كيف ننقذ التاريخ

كيف ننقذ التاريخ؟

كيف ننقذ التاريخ؟

 تونس اليوم -

كيف ننقذ التاريخ

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

جدل طويل لا ينقطع فى العالم على مدى عقود حول منهجية كتابة التاريخ، والمعايير التى يلزم توافرها فى من يكتبونه. وكثيراً ما نجد فى ثنايا هذا الجدل مناشدات لإنقاذ التاريخ من كتابات تفتقر إلى الحد الأدنى من المنهجية والمعرفة وامتلاك أدوات البحث التاريخى وضوابطه العلمية.

تذكرتُ ما سبق أن تابعته فى هذا الجدل عندما قرأتُ قبل أيام عن كتاب نشره أحد الصحفيين عن السيرة الذاتية لواحد من أركان العصر الملكى فى عهد الملك الراحل فاروق. وقرأتُ أيضاً أن دار النشر التى أصدرت الكتاب نظمت ندوة حوله عند إطلاقه، ولكن لم يكن بين المتحدثين الرئيسيين فيها أى من المؤرخين، أو أساتذة التاريخ، أو المتخصصين فى المرحلة التاريخية التى يتناولها هذا الكتاب. وليس هناك ما يمنع أن يشارك صحفيون، أو غيرهم، فى كتابة التاريخ. امتلاك أدوات البحث التاريخى ليس حكراً على المؤرخين وأساتذة التاريخ. وكم من صحفيين ساهموا بقوة فى كتابة التاريخ، أو إعادة كتابته من زوايا جديدة. وكتابات الأستاذ صلاح عيسى التاريخية مثال بارز. غير أنه لم ينشر كتباً فى التاريخ إلا بعد قراءة طويلة ممتدة، وبحث عميق، وعمل دؤوب للوصول إلى وثائق جديدة كان بعضها نادراً. وتخللت مرحلة بناء المعرفة هذه كتابة مقالات فى صحف ومطبوعات عدة ومناقشتها مع متخصصين ومهتمين بالقضايا التاريخية التى بحث فيها. ولذلك أصبحت كتبه من أهم الكتابات التاريخية، وصار بعضها مراجع يرجع إليها ويستفيد منها طلاب يدرسون التاريخ، وقراء شغوفون بالإطلاع على الأعمال المتميزة فيه.خذ مثلاً كتابه رجال ريا وسكينة ذ سيرة اجتماعية وسياسية, الصادر عام 2009. فهذا بحث عميق فى مساحة لم يسبقه إليها أحد، إذ تقصى السيرة الحقيقية للسيدتين اللتين اختزلهما التاريخ والفن فى أنهما رمز الجريمة والشر، استناداً على وثائق ومعلومات موثقة، وتحليل اجتماعى عميق، بمنأى عن مرويات الخيال الشعبى. ولكن فى المقابل، ينشر بعض الصحفيين كتباً فقيرة يعيدون فيها إنتاج كتابات سابقة بدون إضافة منهجية أو توثيقية، اعتقاداً فى أن التاريخ مستباح لكل من يريد أن يصبح مؤلفاً. وهذا النوع من الكتابات هو ما يدعو كثيرين إلى البحث عن سبل لإنقاذ التاريخ منها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف ننقذ التاريخ كيف ننقذ التاريخ



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 15:12 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 17:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 10:55 2019 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

الإصابة تحرم منتخب سورية من نجم الأهلي

GMT 03:18 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوروبا تعود إلى السودان من باب النفط والذهب!

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 23:50 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

8 طرق سهلة للحصول على بشرة لامعة وجميلة

GMT 04:30 2013 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

"نسيان" تعلن تخفيض سعر سيارة "ليف"

GMT 20:57 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

نبيل الكوكي يستقيل من تدريب الرمثا الأردني
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia