عقار جودة وتسريب الأراضي الفلسطينية إلى المستوطنين

"عقار جودة" وتسريب الأراضي الفلسطينية إلى المستوطنين

"عقار جودة" وتسريب الأراضي الفلسطينية إلى المستوطنين

 تونس اليوم -

عقار جودة وتسريب الأراضي الفلسطينية إلى المستوطنين

بقلم - محمد ممدوح

 أيام فقط مضت على قصة بيع "عقار جودة" في القدس المحتلة، هدأ الشارع ولم يعد أحد يتحدث عن القضية، هذا العقار وإن كان الأحدث الذي يبتلعه اخطبوط الاستيطان، بالتأكيد ليس الأول، ولن يكون الأخير، فسجل بيع العقارات وتسريب الأراضي للمستوطنين حافل، ولم تكن حدود القدس وبلدتها القديمة الهدف فقط، فالجمعيات الاستيطانية تعمل ليل نهار لسلب الفلسطيني أرضه بشتى الطرق، ولا خجل من القول أن الكثير من الأراضي تسربت عن سبق إصرار إسرائيلي، وجهل مرعب من أصحاب الأرض في غالب الأحيان، فكانت عمليات البيع ومن ثم التسريب لليهود تتم بحيل بسيطة، وفي نهاية المطاف مساحات واسعة وعقارات كثيرة سيطر عليها المستوطنون بذات الطريقة، ولا مجافاة للحقيقة عند القول أن مستوطنات ربما بدأت على شكل بؤر أو بيت واحد مسرب ليلتهم المستوطنون بعدها الأرض وما حولها.
الحديث عن عقار جودة في القدس المحتلة، يذكرنا باللواء توفيق الطيراوي، الذي كان يدا ضاربة لعمليات تسريب الأراضي والعقارات للمستوطنين، فإسرائيل تتهمه بأنه وراء تصفية سماسرة الأراضي في صيف 1997، ولم تقف عند حد الاتهام بل حرضت عليه المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية حيث نقلت تل أبيب لواشنطن معلومات تقول فيها إن الطيراوي وراء عمليات التصفية، فكان رد الولايات المتحدة بالتهديد بوقف مساعداتها المالية للسلطة الفلسطينية ، فيما ألغت إسرائيل بطاقة VIP التي تمنح لكبار الشخصيات الفلسطينية ومنعته من التنقل بين مدن الضفة الغربية ومغادرتها، بل وصل الامر إلى مطاردة الطيراوي نحو تسعة أشهر.

أعطى الطيراوي ملف تسريب العقارات والأراضي الأولوية الكبرى، مدركا خطورة هذا الملف، والمصيبة المنتظرة من تسريب الأراضي والعقارات للمستوطنين، وكان الطيراوي في المرصاد للسماسرة والعملاء الذين يخططون لنقل ملكيات الأراضي إلى المستوطنين، وحقق نجاحات كبيرة، لكن في النهاية كانت هناك عمليات تسريب تقع ويفلت البعض من يد القانون، واليوم ورغم الجهود الكبيرة للأجهزة الأمنية المختصة، ورغم احباط عمليات تسريب كبيرة وكثيرة، إلا أن بعض عمليات التسريب تنجح بفعل دهاء عملاء الاحتلال وسماسرة الأراضي الذين تجند لهم حكومة الاحتلال كل التسهيلات، وعليه فالمطلوب هو تغليظ العقوبات بحق كل المسربين والتعامل بعقلية "الطيراوي"، وإبقاء كل قضية تسريب حيّة وأن يكون تكون عقوبة المتورطين فيها عبرة لكل من يفكر أن يسير على ذات النهج.

tunisiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عقار جودة وتسريب الأراضي الفلسطينية إلى المستوطنين عقار جودة وتسريب الأراضي الفلسطينية إلى المستوطنين



GMT 18:56 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

أخونة الدولة

GMT 10:35 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

عدن مدينة الحب والتعايش والسلام

GMT 09:10 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ٰ مواطن يمني يبحث عن وطن بدون حواجز

GMT 10:58 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

وذهب.. سوار الذهب!!

GMT 11:28 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

وزير الداخلية يؤكد أن الوضع الأمني في تونس مستقر

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 23:54 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

خالد آل معمر يؤكد أنه لا يطلب ود "الأهلاويين"

GMT 20:02 2015 الجمعة ,16 كانون الثاني / يناير

فيلم "كريم بلقاسم" لأحمد راشدي يعرض في الجزائر

GMT 19:22 2017 الإثنين ,23 كانون الثاني / يناير

بيومي فؤاد مهندس زراعي في مسرحية "أنا وهو وهو" من تياترو مصر

GMT 13:42 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

اتجاهات عالم الديكور الجديد في ألوان دهانات الحوائط 2021

GMT 18:07 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

محمد فؤاد يطرح بوستر ألبومه الجديد "سلام"

GMT 04:02 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

بريشة : هاني مظهر

GMT 01:52 2015 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" الأميركيّة تطلق أول سيارة دفع رباعي كهربائية

GMT 04:40 2016 السبت ,30 تموز / يوليو

مارك هانت يصف بروك ليسنر بـ "القمامة"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia