فليكن تعليماً أولاً

فليكن تعليماً أولاً

فليكن تعليماً أولاً

 تونس اليوم -

فليكن تعليماً أولاً

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

تبدو الدعوة إلى تعليم العلوم التجريبية مثل الطب والهندسة باللغة العربية فى جامعاتنا كما لو أنها قادمة من كوكب آخر. فقبل أن نفكر فى تعريب تعليم هذه العلوم، ينبغى أن نعمل من أجل رفع مستوى هذا التعليم، أو حتى وقف التدهور الذى يحدث فى نظامنا التعليمى فى مجمله، بافتراض وجود حاجة أصلاً إلى هذا التعريب، أو أنه خيار صحيح من حيث المبدأ.

فليس معقولاً أن نهتم باللغة التى يتعلم بها الطلاب، قبل أن نعنى بالعملية التعليمية نفسها ونواجه أنفسنا بحقيقة أنها لم تعد تُنتج تعليماً حتى على النحو الذى كان قبل 20 أو 30 عاماً، وليس بالمستوى العالمى أو المقبول فى هذا العصر.

ولذلك يشبه الحديث عن تعريب هذا التعليم الكلام عن تغيير المائدة رغم أن الطعام الذى يوضع عليها غير موجود, أو يقل كثيراً عما هو مطلوب. فالأولى فى هذه الحالة أن نوفر الطعام قبل أن نبحث فى شكل المائدة. وهذا فضلا عن أن حال اللغة العربية لا تسر.ويجدر بدعاة تعريب العلوم أن يتقصوا أولا ما آلت إليه وما يعرفه طلاب الجامعات اليوم منها. فالتدهور الذى حدث فى التعليم لم يوفر اللغة العربية إلى حد أن الكثير من طلاب الجامعات لا يستطيعون كتابة سطر بها بدون خطأ إملائى أو لغوى.

والحال أن العملية التعليمية فى بلادنا تحتاج إلى إنقاذ عاجل فى جميع مراحلها، وإعطائها أولوية قصوى حتى لا تبقى مصر فى الموقع المتدنى الذى وضعها فيه تقرير المنتدى الاقتصادى العالمى عن مؤشر التنافسية 2015-2016 فى مجال جودة التعليم.

وهذا تقرير يعتمد على أساليب علمية حديثة فى قياس موقع كل دولة فى سلم التقدم العالمى. وقد تزامن إصدار هذا التقرير مع إعلان دولة عربية نائية أنها لا توصى طلابها بالتسجيل لدرجة الدكتوراه فى الجامعات المصرية. وهو ما طرحه للنقاش د. سليمان عبد المنعم فى «الأهرام» فى 10 سبتمبر الجارى.

وهذان ليسا إلا جرسى إنذار جديدين لم نكن فى حاجة إليهما لنعرف أن العملية التعليمية باتت فى حاجة إلى مراجعة جوهرية إذا كان المستقبل يعنينا حقاً.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فليكن تعليماً أولاً فليكن تعليماً أولاً



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 11:49 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من المستحسن أن تحرص على تنفيذ مخطّطاتك

GMT 18:51 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 16:30 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مجالات جديدة وأرباح مادية تنتظرك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 09:11 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

فريق نادي "النصر" يكتسح "نجران" بخماسية ودية

GMT 02:55 2017 الأحد ,05 آذار/ مارس

"بونت لاند" تتحدث عن سبب اعتقال شيخ قبلي

GMT 07:36 2014 الأحد ,22 حزيران / يونيو

12 مسلسلًا على قناة "أيه أر تي" حكايات في رمضان
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia