السلفية  والإسلام

السلفية .. والإسلام

السلفية .. والإسلام

 تونس اليوم -

السلفية  والإسلام

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

يخطئ الاتجاه من يستسهلون مهاجمة الأزهر الشريف. لا يعرفون العنوان الذى يفترض أن يقصدوه إذا كانوا جادين بالفعل فى السعى إلى محاصرة منابع التعصب والتطرف، وهو التيارات السلفية التى تتعامل مع النصوص والأحكام انطلاقاً من فهم بالغ الضيق يُوَّسع دائرة المحظور بلا حد، ويضَّيق مساحة المباح إلى أدنى حد.

كنت أبحث عن كتاب فى مكتبتى قبل أيام حين وجدت كتاباً آخر مهماً فى هذا المجال، وهو الأستاذ عبد الجواد ياسين «السلطة فى الإسلام العقل الفقهى السلفى بين النص والتاريخ» لذى أثار بعض الاهتمام عند إصداره، قبل أن يطويه النسيان مثل كتب عدة تتضمن أفكاراً مهمة يمكن أن تفيد فى رسم خريطة للحد من التعصب والتطرف.

ومن بين أفكار كثيرة يطرحها الكتاب، تنطوى فكرتان أساسيتان على أهمية خاصة فى السياق الذى نتحدث عنه. الأولى أن تيار أهل الحديث، الذى يرى ياسين أنه الأكثر تأثيراً فى فقه الاتجاه الواسع الذى صار يُعرف بأهل السُنة والجماعة، هو الأقل اهتماماً بقيمة الحرية والاجتهاد الحر. ويُقصد بهذا الاجتهاد مناقشة الوقائع المستحدثة اعتماداً على أدوات الاستدلال العقلى، مثل الاستنباط والاستقراء والمقارنة والتحليل والتجريب، والاستفادة من مناهج البحث العلمى الحديثة فى العلوم الإنسانية والطبيعية.

ولم تكن الحالات التى حدث فيها مثل هذا الاجتهاد بدرجة أو أخرى إلا استثناء، مثل منهج الإمام ابن حزم الاستدلالى الذى جمع بين النص والعقل.

والفكرة الثانية هى ضرورة انطلاق أى مشروع إصلاحى من مبدأى الحرية والعقل العلمى النقدى بدون سقف إلا من ثوابت النصوص القطعية الدلالة، والتى تعد قليلة بطابعها. ويتطلب ذلك عنده إعادة قراءة ثم كتابة أصول الفقه، ومراجعة الإضافات التى حُملت عليه من خلال منهج الإسناد فى جمع الروايات والأخبار، سعياً إلى فتح الباب أمام تطور علم الحديث.

ويطرح الكتاب تصوراً متكاملاً لمنهج نقدى تاريخى شامل يعتمد على آليات لكل منها أصوله التى ظلت هامشية رغم أهميتها، مثل نقد المتون الذى مارسه أئمة كبار منهم مالك والبخارى، بل ابن تيمية أيضاً، فى بعض الحالات.

والمدهش أن يكثر الكلام - الذى يظل كلاماً عن إصلاح الخطاب الدينى بدون الرجوع إلى مثل هذا الكتاب، وغيره من الأعمال المنسية, وكأنها ليست موجودة.

المصدر : صحيفة الأهرام

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلفية  والإسلام السلفية  والإسلام



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 11:28 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

وزير الداخلية يؤكد أن الوضع الأمني في تونس مستقر

GMT 17:44 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 08:03 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

لن يصلك شيء على طبق من فضة هذا الشهر

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 10:32 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أُنس جابر تنهي موسمها من أجل التعافي من الإصابة

GMT 20:35 2013 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

"قُبلة" في الطريق تُكلِف فتاة تونسية شهرين خلف القضبان

GMT 05:54 2015 السبت ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"الأهلي" يكسب مباراته الودية أمام "دبي" الإماراتي

GMT 00:43 2013 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

"آدم" سيارة شبابية جديدة من "أوبل"

GMT 18:25 2019 الخميس ,07 آذار/ مارس

ليلة مسرحية في اتحاد كتاب الإمارات

GMT 18:32 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العقرب الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia