عيون وآذان عبارات بكل اللغات

عيون وآذان (عبارات بكل اللغات)

عيون وآذان (عبارات بكل اللغات)

 تونس اليوم -

عيون وآذان عبارات بكل اللغات

جهاد الخازن
يقولون بالانكليزية «الغياب يزيد المودة في القلب»، والبدوي سئل: اي اولادك احب اليك فقال: الغائب حتى يعود. ويقولون: الدم اقوى من الماء. ونقول ما ترجمته عن العامية: الدم ما يصير ماء. ومثل ذلك عندهم: بعيد عن النظر بعيد عن القلب. وهو عندنا ايضاً. كنت راجعت للقراء عدداً من الكتب في الاسابيع الاخيرة، وأشفق عليّ ابني من عناء القراءة السياسية وأهداني عدداً من الكتب الخفيفة بالانكليزية، عدت اليها في النهاية. وأختار منها كتاباً عنوانه «من قال ذلك اولاً»، يضم 350 عبارة شائعة، وهو من تأليف ماكس كراير، وهذا باحث خبير وصاحب برامج تلفزيونية. وكنت قبل سنوات سجلت أمثالاً كثيرة موجودة بالمعنى نفسه بالعربية والانكليزية، ولنا فيها فضل السبق حتماً لأن لغتنا اقدم كثيراً، من دون ان اقول انهم نقلوا عنا، فقد يقع الحافر على الحافر، وهو مثل آخر. بالانكليـزية: العلاج اسوأ من الـمرض، وعـنـدنـا: رب داء أمرّ منه الدواء. وفي حيـن انـنا نقول: دموع التماسـيح، بمـعـنى دموع كـاذبـة، فأنـني ارجـح انـها ترجـمة عن الانكـليـزيـة. وعندهم: من يمارس جميع الاعمال لا يتقن اياً منها. ونقول: صاحب صنعتين كذّاب. وعندهم أضرب الحديد وهو حامٍ. ونقول مع الشاعر: اضرب حديداً حامياً لا نفع منه ان يبرد. أما العبارة: من المهد الى اللحد، فهي موجودة في اللغتين، وقد ردّها مؤلف الكتاب الى حديث نبوي هو: اطلبوا العلم من المهد الى اللحد، وثمة خلاف حولها بين علماء المسلمين، وهل هي من الحديث النبوي فعلاً. ومثل ذلك الخلاف على: اطلبوا العلم ولو في الصين. المؤلف وجد العبارة مستعملة بالانكليزية سنة 1857. وأعتقد اننا نقلنا عنهم عبارة تتردد كثيراً هي «ذهب مع الريح»، فهي عنوان رواية مشهورة للمؤلفة مارغريت ميتشل تعود الى سنة 1937 مثلت فيلماً سنة 1939. وأعتقد ان العبارة: برج عاجي، ترجمة الى العربية عن عبارة شائعة بالانكليزية والفرنسية يعيدها الكتاب الى قصيدة للشاعر الفرنسي شارل اوغستين سان بيف سنة 1837. الكتاب ينسب الى الامبراطور اغسطس قوله سنة 27 قبل الميلاد: أسرع ولكن تأنّ. وهو يعادل قولنا: في العجلة الندامة، وفي التأني السلامة. وهم يقولون: يصنع جبالاً من تلة حشرات، وبالمعنى نفسه عندنا: يعمل من الحبة قبة. ويقولون: لا وقت مثل هذا الوقت. ونقول: لك الساعة التي انت فيها. الكتاب يسجل ان عبارة «العالم الثالث» وردت في دراسة لمؤرخ سنة 1952، الا انه يقول انها اشتهرت وأصبحت جزءاً من اللغة الحديثة سنة 1955 خلال مؤتمر عدم الانحياز في باندونغ عندما وصف الديبلوماسي الفرنسي جورج بالانديير 29 دولة افريقية وآسيوية بأنها «عالم ثالث» يريد ان يتقدم. في المقابل، عندنا مثل جاهلي هو: لا آتيك حتى يؤوب القارظان، وهما في رواية خرجا ولم يعودا. ويقابله في الاستعمال الحديث عندهم، وبالمعنى نفسه: حتى تعود الأبقار الى حظائرها، فالبقرة تقضي نهارها كسلى في الحقل ولا تعود حتى غروب الشمس، فلا شيء يدفعها الى العجلة. ويقولون: عندما تكون في روما افعل ما يفعل الرومان. ونقول: اهل مكة ادرى بشعابها، والمقصود ان اهل البلد يعرفون اكثر من الزائر فيجب أن يتبعهم. الكتاب «من قال هذا اولاً» ينتهي بعشرات الامثلة عن عبارات شائعة، كلها موجود في مسرحيات شكسبير، وهو على الاقل غير متهم بالسرقة مثل الشعراء عندنا. المتنبي ترك لنا عدداً كبيراً من أبيات الشعر التي اصبحت امثلة تجري على ألسنة الناس، وهذا أغاظ بعضهم فكان كتاب: «سرقات المتنبي»، لابن بسام النحوي. وعزاء المتنبي ان هناك كتباً اخرى عن سرقات ابي نواس، وسرقات ابي تمام، وسـرقات البـحتري، وأيضاً سرقات البحتري من ابي تمام. افضل من كل هـذا: الوساطـة بين المـتنبي وخصومه للقاضي الجرجاني. نقلا عن  جريدة الحياة
arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان عبارات بكل اللغات عيون وآذان عبارات بكل اللغات



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 01:36 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

جزيرة سريلانكا تعدّ المكان الأفضل لقضاء العطلات

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:29 2015 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة "النصر" تخصم شهرين من راتب عبدالله العنزي

GMT 15:34 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

شروط الحصول على قرض "السيارة" الجديد في 5 بنوك

GMT 22:50 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "النصر" يوضح أسباب هزيمة فريقه أمام "الأهلي"

GMT 01:16 2013 السبت ,15 حزيران / يونيو

لطيفة تنعي الإعلامي طارق حبيب عبر " فيسبوك "

GMT 03:48 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 07:18 2013 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

"سنوقد ما تبقى من قناديل" للكاتب عبد الغفور خوى

GMT 12:17 2016 الجمعة ,08 إبريل / نيسان

عدد مقاتلي تنظيم "داعش" تضاعف في ليبيا
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia