مين هناك

مين هناك ؟!

مين هناك ؟!

 تونس اليوم -

مين هناك

بقلم : صلاح منتصر

فى مصر من العجائب مالا قد تجده فى دول أخرى . ففى مصر يمكن لصاحب الفلوس أن يقتحم أى مبنى ويفعل ما بدا له فى شقة أو جراج أو حتى رصيف يقيم عليه مقهى أو مطعم أو كافيه بينما القانون يمنعه .

وبينما فى كل العالم الاهتمام بغير المدخن وحمايته وتخصيص مكان منزو للمدخنين كما نرى فى المطارات ، فإن المدخن فى مقاهينا ومطاعمنا وكافيهاتنا هو صاحب الكلمة العليا الذى يجرى خدمته فيخصص له أفضل مكان ، بينما غير المدخنين يلقى بهم فى أسوأ مكان فى المقهى لأنهم زبائن فقر لا يدخنون الشيشة ويدفعون المبالغ الكبيرة التى جعلت الشيشة أهم طلبات تلك المقاهى ، فى الوقت الذى بحت فيه أصوات أطباء الصدر والقلب وأورام السرطان والضغط والسكر ، من المصائب التى حلت علينا بسبب هذه الشيشة والأخطار التى يدفع شبابنا ثمنها وتظهر نتائجها عليهم فى أهم فترة من سنين عمرهم .

وفى مصر لم يقتصر التجريف على الأرض الزراعية التى زرعوها بالطوب والاسمنت ، بل امتد التجريف إلى مئات المبانى والأرصفة فى كل الأحياء والشوارع بحيث اختفى تخطيط الأجداد الذى خصص مناطق للسكن وأخرى لغيرها، بل أصبحت غيرها سواء فى شكل محال أو مطاعم أو مقاه أو ..أو .. هى الأساس ولتذهب راحة السكان إلى الجحيم ، رغم أنه عمليا 90 فى المئة من المطاعم والمقاهى تعمل بدون ترخيص !

فى شارع حشمت بالزمالك نموذج حديث لذلك . فى عمارة عشرة طوابق اقتحم أحدهم أسفل العمارة وافتتح مطعما شغل كل الرصيف الذى تحيط به خمس مدارس . ولزوم الاستغلال كان ضروريا أن يمد صاحب المطعم مدخنة ضخمة بطول العمارة بصرف النظر عن تأثير المسار الذى تمر منه داخل المنور على غرف نوم وراحة السكان ، فمثل هذا لا يهم ، وإنما المهم ما سيحققه المطعم من مكاسب . أما الجهات المسئولة ورغم كثرتها ،فيبدو أنها أصبحت تعمل على طريقة عسكرى الدرك الذى كان فى زمان انتهى وتغير ، يتصور أن صيحة «مين هناك» يطلقها تخيف الكل بينما هى اليوم تؤنسهم وتشجعهم !

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مين هناك مين هناك



GMT 09:26 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

ابتسامات جاهلية

GMT 08:26 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

هل تعتذر لزوجتك؟

GMT 03:50 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

القهوة الخضراء!

GMT 07:58 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

القهوة الخضراء!

GMT 07:56 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

الرقص للرجالة والإعلانات

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:01 2021 الأربعاء ,28 إبريل / نيسان

عياض اللومي يعلن استقالتة نهائيأً من حزب قلب تونس

GMT 20:45 2017 الخميس ,19 كانون الثاني / يناير

نادي "النصر" يدرس عروضًا صينية للبرازيلي نيمار

GMT 04:25 2012 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

خيري رمضان يعود إلى"سي بي سي" الأربعاء

GMT 22:24 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

"مقدمة ابن خلدون"على قائمة أكثر الكتب مبيعاً
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia