متجمدون  لا يتغيرون

متجمدون .. لا يتغيرون

متجمدون .. لا يتغيرون

 تونس اليوم -

متجمدون  لا يتغيرون

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

رغم أن الجمود سنة سائدة في حياتنا السياسية والاجتماعية بوجه عام، قلما نجد ما يضاهي جمود جماعة «الإخوان المسلمين» عقلياً وفكرياً علي مدي أكثر من ستة عقود. ورغم الخلاف المعروف علي مدي سلامة فكرة أن التاريخ قد يعيد إنتاج نفسه، ولكن في صورة مأساة أو مهزلة، يؤدي جمود «الإخوان» المفرط إلي تأكيدها، ولكن في صورة مأساوية وهزلية في آن معاً. قبل أيام أصدر الجناح المنشق علي قيادة الجماعة وثيقة تضمنت ما يفيد إجراء مراجعات واسعة ستُعلن تفاصيلها قريباً. وأول ما يتبادر إلي الذهن حين يسمع المرء عن مراجعات أن من يراجعون أنفسهم يستوعبون دروس أخطائهم، لكي لا يكرروا خطاياهم. ولكن الوثيقة المشار إليها لم تُبَّشر بذلك، ولم تتضمن ما يدل علي أن المراجعات ستؤدي إلي إنهاء جمود طال أمده. فقد حملت الوثيقة، بين ما حملته، معني الاتجاه إلي ترسيخ الممارسات العنيفة التي انخرط فيها بعض المنتمين إلي الجناح المنشق، من خلال رفض فكرة أن «قوة الجماعة في سلميتها» وتبني مفهوم يجعل السلاح من مقومات القوة. وعندما أصدرت القيادة القديمة للجماعة بياناً لتوضيح أنها تعترض علي هذا المفهوم، بدا أن «الإخوان» يعيدون إنتاج الانقسام الذي حدث في خمسينيات القرن الماضي، ولكن بطريقة أكثر هزلية بينما هم في أوضاع أكثر مأساوية. ورغم أن قيادة الجماعة هي التي أخذتها إلي صدام نتجت عنه ضربة قاصمة في الحالتين فقد اختلف موقعها في كل منهما. كانت قيادة الجماعة في الخمسينيات بقيادة حسن الهضيبي هي الأكثر تشدداً ضد سلطة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بعد انقضاء شهر العسل القصير بينهما.

وكان معارضوها يدعون إلي استمرار التعاون مع السلطة، ورغم أن انقسام الخمسينيات لم يؤد إلي انشقاق نهائي، بخلاف ما يحدث الآن، فقد أحدث تحولات غير منطقية كان أبرزها تحول المتشددين إلي معتدلين، والعكس، عندما تبني سيد قطب موقف تكفير المجتمع. ولذلك ربما تحمل الفترة المقبلة تحولات غير متوقعة في مشهد «الإخوان» الراهن, وقد تكون تداعياتها عليهم أكثر مأساوية لأن حدة الجمود تحول دون استخلاص أي دروس من تجارب الماضي.

المصدر : صحيفة الاهرام

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متجمدون  لا يتغيرون متجمدون  لا يتغيرون



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 11:49 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من المستحسن أن تحرص على تنفيذ مخطّطاتك

GMT 18:51 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 16:30 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مجالات جديدة وأرباح مادية تنتظرك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 09:11 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

فريق نادي "النصر" يكتسح "نجران" بخماسية ودية

GMT 02:55 2017 الأحد ,05 آذار/ مارس

"بونت لاند" تتحدث عن سبب اعتقال شيخ قبلي

GMT 07:36 2014 الأحد ,22 حزيران / يونيو

12 مسلسلًا على قناة "أيه أر تي" حكايات في رمضان
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia