«صوت الكبار»

«صوت الكبار»

«صوت الكبار»

 تونس اليوم -

«صوت الكبار»

سمير عطا الله
سمير عطا الله

الرجال منهم، جاءوا إلى المباراة صابغين شعرهم بشكل واضح، ومن له شاربان بينهم، صبغهما أيضاً، وفيهم من أصلع رأسه تماماً. وكأنما على اتفاق واحد، كانت أصواتهم كلها جميلة وحناجرهم مذهبة وأغانيهم من البديع القديم.

هذه الأيام الحلكاء يشعر المرء بالذنب إذا ما خامره فرح، أو «استخفه طرب». ويشعر بذنب أكبر إذا ما أقر بذلك وما «استحى على شيبته» المشتعلة مثل رأس زكريا.

برنامج «Voice للكبار» عرض رائع من عروض الإمتاع والمؤانسة. مجموعة من ذوي وذوات الأعمار المتقدمة تقدم أنواعاً من الغناء شبه المنسي، الذي ضاع تحت أقدام الكليبات وراقصاتها. ومطربون ومطربات من سائر بلاد العرب، بموشحاتهم وعباءاتهم الزاهية والقلنسوات الحمراء التي لا أدري من أي بلد في المغرب أتت.

في برنامج Voice لليافعين يأتي المشاركون برفقة آبائهم أو أمهاتهم. في Voice الكبار يأتون برفقة أبنائهم وبناتهم، يصفقون لهم، ويدمعون ويفرحون كلما شعروا أن أعضاء اللجنة الحاكمة، قد زلزلتهم الأصوات الآتية من خباء المنازل العادية والبيوت التي لا مكان لها بين المحترفين من أهل الفن.
إنهم مجرد مقلدين يرددون ما كان يطلع به أسياد الطرب على المسارح. إلى أن تسمعهم. وعندئذ تدرك أنهم أصلاء متفوقون، وأن التقليد صنو الأمل، وأحياناً يفوق.
أدركت وأنا أصغي مساء السبت الفائت، مدى التشوه الذي طغى على نفوسنا. لم نعد نشاهد إلا البرامج السياسية. ومثل مرضى النفوس لم يعد يرضينا سوى البرامج التي تقهرنا وتذلنا وتقض مضاجعنا ويقظتنا معاً.
المفكر الأميركي هنري ديفيد ثورو كان يحب أن يشبه نفسه بديك يوقظ الجيران لكي يفوت عليهم الاستغراق في النوم، في مباهج الحاضر المتبخر سريعاً في مطاوي الزمان. Voice الكبار استعادات لأوتار العمر. في ذكرى مولد فيروز قبل أيام، بعث إلي صديق من الرياض «تذكيراً» بالأمر أشبه بمذكرة إدارية، لكي لا أنسى الكتابة عن الأمر. ماذا بقي لم أكتبه على مدى السنين. وماذا عندي أضيف ما كتبته في السبعينات «صوتك وطني». يخامرنا شعور بالخوف عندما نشعر أن العمر يمر سريعاً بهذه الظواهر البشرية التي تلدها العصور لا الأرحام. ولا تعود تكفي تمنياتنا وأمنياتنا. وكان الهنود الحمر يخافون ألا تكفي الصلوات للآلهة ساعة أو ساعتين، فيتلون الصلاة فوق كومة من الحطب ويشعلونها الليل والنهار، كي يحملها الدخان إلى السماء.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«صوت الكبار» «صوت الكبار»



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 16:09 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 14:05 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الأسد الخميس 29-10-2020

GMT 17:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 14:23 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الخميس 29-10-2020

GMT 07:56 2014 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

انتخاب أبو زيد رئيسة لـ"الاشتراكي" في "النواب"

GMT 11:46 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بعض مناطق النجم العملاق المشتعل أكثر سخونة من مناطق أخرى
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia