خرافات حول الإرهاب

خرافات حول الإرهاب!

خرافات حول الإرهاب!

 تونس اليوم -

خرافات حول الإرهاب

د. وحيد عبدالمجيد

لكل داء دواء. ولذلك يصعب العثور على دواء بدون تشخيص دقيق للداء. ينطبق ذلك على الإرهاب، مثله مثل كل داء. وتبدأ عملية تشخيص الداء الإرهابى بتحديد كيف يتطرف الإنسان دينياً.

فالإرهاب يبدأ عادة، وكقاعدة عامة يجوز الاستثناء منها، بتطرف شديد يتفاعل مع بيئة مجتمعية معينة فيخلق حالة قابلة للعنف. ويبدأ هذا التطرف بتعصب يصيب الإنسان. والتعصب الدينى هو أخطر أنواع التعصب لأنه يرتبط بعقيدة مقدسة. وعندما يصاب إنسان بالتعصب الدينى، تزداد قابليته للتفسيرات الأكثر تشدداً وغُلواً كلما ازداد التخلف السياسى والاجتماعى والتعليمى, وانتشر الظلم والقهر والفساد.

ولذلك، فإذا عدنا إلى التاريخ نجد أن الأوروبيين، الذين سعوا إلى وضع حد للحروب الدينية والمذهبية التى استعرت منذ القرن السادس عشر أدركوا أهمية البيئة التى نشبت فيها هذه الحروب.

وتفيدنا هنا العودة الى الشاعر الفرنسى بيير دى رونسار الذى نحى جانباً الأشعار الرومانسية التى برع فيها، وشمر عن ساعديه ليصدر مجلدين يُعدان من أمهات الكتب فى مجال مواجهة التعصب. كان أولهما عام 1652 وهو (خطابات عن ضروب البؤس فى زماننا). وتبعه الثانى فى العام التالى تحت عنوان (استكمال خطابات ضروب البؤس).

وتناول رونسار بشاعرية، ولكن بعمق أيضاً، العوامل المؤدية إلى التعصب لمذهب ضد آخر رغم انتمائهما الى دين يقوم على التسامح والمحبة. واستخدم تشبيهاً صادماً أثار جدلاً واسعاً ولكنه أسهم فى التنبيه إلى أحد جوانب الداء حين قال إن صانعى التعصب (يعظون الناس بإنجيل مسلح). ولكنه كان أوسع أفقا من أن يقع أسير الضحالة التى تدفع البعض الآن الى الاعتقاد بأن الخطاب المتطرف يحدث أثره فى فراغ وكأنه سحر, وتجاهل التداعيات العميقة لسياسات تخلق البؤس بمعناه المجتمعى الواسع.

و كذلك كان جون لوك الذى خاض فى الوقت نفسه معركة مشابهة ضد التعصب فى بريطانيا, والعوامل المنتجة له, وأصدر كتيبه المشهور «التسامح» بطبعاته المتعددة بين 1689و 1695، والتى جاءت الأخيرة فيها أكثر شمولا واحاطة بالداءً من سابقاتها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خرافات حول الإرهاب خرافات حول الإرهاب



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 16:09 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 14:05 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الأسد الخميس 29-10-2020

GMT 17:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 14:23 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الخميس 29-10-2020

GMT 07:56 2014 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

انتخاب أبو زيد رئيسة لـ"الاشتراكي" في "النواب"

GMT 11:46 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بعض مناطق النجم العملاق المشتعل أكثر سخونة من مناطق أخرى
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia