إلى السعودية أضيئوا شمعة الدعم بدل أن تلعنوا ظلام الخذلان

إلى السعودية: أضيئوا شمعة الدعم بدل أن تلعنوا ظلام الخذلان

إلى السعودية: أضيئوا شمعة الدعم بدل أن تلعنوا ظلام الخذلان

 تونس اليوم -

إلى السعودية أضيئوا شمعة الدعم بدل أن تلعنوا ظلام الخذلان

علي الأمين

لم تكتف المملكة العربية السعودية بخطوة وقف هبتي الجيش اللبناني والقوى الامنية. الخطوة الثانية كانت امس، عبر اعلان السلطات السعودية، بالاضافة الى دولة الامارات العربية المتحدة، خفض التمثيل الدبلوماسي في بيروت، ودعوة رعايا البلدين الى مغادرة لبنان، مع منع رعايا الدولتين من السفر الى لبنان. خطوات اظهرت ان الدولتين غير راضيتين عن البيان الذي صدر عن الحكومة الاثنين، وبالتالي فإن السؤال الذي يجول في خاطر الكثير من اللبنانيين: هل ثمة خطوات اخرى بعد؟ والى اين سيصل الموقف السعودي من لبنان؟ الذي انتقل من مرحلة فرض عقوبات على حزب الله الى مرحلة سحب البساط من تحت كل اللبنانيين ممن يؤيدون السعودية او من يخاصمها أو يعاديها.

بداية، من حق السعودية ان تغضب وأن تلغي الهبة العسكرية. ومن حقها ان تتخذ خطوات تصعيدية لجهة التعامل مع لبنان باعتباره دولة لم تقابل الدعم السعودي المستمر للبنان، اقتصاديا وماليا، بما يفترضه نظام المصالح اللبناني مع المملكة. هذا قبل الحديث عن نظام المصالح العربية ومقتضيات الاخوة العربية. ومن حق القيادة السعودية، بمعيار العلاقات الثنائية بين الدول، ان تتعامل بالمثل مع الموقف اللبناني الرسمي تجاه قرار النأي بنفسه حيال العدوان الذي تعرضت له ممثليات السعودية في ايران.

لكن هل الموقف السعودي سيكتفي برسائل الاستياء الشديد التي وجهها حتى الامس؟ ام يمهد، من خلال الخطوة الاخيرة تجاه رعاياه وحيال التمثيل الدبلوماسي، الى ما هو اشد وأقسى على لبنان... وكما تردد بعض الصحف الخليجية عن توقعات بطرد لبنانيين من الخليج وغير ذلك من خطوات اقتصادية ومالية ضد لبنان؟

ازاء هذه المخاطر الجدية على لبنان، يبرز سؤال: ما هي الحكمة السعودية من وراء هذه الخطوات؟ هل هو تمهيد لانسحابها من لبنان؟ واذا تمّ هذا الانسحاب فمن سيملأ الفراغ؟ بل ما هي الاستراتيجية التي تقف وراء الموقف السعودي والخليجي عموماً؟ وإذا كان الهدف الخليجي استنقاذ لبنان من الهيمنة الايرانية، فما هي الاستراتيجية لاستنقاذ لبنان من هذه الهيمنة؟ بل ما هي الثمار السياسية التي يمكن ان تحققها الدول الخليجية من الانسحاب من لبنان؟ أيضا اذا كان الهدف مواجهة الهيمنة الايرانية ومواجهة نزعات الخروج على شروط الدولة، فإن ايران وحزب الله سيرحبان بالفراغ الذي يمكن ان يحدثه انسحاب دول الخليج من لبنان. وايران ستسعى لملىء الفراغ. علما ان استراتيجية حزب الله تقوم على افراغ الدولة من مضمونها. على الأقل هذا ما تظهره الوقائع التي جعلت منه كيانا لا يتلاءم مع سيادة الدولة ومرجعيتها. وبالتالي اي اضعاف وتراجع للدولة ومؤسساتها يصب في مصلحة مشروعه.

يجب ان تعلم القيادة السعودية والقيادات الخليجية عموما ان ما صدر عن الحكومة في بيانها الاخير، والذي لا يرضي اغلبية اللبنانيين، هو اقصى ما يمكن ان يفعله اصدقاء المملكة ودول الخليج داخل الحكومة. علما ان هؤلاء الاصدقاء يقولون كلاما في ايران وولاية الفقيه وفي حزب الله، أكثر مما نتصور، وهم يعارضون سياسات الحزب ويعبرون بشكل دائم عن اعتراضهم على انتهاكه السيادة والدولة ونظام المصالح اللبناني والعربي بالكلمة والموقف، من دون السقوط في الحرب والاقتتال الداخلي. وهذا بحد ذاته تأكيد على خيار الدولة والوحدة الداخلية وعنصر قوة لانتماء لبنان العربي: فهل المطلوب التخلي عن هذا الخيار القوي في مضمونه اللبناني والعربي الاستراتيجي، والضعيف امام لغة السلاح والاقتتال؟ هل المطلوب ان يضعف اكثر؟ لصالح خيار تحويل لبنان الى قاعدة ايرانية بالكامل او ساحة حرب اهلية.

ببساطة من حق السعودية ان تتصرف وفق ما ترتئيه... ان تدير الظهر للبنان، وان تقول للحكومة: "لم نعد نحتمل الخذلان". وهذا يزعج ويؤذي اللبنانيين ويشكل ضربة للبنان، ولكن هذا ايضاً هزيمة للسعودية امام ايران في لبنان.

العريضة التي أطلقها الرئيس سعد الحريري لا تكفي. يجب أن تعود المملكة إلى لبنان، بالسياسة والاحتضان لحلفائها ولمشروع الدولة. يجب أن تضيء شمعة الدعم بدل أن تلعن ظلام الخذلان.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إلى السعودية أضيئوا شمعة الدعم بدل أن تلعنوا ظلام الخذلان إلى السعودية أضيئوا شمعة الدعم بدل أن تلعنوا ظلام الخذلان



GMT 12:56 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

الجيش اللبناني ما له وما له

GMT 11:38 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

عن إشكاليات طرابلس ونيران احتجاجاتها

GMT 22:50 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

في حضرة الجيش اللبناني

GMT 06:10 2017 الأربعاء ,15 شباط / فبراير

ما علاقة إسرائيل بسلاح 'حزب الله'

GMT 05:59 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

العسكريتاريا اللبنانية شاهد أم متهم؟!

GMT 18:13 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 11:28 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

وزير الداخلية يؤكد أن الوضع الأمني في تونس مستقر

GMT 04:41 2013 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

"الحر" أصبح جاهزًا لضرب الجيش السوري بسلاح الجو

GMT 00:54 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

زهور جديدة تتفتح دومًا من "فان كليف آند آربلز"

GMT 13:03 2018 الجمعة ,17 آب / أغسطس

أم تقتل ابنتها بـ"إيد الهون" في "البحيرة"

GMT 11:30 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

تعرف علي قائمة موضة ألوان أزياء شتاء 2019
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia