«ولا في الخيال»

«ولا في الخيال»

«ولا في الخيال»

 تونس اليوم -

«ولا في الخيال»

سمير عطا الله
سمير عطا الله

هل الحرب الأميركية الصينية قادمة؟ ربما. لكن على الأرجح ليس عسكرياً، وإنما باردة كالتي دارت بين الاتحاد السوفياتي والغرب طوال نصف قرن. وكذلك «الحرب» بين الصين وأوروبا، لأن القارة القديمة لن تبقى خارج هذه المواجهة الكبرى، كما حذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

إنه «الخطر الأصفر» كما سمى الأوروبيون أهل شرق آسيا. وهم لم يكونوا صفر البشرة في أي مرحلة من تاريخهم، لكن منذ نهايات القرن الثامن عشر، بدأت الحملات الأوروبية عليهم، ولقبوا بالجنس الأصفر تمييزاً عن «الرجل الأبيض» المتفوق.

تبنّى العرب لسنوات طويلة هذه التسمية. واعتقدوا أن اليابانيين والصينيين صُفر حقاً. وعندما هزم اليابانيون الروس في حرب 1905. وكانت تلك أول مرة يهزم فيها الشرق الغرب، فرح العرب لهزيمة الغرب الاستعماري، وكتب «شاعر النيل» حافظ إبراهيم إحدى أجمل قصائده، بعنوان «الغادة اليابانية». وعندما تقرأ هذه الحماسية الفوارة من حماسياته، تكتشف أنه كان يعتقد حقاً بصفرة اليابانيين، أو بالأحرى اليابانيات. فهو يناجي غادته قائلاً...
كنت أهوى في زماني غادة - وهب الله لها ما وهبا - ذات وجه مزج الحسن به - صفرة تنسي اليهود الذهبا - حملت لي ذات يوم نبأ - لا رعاك الله يا ذاك النبأ (...) نذبح الدب ونفري جلده - أيظن الدب ألا يغلبا (...) ملك يكفيك منه أنه - أنهض الشرق فهزّ المغربا».
شيئان لم يتحرَّ فيهما شاعرنا الدقة. صفرة الحسن الياباني، وأن روسيا تمثل الغرب. فهي سوف تصبح فيما بعد رمز الشرق في الصراع مع الغرب. وخصوصاً في مصر التي عقدت المعاهدات العسكرية مع الاتحاد السوفياتي والمعسكر الاشتراكي. أوائل القرن الماضي كان الشعر لا يزال سلاحاً من أسلحة الحروب كما كان في الجاهلية وزمن الإغريق. لكنه قلما يظهر الآن في «داحس وغبراء» القرن الحالي. والأرجح أنها ستستمر أكثر من حرب داحس وغبراء التي دامت 40 عاماً. الحرب هنا بين شركة صينية (علي بابا) حجمها 1.7 تريليون دولار أميركي، وتبيع 20 مليون سلعة في الأسبوع، وبين شركة أميركية (وول مارت) ترسل الطلبات إلى زبائنها بواسطة الطائرات المسيّرة. وعندما شاهدت تدشين عصر الطائرات المسيَّرة في دبي، اعتقدت أنها من مستقبليات نادي الصحافة وتحديات رئيسته منى المري. لكن يبدو أن علينا أن ندرك أننا في زمنٍ، المستقبل فيه هو الآن. حاول أن تتابع الصور المذهلة لأحداث النهار حول العالم، وكيف تؤخذ من زوايا لا يتخيلها عقل. عصر المسيّرات كما بدأ في دبي.
ملاحظة: ورد في مقالة أمس (موسم الهجرة التلفزيونية) اسم المقدمة التلفزيونية في OTV داليا داغر على أنها داليا خليل. لذا اقتضى التصحيح مع الاعتذار.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ولا في الخيال» «ولا في الخيال»



GMT 16:23 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

ايران والعجز عن ابتلاع العراق

GMT 16:19 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

مجرد تشابه

GMT 18:04 2021 الإثنين ,29 آذار/ مارس

أخبار من اميركا وعمليات إطلاق النار فيها

GMT 15:25 2021 الإثنين ,29 آذار/ مارس

الكتاب جيّد... لكنْ امنعوه!

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:02 2021 الثلاثاء ,13 إبريل / نيسان

الغنوشي يهنئ سعيّد بشهر رمضان

GMT 16:14 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حذف وزارة الشؤون المحلية وإلحاق مهامها بالداخلية التونسية

GMT 09:52 2021 الإثنين ,06 كانون الأول / ديسمبر

3000 مصاب بالسيدا يرفضون المتابعة الطبية في تونس

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 14:23 2014 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

"نوني" تطلق تشكيلة من الأحذية الشتوية أنيقة ومميزة

GMT 13:24 2013 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

"الجماعات الإسلامية والعنف" كتاب لمنير أديب

GMT 13:01 2013 الجمعة ,24 أيار / مايو

دب أميركي يتسبب بإغلاق مدرسة في ميشيغان

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 12:31 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

أحدث صيحات فساتين الزفاف بالطبقات موضة لعام 2021

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia