إنسان بعد التحديث

إنسان بعد التحديث

إنسان بعد التحديث

 تونس اليوم -

إنسان بعد التحديث

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

يكتسب كتاب د. شريف عرفة الجديد «إنسان ما بعد التحديث دليلك العلمى إلى الارتقاء النفسى» أهمية تتجاوز موضوعه وهو بحث مسألة التطور النفسى الذى يمر به الإنسان منذ مولده، لمعرفة كيف يمكن الوصول إلى أعلى مراحل التطور والارتقاء.

ينطلق المؤلف من النظرية السائدة التى تفيد بأن الكثير من المهارات الذهنية والمعرفية يكتسبها المرء فى حياته، ولا يولد بها. ولا يقتصر ذلك على اكتساب المعلومات، بل يشمل النضج النفسى إيجاباً وسلباً.

ولأن هناك من يُطلق عليهم «متفوقون نفسيا»، فهو يسأل عن المسار الذى يؤدى إلى تطور هذا الشخص أو ذاك بشكل يفوق المألوف، حتى يصل إلى مرحلة متقدمة من النضج النفسى تتجاوز غيره.

والكتاب مُشَّوق وعميق فى آن معا. يجد فيه القارئ دراسات وتجارب علمية حديثة، وحكايات مدهشة لأناس حقيقيين وكيفية ارتقائهم، وإمكانات الاستفادة من تجاربهم فى حياتنا. يملك مؤلفه قدرة على تحويل الكتاب إلى رحلة يأخذ القارئ إليها ليعرف، وليستمتع بالقراءة فى الوقت نفسه. يأخذنا أولاً إلى مراحل التطور النفسى الأربع، وهى إنسان الغاب، وإنسان القبيلة، والإنسان المستقل، والإنسان المستنير، وطبيعة كل منها، قبل أن نتجه معه لمعرفة تصوره لكيفية الارتقاء فى هذه المراحل والموصول إلى أعلاها.

وعندما يتناول مراحل التطور، يركز على معرفة أثر كل منها فى تكويننا النفسى الراهن، أكثر مما يهتم ببحث طبيعة البشر فى كل منها. وهذا منطقى فى ضوء موضوع الكتاب، والهدف منه، ولكن بعض ما يتضمنه الكتاب يمكن أن يفيد فى النقاش العلمى والفلسفى الذى قل الاهتمام به فى الفترة الأخيرة رغم أنه لم يُحسم، حول نوع الحياة فى المرحلة التى يسميها مرحلة إنسان الغاب، وطبيعة البشر خلالها. وهناك اتجاهان أساسيان فى هذا النقاش الذى بدأ فلسفيا فى القرن الثامن عشر يذهب أحدهما إلى أن تلك المرحلة كانت وحشية قاسية، بينما يتصورها الثانى مرحلة سلام فى الأغلب الأعم، وإن لم تخل من توحش فى بعض فتراتها.

يبدو المؤلف متأثرا بالاتجاه الأول الأكثر شيوعاً، ولكن دون أن ينعكس ذلك على موضوعية عمله. ولكن هذا الاتجاه أحدث أثرا فى كثير من الأفكار والنظريات التى انطلقت منه. ولذلك نبقى مع هذا الموضوع غدا.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنسان بعد التحديث إنسان بعد التحديث



GMT 13:18 2021 الإثنين ,30 آب / أغسطس

مسلسل المشروعات الوهمية لن يتوقف!

GMT 13:16 2021 الإثنين ,30 آب / أغسطس

حين يرجع العراق

GMT 13:13 2021 الإثنين ,30 آب / أغسطس

حروب الصحافيين

GMT 05:46 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

المشتبه بهم المعتادون وأسلوب جديد

GMT 05:29 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

هل يستطيع الحريري؟!

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 16:09 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 14:05 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الأسد الخميس 29-10-2020

GMT 17:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 14:23 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الخميس 29-10-2020

GMT 07:56 2014 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

انتخاب أبو زيد رئيسة لـ"الاشتراكي" في "النواب"

GMT 11:46 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بعض مناطق النجم العملاق المشتعل أكثر سخونة من مناطق أخرى
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia