هذا زمن الامتهان ات

هذا زمن الامتهان (ات) !

هذا زمن الامتهان (ات) !

 تونس اليوم -

هذا زمن الامتهان ات

حسن البطل
بقلم : حسن البطل

«كان ما سوف يكون ثم أسلمتني السنونو لعيون القتلة»
الشاعر
***
ثلاثة قُرّاء ـ أصدقاء، عقّبوا على مقال الثلاثاء «15 أيلول، المعنون «باكس أميركانا». محمد حافظ يعقوب، الفلسطيني الفرنسي عقّب: «خاتمة المقال موفقة». إبراهيم أبو صلاح، المواطن ـ العائد عقّب: «سلطة تحت الاحتلال، أكثر جدارة من مجموع دول مستقلة». سعادة سوداح، الفلسطيني الكندي، عقّب ساخراً: «شعارات/ عزاءات»!
في مساء اليوم ذاته، 15 أيلول، تابعت على الفضائيات توقيع ما يُدعى «اتفاق إبراهيم» في البيت الأبيض. دعكم من خطابات رئيس هو ترامب، ورئيس وزراء هو نتنياهو، ووزيرين عربيين للخارجية. أنا شدّني ذات الرداء الأخضر، من البروتوكول الأميركي، وهي تنقل سجل التواقيع. تذكرت أن توقيع السادات وبيغن على أول اتفاقية سلام ثنائية انتهى بمصافحة حارّة. تذكرت أن توقيع أبو مازن وشمعون بيريس على مبادئ اتفاقية أوسلو، انتهى بمصافحة من عرفات إلى رابين الذي تلقّاها محرجة. تذكرت أن توقيع معاهدة سلام وادي عربة، انتهى بمصافحة حارّة جداً بين الملك حسين، واسحاق رابين.
 لكن، في توقيع «اتفاق إبراهيم» نسي الموقعون الأربعة، أو تناسوا ما يؤرّخ لقطة التوقيع التاريخية من مصافحة، واكتفوا بما كان يفعله ترامب من رفع الأربعة صورة تواقيعهم، كأنهم في احتفال تخريج.
هل لو حضر ووقع زعيم الإمارات وملك البحرين، بدلاً من وزيرهما، كان حظي أرشيف معاهدات السلام بمصافحة؟ أو ربما لأن رئيس أميركا استكثر أن يكون وزيران عربيان نداً له في ما وصف بـ «لحظة تاريخية» تعنيه وتعني رئيس وزراء إسرائيل. أم أنها قيود زمن الـ «كورونا»؟.
السلام بين الدول يعقب حروباً، خلاف «سلام مقابل سلام» بين دول لم تخض فيما بينها حروباً؟ الغريب أن ما سبقه من رعاية أميركا لمعاهدة سلام، إما أثمرت «سلاماً بارداً» أو استحكام الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، لكن «سلام إبراهيم» سيكون حارّاً وشاملاً.
من امتهان السلام، إلى امتهان تحالفات جديدة، في خدمة صراع جديد، أي من النزاع العربي ـ الإسرائيلي، والصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، إلى تحالف ضد إيران، تقوده أميركا الترامبية، أو تقودها إليه إسرائيل.
من امتهان التحالفات، إلى امتهان ذريعة صراع الديانات الإبراهيمية، إلى صراع إسلامي مذهبي، لأن الصراع الديني الإسلامي ـ اليهودي كان «كذبة تاريخية» حسب قول أحد أفراد الطاقم الأميركي ـ اليهودي المكلف تنفيذ «صفقة العصر»؟
منذ طرح ترامب «صفقة العصر»، ورفع قضية القدس من على طاولة الشرعية العربية والدولية، وألحقها بتكريس ضمّ إسرائيل للجولان السوري المحتل، ثم ادعى أن الاستيطان اليهودي في الأراضي الفلسطينية ليس غير شرعي، إلى موافقة على ضمّ إسرائيل لثلث الضفة الغربية.. هذا يشكل امتهاناً للشرعية الدولية، كما لمشروع السلام العربي: «الأرض مقابل السلام». فلسطين شرط السلام!
لعلّ أوضح الامتهانات جاء في كلام ترامب قبيل توقيع «سلام إبراهيم». وقوله: قلت لدول الخليج لماذا تموّلون السلطة الفلسطينية بينما هي تشنّ حملة عداء للولايات المتحدة؟.  
تمّ توقيع «سلام إبراهيم» بعد يومين من مناسبة توقيع اتفاق مبادئ أوسلو، وقبل يومين من مناسبة مجزرة صبرا وشاتيلا، وقبل 50 يوماً من الانتخابات الرئاسية الأميركية. يبدو أنه قبل تلك، ستنضم دول عربية، خليجية بالذات، إلى كرنفال احتفال سلام آخر في البيت الأبيض. أيلول الأسود يرتدي دشداشة بيضاء.
من هنا حتى انتخابات رئاسية أميركية، وعد ترامب بحل نزاع قطر مع بعض أعضاء مجلس التعاون الخليجي السداسي، لأن قاعدة «العديد» الأميركية لا غنى عنها في التحالف الاستراتيجي الجديد ضد إيران.
الإمارات حصلت على وعد أميركي بتجميد ضمّ إسرائيل لثلث الضفة، وبصفقة شراء طائرات «اف 35»، لكن البحرين لم تطلب علاوة خاصة، فهل تطلب السعودية علاوة على التطبيع هي وقف تمدد الاستيطان اليهودي الزاحف، وليس تجميد الضمّ فقط؟ علماً أن مشروع السلام العربي هو منسوب للسعودية، ويفترض أن تطلب ثمناً للتطبيع لا أقلّ من اعتراف أميركا وإسرائيل بدولة فلسطينية مستقلة، وليس الاكتفاء بالقول إن التطبيع العربي لا يتنافى مع «حل الدولتين». كيف يعترفون بإسرائيل التي لا تعترف بفلسطين؟
ادعى وزير خليجي وقع «سلام إبراهيم» بأن الانقسام الفلسطيني هو ما عطّل وعرقل عملية السلام، لكن نزاع أعضاء مجلس التعاون الخليجي لماذا لم يعطل مسيرة قطار التطبيع؟ الذي هو «تطويع» عربي لاستراتيجية أميركية ـ إسرائيلية، قوامها تحالف الإنجيليين الأميركيين والتوراتيين الإسرائيليين.
كان شمعون بيريس يحلم بسلام شرق أوسطي بين المال العربي والعقل اليهودي. واحد من الوزيرين الموقعين تحدث عن سلام بين العقل العربي والمال اليهودي.. هل هذه نكتة؟حسن البطل

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذا زمن الامتهان ات هذا زمن الامتهان ات



GMT 16:23 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

ايران والعجز عن ابتلاع العراق

GMT 16:19 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

مجرد تشابه

GMT 18:04 2021 الإثنين ,29 آذار/ مارس

أخبار من اميركا وعمليات إطلاق النار فيها

GMT 15:25 2021 الإثنين ,29 آذار/ مارس

الكتاب جيّد... لكنْ امنعوه!

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 19:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 11:38 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

أجمل ألوان طلاء الأظافر لإطلالته جذابة في ليلة الزفاف.

GMT 14:49 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

rola Edge S" يصل مع "5G" وكاميرا ثلاثية

GMT 12:52 2021 الخميس ,02 كانون الأول / ديسمبر

عبير موسي تقاضي رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي

GMT 14:02 2021 الجمعة ,16 إبريل / نيسان

النجم الساحلي يطير إلى السينغال في رحلة خاصة

GMT 15:25 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

محمد رمضان يطرح أحدث أغانيه "يالا بينا"

GMT 11:40 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

تشيلسي يقيل لامبارد ويعين منبوذ سان جيرمان
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia