اختبار تاريخى

اختبار تاريخى

اختبار تاريخى

 تونس اليوم -

اختبار تاريخى

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

المغامرة هى الجامع الوحيد الآن بين الحركات الانفصالية فى كتالونيا، والحكومة الأسبانية. تختلفان فى كل شىء، إلا السياسات الارتجالية. قررت الحركات الانفصالية أن تخوض الصراع من أجل الانفصال بطريقة لاعب القمار، ومضت نحو الانفصال بطريقة ارتجالية. انتهت المغامرة بإعلان الحكومة الأسبانية إلغاء الحكم الذاتى الواسع, وإقالة كبار المسئولين فى الإقليم وإحالتهم إلى القضاء. وبدلاً من أن تتصرف الحكومة الأسبانية بطريقة أكثر حكمة، وتخطط للحفاظ على الانتصار الذى حققته بسبب ارتجالية المغامرة الانفصالية، مضت فى مغامرة مضادة ستجعل الانتخابات المحلية التى أعلنت إجراءها فى إقليم كاتالونيا فى 23 ديسمبر القادم اختباراً تاريخياً تؤثر نتيجته فى مستقبل أوروبا كلها.

تراهن حكومة مدريد على مؤشرات تفيد أن الكثير من رافضى الانفصال لم يشاركوا فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة التى أعطت أغلبية طفيفة لمؤيديه، وأن مؤيدى الاستقلال لم يزدادوا فى الفترة الأخيرة رغم العنف الذى استخدمته لمنع إجراء الاستفتاء على الانفصال فى الأول من أكتوبر الماضى0 وإذا صحت هذه المؤشرات، ستكون نتيجة الانتخابات هزيمة لمشروع الانفصال ليس فى كتالونيا فقط، بل فى عدد معتبر من الأقاليم فى أوروبا. أما إذا أظهرت الانتخابات أن مؤيدى الانفصال ازدادوا، وصاروا أغلبية لاشك فيها، لن تكون حكومة مدريد وحدها فى مأزق، بل أوروبا كلها.

ومثلما تعامل انفصاليو كتالونيا مع قضيتهم بارتجالية أدخلتهم فى مغامرة بطعم المقامرة، ارتكبت حكومة مدريد أخطاء كبيرة قد تُدخلها فى مغامرة بطريقة أخرى. ولعل أهم هذه الأخطاء إعادة فرض السلطة المركزية على إقليم كاتالونيا، وإلغاء الحكم الذاتى.

وتعود فداحة هذا الخطأ إلى تجاهل سؤال مهم جداً عن أثر ما فعلته حكومة مدريد فى موقف من رفضوا الانفصال طول الفترة الماضية اكتفاءً بالحكم الذاتى الذى كان أحد أهم عوامل تفضيلهم البقاء ضمن أسبانيا مادام هذا الحكم أتاح لهم ممارسة حريتهم وحقوقهم القومية بلا قيود وبدون أن يشعروا بهيمنة عليهم.

ولكن مازال فى إمكان حكومة مدريد أن تتدارك الخطأ, وتُعيد العمل بالحكم الذاتى، لكى تُجرى انتخابات 23 ديسمبر فى إطاره.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اختبار تاريخى اختبار تاريخى



GMT 07:52 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إلغاء منح الجنسية

GMT 04:13 2018 السبت ,21 تموز / يوليو

مراهنات قاتلة

GMT 03:38 2018 الجمعة ,20 تموز / يوليو

الظاهرة الكرواتية

GMT 04:05 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

ماكرون و"ديوك" فرنسا

GMT 03:31 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

حذاء ذهبى.. مبكر

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 16:09 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 14:05 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الأسد الخميس 29-10-2020

GMT 17:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 14:23 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الخميس 29-10-2020

GMT 07:56 2014 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

انتخاب أبو زيد رئيسة لـ"الاشتراكي" في "النواب"

GMT 11:46 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بعض مناطق النجم العملاق المشتعل أكثر سخونة من مناطق أخرى
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia