خطة السلام مشروع حرب

خطة السلام مشروع حرب

خطة السلام مشروع حرب

 تونس اليوم -

خطة السلام مشروع حرب

عبد الرحمن الراشد

كأن مائة ألف قتيل ليست كافية ليسمح للحرب في سوريا أن تستمر بهذه الوحشية ودون تدخل دولي، وكأن عشرات المحاولات مع الرئيس السوري منذ عامين ليست موقفا واضحا أنه لا ينوي ترك الحكم إلا بالقوة. لقد وقع موقف وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بتأييده للمشروع الروسي وقع الصاعقة على الكثيرين في المنطقة العربية. الرأي العام يرى تغيرا خطيرا في موقف الحكومة الأميركية بتبنيها موقف روسيا وإيران، وعززت الظنون أنها تراجعت تماما عن موقفها القديم بتأييد الشعب السوري سياسيا. وبغض النظر عن مشاعر أغلبية العرب الغاضبة، فإنها أيضا غلطة كبيرة لسبب واحد على الأقل أن مؤتمر السلام سيفشل في إقناع بشار الأسد بالتنحي، وإن اقتنع فإنه يناور ويكذب عليهم بإقناعهم بالبقاء إلى العام المقبل، وحينها سيتراجع عن وعوده كما فعل في كل القضايا التي تورط فيها منذ عشرة أعوام. المؤتمر بالنسبة للأسد، وحلفائه الإيرانيين، مجرد خدعة أخرى، كما فعلها من قبل مع المراقبين الدوليين، ومع كوفي أنان، ثم مع الأخضر الإبراهيمي، هذه سياسته، التضليل في انتظار تبدل ما لصالحه. في الوقت نفسه، أي خلال فرض المؤتمر على المعارضة، التي لا تتجرأ على رفضه لأسباب معروفة مثل حاجتها إلى الدعم الدولي بمعانيه المختلفة، في هذه الأشهر يوسع النظام عملياته العسكرية لاسترداد المناطق المحررة. القبول بالمشروع الروسي خطأ كبير، لأنه يعطي الأمل لنظام محاصر، يفترض أن يضاعف الضغط عليه لا أن تفتح له نافذة للتنفس، حتى يتنازل في ظروف قاهرة ويمكن حينها بناء سلام حقيقي في سوريا. ما قيمة مؤتمر يستحيل أن يقنع الأسد بالتنحي فورا، ويستحيل وقف الثورة ضده، وهاتان حقيقتان مؤكدتان؟ كل ما سيفعله فرض المؤتمر على المتقاتلين زيادة الغضب، وإضعاف القوى المعتدلة التي ستخسر التأييد الشعبي، وستتحول الريح والمزاج العام لصالح المقاتلين المتطرفين! هل سأل أحدهم نفسه: ماذا سيحدث عندما يفرض الفريق الروسي فكرة تنحي النظام الجزئي، بخروج الأسد في نهاية فترته العام المقبل؟ كيف يمكن إقناع ملايين السوريين بالعودة إلى بيوتهم وحياتهم الطبيعية في بلد تديره الأجهزة الأمنية القمعية؟ ومن سيصدق أن الأسد سيتنحى حقا في حينه؟ ومن قال إن تنحى، وهو شبه مستحيل، سيغادر معه قادته الذين ارتكبوا أكبر مذابح في تاريخ المنطقة؟ لهذا، يدغدغ الروس الجميع بالحديث عن المحافظة على سوريا البلاد موحدة، والمحافظة على هيكل النظام منعا للفوضى والحرب الأهلية. فكرة نبيلة لا نتوقع أن يلتزم بها رجل يستخدم الطيران والمدافع والدبابات والصواريخ لقصف المدن والقرى تقريبا بصورة يومية! وقبل أيام فجر في سوق عام سيارات مفخخة في تركيا، ولا تزال قواته تهاجم اللاجئين والقرى الحدودية في الأردن، وتتجاوز قواته الحدود إلى داخل لبنان لخطف وقتل اللاجئين. هل هذه ممارسات رئيس مستعد للتنحي؟ ما مصلحة الأميركيين من السير خلف هذه الفكرة المسمومة التي ستعقد الوضع أكثر وأكثر؟ الأميركيون أمامهم أحد خيارين: إما الوقوف إلى جانب الأغلبية الساحقة في سوريا الكارهة للنظام والتي ترفض العودة للعيش تحت حكم الأسد ونظامه، وإما عليهم الابتعاد تماما وترك السوريين لشأنهم. فرض المؤتمر في نظرهم وسيلة لمساندة الأسد وليس إخراجه. نقلا عن جريدة  الشرق الاوسط

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطة السلام مشروع حرب خطة السلام مشروع حرب



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 18:05 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

200 ألف طفل يعانون من اضطرابات طيف التوحد في تونس

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia