المرأة المثالية

المرأة المثالية !

المرأة المثالية !

 تونس اليوم -

المرأة المثالية

د.أسامة الغزالي حرب

اتصلت بى إحدى الصحفيات صبيحة يوم الأحد الماضى (8مارس) أى فى يوم المرأة، تطرح عليَ سؤالا قالت إنها تطرحه على عينة من الشخصيات العامة

وهو :من هى المرأة المثالية فى نظرك، طالبة منى أن أذكر لها اسما أو أسماء محددة. فقلت لها إننى لا أحب حكاية «المثالية» تلك! فمن ذا الذى يستطيع أن يحدد، وبأى معايير، تلك المثالية؟ إننى أعتقد أن «المرأة المصرية»، أى الغالبية الساحقة من النساء المصريات «مثاليات»، فهن جميعا يجمعن عن طيب خاطر وبكفاءة عالية بين العمل وبين رعاية أسرهن، يستوى قى ذلك فلاحة بسيطة فى الحقل أو عاملة فى مصنع، أو بائعة خضراوات على أرصفة الشوارع ...أو موظفة صغيرة فى الحكومة أو القطاع الخاص ، أو امرأة ذات مؤهل عال تعمل مدرسة أو طبيبة أو محاسبة أو مهندسة....إلخ أو حتى وزيرة. المرأة المثالية هى المرأة المصرية. ثم إنها- فى نفس الوقت- لا تنس أبدا أسرتها التى نشأت فيها! المرأة المصرية، وليس الرجل، عندما تتزوج وتكون لها أسرتها الخاصة تظل على صلة الرحم بأبيها وأمها وأخوتها، وتحرص دائما على رعايتهم و السؤال عنهم. ولذلك عرف المصريون المثل القائل بأن من لم ينجب بناتا فهو لم ينجب. هذا كلام صحيح تماما.والمدهش بعد ذلك أن يشيع بين المرأة المصرية، وبالذات فى الطبقات الفقيرة، المثل الشعبى القائل «ضل راجل ولا ضل حيط»؟! إلى هذا الحد؟ إننى أعلم تماما أنه فى أنحاء مختلفة من مصر توجد ظاهرة المرأة التى تعمل و تكد فى خارج بيتها بالإضافة بالطبع لعملها فى بيتها للكسب و الانفاق على زوج عاطل تماما، بكامل صحته و عافيته، اكتفى بأن يقوم بدوره فى تقديم «الضل» البديل عن ضل الحيط لا أكثر، بل و ربما أقل! و المدهش أن هذا يحدث فى حين أن المرأة فى مصر، وكما أشار إلى ذلك تقرير للمجلس المصرى لحقوق المرأة نشر مؤخرا، محرومة من معظم الحقوق التى تحصل عليها نساء العالم، أى أنها تعطى لأسرتها ولمجتمعها كل جهد، بدون أن تحصل على مقابل تقريبا. فإذا لم تكن تلك هى «المثالية» فماذا تكون؟

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة المثالية المرأة المثالية



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 16:09 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 14:05 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الأسد الخميس 29-10-2020

GMT 17:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 14:23 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الخميس 29-10-2020

GMT 07:56 2014 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

انتخاب أبو زيد رئيسة لـ"الاشتراكي" في "النواب"

GMT 11:46 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بعض مناطق النجم العملاق المشتعل أكثر سخونة من مناطق أخرى
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia