جدوى المشاريع الكبرى

جدوى المشاريع الكبرى؟

جدوى المشاريع الكبرى؟

 تونس اليوم -

جدوى المشاريع الكبرى

د. وحيد عبدالمجيد

يتطلب البناء الاقتصادى رؤية واضحة لأهدافه وآلياته ووسائله. وتزداد أهمية هذه الرؤية حين تتفاقم الأزمة الاقتصادية،

 وترتبط بأخرى اجتماعية لا تقل عنها حدة إن لم تزد. وهذه الرؤية هى التى تحدد نوع المشاريع الاقتصادية، ودور كل من الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع، وموقع الاستثمارات الأجنبية فى عملية البناء. ويُعد السؤال عن نوع المشاريع المطلوبة لحل أزمة تفاقمت على مدى عدة عقود، كما هو الحال فى مصر، من أهم الأسئلة التى يفترض أن تكون الإجابة عنها مرتبطة برؤية واضحة للمستقبل. فهل يمكن الاعتماد على مشاريع كبرى بالأساس فى مثل هذه الأزمة، وهل يصلح هذا النوع من المشاريع ليكون قاطرة تقود الاقتصاد؟ ولا يتعلق هذا السؤال بأهمية المشاريع الكبرى فى ذاتها، بل بما يمكن أن تحققه لحل الأزمة المتفاقمة. فلهذه المشاريع أهمية فى ذاتها تزداد بمقدار ما تسهم به فى توطين تكنولوجيا جديدة، ووضع مصر على خريطة الاقتصاد العالمى، إلى جانب ما تؤدى إليه زيادة فى الناتج المحلى الإجمالى بطبيعة الحال. غير أن دور هذه المشاريع يقل إذا كان تقليص البطالة المتزايدة فى مقدمة أهداف البناء الاقتصادى المأمول. ففى مجتمع كثيف السكان يزداد الضغط فيه على سوق العمل، ويحتاج إلى أكثر من مليون فرصة عمل جديدة كل عام لاستيعاب من يريدون الالتحاق بهذه السوق للمرة الأولى، فضلاً عن فائض العاطلين على مدى سنوات طويلة، يقل جدوى المشاريع الكبرى إذا جعلناها هى القاطرة التى تقود عملية البناء الاقتصادى.

ففى مثل هذا الوضع، يصح أن تقود المشاريع الصغرى (الصغيرة، والصغيرة جداً) تقود عملية البناء الاقتصادى، ولكن بمنهج جديد تماما لا علاقة له بالطابع العشوائى الراهن لهذه المشاريع. ويستلزم ذلك أن تكون المشاريع الصغرى منظمة فى إطار خطة وطنية متكاملة تضعها الحكومة بالتعاون مع المنظمات الأهلية التنموية والاجتماعية والخيرية.

وتقوم هذه الخطة على أساس لا مركزى وبطريقة عمودية، بحيث تبدأ بمشاريع صغيرة جداً فى القرى والأحياء، ومشاريع أكبر قليلاً فى المراكز، ومشاريع ما بين صغيرة ومتوسطة فى عواصم المحافظات، مع بناء منظومة فاعلة للربط بين مجموع المشاريع داخل كل محافظة، وبين المحافظات المختلفة.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جدوى المشاريع الكبرى جدوى المشاريع الكبرى



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 16:09 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 14:05 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الأسد الخميس 29-10-2020

GMT 17:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 14:23 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الخميس 29-10-2020

GMT 07:56 2014 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

انتخاب أبو زيد رئيسة لـ"الاشتراكي" في "النواب"

GMT 11:46 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بعض مناطق النجم العملاق المشتعل أكثر سخونة من مناطق أخرى
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia