إهدار نصيحة العريان

إهدار نصيحة العريان

إهدار نصيحة العريان

 تونس اليوم -

إهدار نصيحة العريان

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

لم ينتبه أحد ممن يعنيهم الأمر إلى نصيحة الاقتصادى المصرى العالمى د. محمد العريان لمعالجة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، رغم أهميتها الفائقة فى اللحظة الراهنة، وهى تتلخص فى استعادة الثقة الغائبة فى السوق بمختلف جوانبه.

غير أنه لم تمض أيام على إعلان د. العريان رؤيته المتضمنة هذه النصيحة حتى فوجئ المستثمرون بمداهمات لبعض شركات الصناعات الغذائية، ومصادرة كميات السكر الموجودة لديها بدعوى أنها تقوم بتخزينها، ويعنى ذلك أن ما يحدث فى الواقع يناقض ما ينصح به د. العريان، ويؤدى إلى مزيد من تراجع الثقة فى السوق بدلاً من السعى إلى استعادتها. ومن عجائب الأمور أن تُتهم مصانع تنتج الحلويات والعصائر والمخبوزات والمشروبات الغازية بأنها تُخزن السلعة الوسيطة الرئيسية فى مستلزمات الإنتاج التى لا يمكن أن تعمل دونها. والأكثر إثارة للدهشة أن يكون هذا الاتهام مُرسلاً، وأن تتم مصادرة السكر رغم تقديم فواتير تدل على مصدره، ووثائق توضح معدلات استخدامه لسد احتياجات الإنتاج, وفق البيان الصادر عن اتحاد الصناعات المصرية الإثنين الماضى. وليس متصوراً أن يتورط اتحاد الصناعات فى الدفاع عن شركات دون أن يتأكد من سلامة موقفها. ولا يحتاج الأمر إلى جهد كبير لمعرفة الحقيقة. فالحالة الوحيدة التى تجيز اتخاذ إجراء ضد شركة لديها مخزون من مستلزمات الإنتاج هى أن تبيع هذا المخزون بسعر أعلى بدلاً من استخدامه فى مصانعها،وإذا لم يتوافر دليل على ذلك، تكون مصادرة المخزون الموجود لديها تهديداً مباشراً للاستثمار. 

وإذا كانت هذه هى «السياسة» التى سنتبعها كلما فشلنا فى حل أزمة نقص سلعة أو أخرى، فأبشر بأزمات أكبر بسبب تراجع الاستثمارات القائمة، فى الوقت الذى نبحث عن استثمارات جديدة يصعب تصور كيف يمكن أن تأتى فى مثل هذه الظروف. 

وللتذكير، نستعيد ما نصح به د. العريان لعل أحداً ينتبه إليه، وهو أننا فى حاجة إلى ما سماه صدمة ثقة إيجابية بمشاركة القطاع الخاص المصرى والأجنبى، لوضع حد لحالة الخوف والشك التى تُضعف الثقة فى السوق وتؤدى إلى الإحجام عن الاستثمار، وتقلل فرص نجاح أى جهد يُبذل لزيادة النمو وخفض التضخم وتقليص العجز. 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إهدار نصيحة العريان إهدار نصيحة العريان



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 11:49 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من المستحسن أن تحرص على تنفيذ مخطّطاتك

GMT 18:51 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 16:30 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مجالات جديدة وأرباح مادية تنتظرك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 09:11 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

فريق نادي "النصر" يكتسح "نجران" بخماسية ودية

GMT 02:55 2017 الأحد ,05 آذار/ مارس

"بونت لاند" تتحدث عن سبب اعتقال شيخ قبلي

GMT 07:36 2014 الأحد ,22 حزيران / يونيو

12 مسلسلًا على قناة "أيه أر تي" حكايات في رمضان
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia