غزوة الـ capitol hill

غزوة الـ "Capitol Hill"

غزوة الـ "Capitol Hill"

 تونس اليوم -

غزوة الـ capitol hill

عريب الرنتاوي
عريب الرنتاوي

انهمرت النصائح "الشامتة" من #موسكو و #طهران و #أنقرة على #واشنطن: نظامكم الانتخابي بات بالياً، ديمقراطيتكم جاءت بـ"مختل عقلياً" للبيت الأبيض، نرجوكم ضبط النفس والاحتكام لسيادة القانون...مشاهد "غزوة الـ "Capitol Hill، المروّعة وغير المسبوقة في التاريخ الأمريكي، وفرت فرصة للثأر وتسوية الحسابات، مع دولة كبرى، لطالما جعلت من نشر الديمقراطية واحترام حقوق الانسان، أداة من أدوات سياستها الخارجية، وربما في إجراء استباقي، يهدف قطع الطريق على إدارة بايدن، التي ستعاود تفعيل هذه "الأداة" في سياستها الخارجية، ومن على قاعدة: "فاقد الشيء لا يعطيه"، و "لا تنه عن خلق وتأتي بمثله، عارٌ عليك إذا فعلت عظيم".

عجّت الصحف، وبالأخص، وسائل التواصل الاجتماعي، بعبارات الارتياح والشماتة بمشاهد الغزوة، سيما وأن بعض الغزاة، تقمصوا صور البرابرة والفايكينغز وهم يقتحمون مكاتب وباحات مجلسي النواب والشيوخ، مدججين بالكراهية والغوغائية، والأسلحة النارية والبيضاء...ودائماً على خلفية عنصرية، تمجّد الرجل الأبيض، وتعيد الاعتبار لثقافة "الكوكلاكس كلان" العنصرية – الإجرامية.
من حق شعوب هذه المنطقة، أن تغضب وأن تعبر عن غضبها على صورة "شماتة" أو "تشفي"، فهي لا تمتلك وسيلة أخرى للتعبير عمّا يجول في خاطرها، فالسياسات الأمريكية حيالها، وبالأخص في السنوات الأربع الأخيرة، كانت طافحة بالعداء لحقوقها وتطلعاتها، بالأخص على المسار الفلسطيني، وكانت داعمة للدكتاتوريات ومتجاهلة لحقوق الانسان...لكن أن تصدر "الشماتة" عن دول وحكومات غير ديمقراطية، لم تعرف الانتخابات الحرة والنزيهة، وتطارد معارضها و"تعدمهم" خارج القانون، بل ولا تتورع عن شن حرب على جزء من شعبها، لضمان الفوز في الانتخابات العامة...فتلكم "مزحة سمجة"، لا تضحك أحداً، ولا ترسم سوى الابتسامات الساخرة على الوجوه.
ما يتجاهله "الشامتون"، عمداً أو جهلاً، أن #الديمقراطية ليست نظاماً مثالياً، ربما تكون أفضل نظام أنتجته البشرية، بيد أنه طافح بالثغرات والنواقص والعيوب، فقد جاءت الديمقراطية بالفاشية والنازية، وجاءت بالشعبويين من اليمين المتطرف (ترامب نموذجاً) ...لكن السؤال: ما الذي جاءت به النظم الأخرى، من أوتوقراطية وثيوقراطية وغيرها، غير الكوارث والمآسي لشعوبها وأوطانها؟
ما يتجاهله "الشامتون"، عمداً أو جهلاً، أن الديمقراطية هي النظام الوحيد، الذي يتوفر من داخله على أدوات تصحيح مساره ومسيرته...لقد قاوم الإعلام الأمريكي جنوح ترامب وجنونه...وقاوم القضاء وسيقاوم، انتهاكات ترامب وفريقه لسيادة القانون، والرجل كما نعرف جميعاً، تنتظره أيام صعبه في أروقة المحاكم، وربما سجونها...لقد قاوم المجتمع المدني سياسات ترامب المشبعة بالعنصرية واحتقار النساء والأقليات...لقد انتصرت الديمقراطية الأمريكية في نهاية المطاف، ودونالد ترامب، سيصبح صفحة سوداء في تاريخها، ألم يُجمع الأمريكيون من الحزبين، على أن السادس من يناير هو يوم أسود في التاريخ الأمريكي، والأهم أنه لن يتكرر ثانية؟
أخطر ما يمكن أن تخلص إليه شعوب المنطقة، وهي "تهجو" و"تشمت" بترامب وإدارته، أن تنزلق إلى مربع "هجاء" الديمقراطية، وتمجيد سلطة الديكتاتور والجنرال ورجل الدين...فهذه خلاصة تنتظرها أنظمة الفساد والاستبداد بفارغ الصبر، وتروج لها مسبقاً، أنظمة وحكومات إقليمية وعالمية، لم تُعرف بسجلها النظيف في مجالات الديمقراطية واحترام الحرية والتعددية وقيم #حقوق_الانسان والنساء.
#الترامبية بما هي مدرسة في التفكير، ومنظومة مصالح، لم تسقط بسقوط ترامب، وهي نجحت في قرع ناقوس الخطر، وتجديد يقظة الشعوب حيال الخطاب اليميني الشعبوي، وسيكون لنجاح الأمريكيين في تسوية الحساب مع ترامب والترامبية، انعكاسات مباشرة ومتوسطة الأمد، أوروبية وعالمية، فالعالم أفضل بلا ترامب، والعالم سيكون أكثر أمناً واستقراراً وعدالة، بسقوط اليمين الشعبوي – العنصري في جميع معاقله، وفي مقدمتها:إسرائيل.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزوة الـ capitol hill غزوة الـ capitol hill



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 17:17 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 18:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 11:04 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

الخطوط التونسية تعلن عن برمجة رحلتين إضافيتين إلى لندن

GMT 11:01 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

فوائد الروزماري الطبية والجمالية

GMT 16:25 2021 الثلاثاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

قانون المالية التعديلي في تونس يؤكد وجود عجز بـ9،7 مليار دينار

GMT 17:34 2021 الخميس ,01 إبريل / نيسان

وطنُ الصَفْحِ والمصالحةِ والمصافحة

GMT 17:54 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

انخفاض في درجات الحرارة

GMT 07:18 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

الألوان الهادئة الأفضل

GMT 10:26 2021 السبت ,15 أيار / مايو

رحيل

GMT 14:49 2021 الأحد ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إضراب لأعوان شركة البستنة والغراسات يوم 16 نوفمبر في قبلي
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia