أخونة الدولة

أخونة الدولة

أخونة الدولة

 تونس اليوم -

أخونة الدولة

بقلم - شيرين قسوس

 في الآونة الاخيرة، عند متابعتي للنقاشات التي تدور بين الافراد في مواقع التواصل الاجتماعي أرى أن الكثير من الناس يستخدمون مصطلح “الآخر”، بين دعوة لقبول الآخر ودعوة معاكسة تحرض على رفض الآخر !! سألت نفسي سؤال: من هو الآخر ؟! من هو ذلك الآخر الذي ينبغي علي قبوله او رفضه ؟! إن هذا المصطلح جديد بالنسبة لي فأنا لم أنشأ على قبول او رفض “آخر” وإنما نشأت على فكرة قبول او رفض “الإنسان” بحسب إنسانيته فقط !!

ماذا يحصل لوطني الحبيب ؟!

إن دين الدولة بحسب ما هو منصوص بالدستور الاردني هو “الاسلام”، ومع ذلك فإن وطني الحبيب مدني منذ النشأة، نعم هو مدني محافظ على الشرعية والكنسية المطلقة بآن واحد؛ فكما يوجد محاكم شرعية ومحاكم كنسية هناك أيضا قوانين مدنية وضعية أوجدها نخبة من الخبراء لتحفظ العدل بين الناس !! ماذا لو طورنا تلك القوانين المدنية وجعلناها تقدمية عصرية ؟! فإن تطويرها سيؤثر بشكل إيجابي على النسيج الوطني ككل وليس كجزء ولن تلغي “الآخر” كفرد؛ وانما تلغيه كمفهوم أطلق للتفرقة بين أبناء الوطن الواحد !!

منذ حوالي السنة أطلق حزب تحت اسم “التحالف المدني”، وقد حورب من عدة جهات وافراد وايضا بحملات اعلامية، مع انه حزب يعكس صورة متحضرة عن مجتمع يعاني الكثير من الفساد !! ولربما يكون هذا الحزب هو بذرة الاصلاح الاولى لما يعاني منه مجتمعنا الحبيب، فهو حزب يضم “الآخر” كفرد وشريك بالهوية الوطنية، ولربما ينشىء مفهوم جديد لمصطلح “الإخوان” غير مرتبط بمعتقد معين؛ وانما يرتبط بربط جميع افراد المجتمع بكل أطيافه بمحبة وإنسانية تحت ظل الراية الهاشمية، مما يقوي ويعزز من تكافلنا الاجتماعي وإنتمائنا وترابطنا وتقدمنا نحو بناء مجتمع متحضر عصري وعادل، فنحن جميعنا “إخوان” بالانسانية اولا و من ثم بالوطنية وبمحبتنا لهذا الوطن.

لقد سبق لأحدهم ان قال: “اجتمع أعداء الدين بحزب !”، و قد اضحكتني تلك المقولة بل واحزنتني كثيرا بنفس الوقت، فكيف يمكن لأحدهم ان يفكر بتلك الطريقة بعصرنا الحالي !! فهذا حزب يظهر سماحة الدين قبل كل شيء بقبول “الآخر” كإنسان أولا وكشريك وطن ثانيا، فنحن بهذا الوطن لا نتعايش بل نتشارك، نعم نتشارك الضيق والفرج ونتقاسم الرغيف بمحبة الوطن !! ان هذا التحالف يضم أبناء الوطن الواحد من الاسلام والمسيحية بمختلف الطوائف بكل محبة وسلام وحماس للمساهمة في بناء وطننا الغالي، ان هذا التحالف يؤكد على انه وعلى الرغم من ان دين الدولة الاسلام؛ الا انها دولة مدنية متحضرة و عادلة تحت ظل القانون !! إن هذا التحالف لا يلغي المحاكم الشرعية اوالكنسية وانما يحسن ويضيف ويطور القوانين المدنية الوضعية بما يناسب عصرنا الحالي وبما يتطلبه المستقبل من أجل أن يكون المستقبل مشرق لأطفالنا !! ان بناء اي وطن يتطلب الوحدة بين أبناءه لا التفرقة؛ فالتفرقة قد هدمت أوطان !!

عندما انظر الى إيجابيات هذا “التحالف” ابتسم واقول: دمت بخير يا وطني !! فلربما بسبب هذه الايجابيات الكثيرة لهذا “التحالف” قد امتلك الكثير من القوة قبل البدء، و قد أوجد رهبة لدى البعض من المنافسة على الساحة السياسية، فكن البعض العداء لهذا الحزب حتى قبل ان يبدأ عمله على ارض الواقع !!

دمت بخير يا وطني..

tunisiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أخونة الدولة أخونة الدولة



GMT 12:52 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

قرار المحكمة الصهيونية مخالف للقانون الدولي

GMT 10:35 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

عدن مدينة الحب والتعايش والسلام

GMT 11:28 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

وزير الداخلية يؤكد أن الوضع الأمني في تونس مستقر

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 23:54 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

خالد آل معمر يؤكد أنه لا يطلب ود "الأهلاويين"

GMT 20:02 2015 الجمعة ,16 كانون الثاني / يناير

فيلم "كريم بلقاسم" لأحمد راشدي يعرض في الجزائر

GMT 19:22 2017 الإثنين ,23 كانون الثاني / يناير

بيومي فؤاد مهندس زراعي في مسرحية "أنا وهو وهو" من تياترو مصر

GMT 13:42 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

اتجاهات عالم الديكور الجديد في ألوان دهانات الحوائط 2021

GMT 18:07 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

محمد فؤاد يطرح بوستر ألبومه الجديد "سلام"

GMT 04:02 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

بريشة : هاني مظهر

GMT 01:52 2015 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" الأميركيّة تطلق أول سيارة دفع رباعي كهربائية

GMT 04:40 2016 السبت ,30 تموز / يوليو

مارك هانت يصف بروك ليسنر بـ "القمامة"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia