فتنة الخمسين

فتنة الخمسين!

فتنة الخمسين!

 تونس اليوم -

فتنة الخمسين

بقلم: د.أسامة الغزالى حرب

قولا و احدا، و دون أى تحفظات أناشد أستاذنا الكبير مكرم محمد أحمد، وفضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، وفضيلة مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام مراجعة فكرة أو اقتراح وضع قائمة بأسماء خمسين شخصية معتمدة للظهور في الفضائيات للإفتاء، ولا أعتقد ان اقتراح توسيعها لتصير أكبر عددا، أو أكثر تنوعا، يمكن أن يغير من الأمر شيئا.وهناك أكثر من نقطة بهذا الشأن، أولاها: هو أن أغلب ما يثار في الوسائط التي يهتم بها المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام لا ينطوي علي وضع فتاوي بالمعني الدقيق للكلمة، وإنما هي تشمل بالأحري عديدا من المناقشات والآراء المتباينة حول جميع القضايا العامة والخاصة. وحسنا قال الاستاذ مكرم «أن البرامج الدينية لن تتوقف عن العمل، وأن العلماء من حقهم حرية الرأي والتعبير وليس الإفتاء». ثانيا، فيما يتعلق بالفتاوي بالمعني الدقيق للكلمة، أي بيان وتوضيح رأي الدين في كافة القضايا العامة والخاصة فهذه تستلزم ولاشك درجة من التأهيل العلمي، وتلك هي المهمة التي أوكلت في مصر لدار الإفتاء منذ إنشائها في عام 1895- فضلا بالطبع عن الأزهر- حيث اهتمت في بادئ الأمر بحل المشكلات المترتبة علي تعدد المذاهب ثم شمل دورها إبداء الرأي في جميع القضايا مثل أحكام المواريث والأسرة والمرأة والشباب فضلا عن أحكام الإعدام. ثالثا، في هذا السياق فإن التنظيم المقترح للجنة الخمسين أو المائة يمكن أن يثير لدي الرأي العام شبهة التفرقة بين «مفتي» رسمي، أو «مفتي» للسلطة و«مفتي» آخر يقدم نفسه علي أنه مفتي حر! وهنا خطورة أن يتحول أصحاب الآراء الفقهية الشاذة والفاسدة إلي مفتين أحرار لاتضمهم قوائم السلطة. نعم، هناك حاجة ملحة لمواجهة الفتاوي الشاذة والمنحرفة ، وهناك حاجة ملحة و لتجديد الخطاب الديني بلا شك، و لكن ليس بتلك القوائم التي بدأت تثير ردود فعل تتناقض تماما مع الهدف المقصود منها!

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتنة الخمسين فتنة الخمسين



GMT 12:37 2019 الأحد ,27 كانون الثاني / يناير

ذكرى 25 يناير

GMT 07:25 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

نهاية الأسبوع

GMT 07:53 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

زوروا الإسماعيلية!

GMT 06:21 2018 الجمعة ,17 آب / أغسطس

نهاية الأسبوع

GMT 03:24 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

الغارمات والمعيلات!

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 16:09 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 14:05 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الأسد الخميس 29-10-2020

GMT 17:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 14:23 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الخميس 29-10-2020

GMT 07:56 2014 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

انتخاب أبو زيد رئيسة لـ"الاشتراكي" في "النواب"

GMT 11:46 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بعض مناطق النجم العملاق المشتعل أكثر سخونة من مناطق أخرى

GMT 01:18 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

رفع "المصحف" في نبروه يُطيح بوكيلة مدرسة من منصبها

GMT 10:01 2021 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

"فيسبوك" توسع نطاق مكافحة المعلومات المضللة

GMT 01:20 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

"خريف البلد الكبير"رواية جديدة للإعلامي محمود الورواري
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia