحت معظم تصريحاتهم واهتماماتهم تنصب على الرد على ما يقال، أو ما يجب فعله هناك! وحسنا فعل الجيش أن لم ينجر بعد إلى فخ الإخوان بفض الاعتصام بالقوة، لأنه لو سالت الدماء فسيحولونها إلى «كربلائية»، يبررون بها العنف والتطرف من جانبهم، وسيكون حديث العالم أن الجيش عزل مرسي وقتل المتظاهرين السلميين! ما الذي يحدث لو أن الجيش تركهم في ميادينهم، والحكومة تجاهلت تعليقاتهم، وجبهة الإنقاذ كثفت نشاطها لتقديم نموذج سياسي ناجح لمصر المستقبل؟ في تصوري، ستموت حركة الاعتصام تدريجيا، وستضعف قبضة متطرفي قيادة الإخوان على الإخوان، وستخرج من رحم الحركة الاحتجاجية قيادة أكثر تعقلا وانسجاما ما دام الباب بقي مفتوحا لهم للانضمام إلى المتحاورين والمشاركة في الانتخابات. الانصراف عن مسرح رابعة العدوية، والصبر على لغو القول وأذى الإخوان، والتحول نحو قضايا الناس الحقيقية، هو الإنجاز المطلوب. وعلى القوى السياسية الأخرى أن تعترف بفضل الإخوان عليها، فالحركة الاحتجاجية الإخوانية وحدت الشباب مع الناصريين، والثوريين مع الوفديين، والأزهريين مع بعض السلفيين والأقباط، والليبراليين مع اليسار، والعسكريين مع المدنيين. الإخوان هم من وحّد هذا الصف الطويل المتناقض، الذي جمعه تهديد الإخوان لهم في الحكم، عندما كتب الإخوان الدستور على مقاسهم، وأرادوا الاستيلاء على الدولة. وقد لا تتكرر اللحظة التي يمكن أن يلتقوا فيها رأيا وقيادات.
arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإخوان يريدونها «كربلائية» في «رابعة» الإخوان يريدونها «كربلائية» في «رابعة»



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 16:09 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 14:05 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الأسد الخميس 29-10-2020

GMT 17:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 14:23 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الخميس 29-10-2020

GMT 07:56 2014 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

انتخاب أبو زيد رئيسة لـ"الاشتراكي" في "النواب"

GMT 11:46 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بعض مناطق النجم العملاق المشتعل أكثر سخونة من مناطق أخرى
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia