دروس في الديمقراطية من لدنا

دروس في الديمقراطية من لدنا

دروس في الديمقراطية من لدنا

 تونس اليوم -

دروس في الديمقراطية من لدنا

سمير عطا الله
سمير عطا الله

هذا هو الرئيس الأميركي الرابع منذ عام 2000، عندما انتخب الرئيس بشار الأسد، وعندما وصل فلاديمير بوتين إلى السلطة، وكان قد مضى عقد على حكم لوكاشينكو في بيلاروسيا. وبعد عام 2000 سقط معمر القذافي تائهاً في الصحراء بعد 42 عاماً من حكم ليبيا، وانتهى حكم الرئيس حسني مبارك بعد 30 سنة، وحكم علي عبد الله صالح بعد الكمية نفسها من السنوات تقريباً.

منذ انفجار الخلاف حول نتائج الفرز في الانتخابات الرئاسية، ظهرت موجة من المقالات الساخرة من الانتخابات الأميركية، مشكلتها أن خفة الظل فيها خفة لا تطاق. فهؤلاء السادة جميعاً من بلدان ممنوع فيها على أي مخلوق حتى أن يرشح نفسه، والمعارضون الروس يصابون جميعاً بإشعاعات سامة غريبة. وفي الصين عُدل الدستور بحيث يبقى الرئيس في رئاسته إلى الأبد.

ولا اعتراض. الاعتراض فقط على الزملاء الذين يريدون تلقين أميركا درساً في الديمقراطية، وهم من بلد عاجز عن تشكيل حكومة، أو إجراء تحقيق جدي في ثالث انفجار غير نووي ضرب العالم.

لا شك أن دونالد ترمب استخدم المساحة الديمقراطية إلى أقصى احتمالاتها. لكنه لم يقاضِ صحيفة أو مجلة أو يمنع مقالاً، مع أنه أكثر الرؤساء تعرضاً للنقد، والمعارضة الإعلامية، ربما في تاريخ أميركا. طبعاً ما رأيناه في أميركا غير مألوف، ولكن بسبب أسلوب ترمب العاصف وشخصيته البركانية ومفهومه للديمقراطية. لكن خلال الحملة لم تخالف صحيفة القانون العام. وتم فرز الأصوات صوتاً صوتاً، ولم تعرف النتائج سلفاً قبل موعد الانتخابات.

الديمقراطية نظام مليء بالهفوات في حاجة إلى ألف إصلاح، لكن ليس نحن من يُسأل في هذا الأمر. ولا نحن من يحق له النكات البدائية والفجة الخالية من الفطنة والمخيلة. لقد فاز في الانتخابات الأميركية مهاجرون أفارقة ومسلمون ولاتينيون، ومارس حق الاقتراع والاختيار الملايين من ذوي الجذور المختلفة.

نحن ما نزال منقسمين حول الأديان والطوائف والمذاهب والمناطق واللهجات والحارات. وقضيتنا الأولى عاجزة عن الجمع بين أهلها حتى تحت سقف مكة. وسوريا «قلب العروبة النابض» موزعة أرضها بين جيوش تركيا وجيوش إيران. وموزعون نازحوها بين وحول لبنان وأمطار الأردن. وفي الديمقراطية اللبنانية ينتخب الرئيس بعد عامين ونصف العام. وتشكل الحكومة بعد عام. ولا يصدر قرار اتهامي واحد في اغتيال رئيس دولة أو رئيس وزراء أو رئيس فرقة دبكة.

أبعد ما يكون النظام الاقتراعي في أميركا عن المثالية. نظام معقد من أيام التأسيس. لكن تحديثه ليس عندنا ولا عند الشيوعيين السابقين، ولا في البلدان التي تنتخب رجلاً واحداً إلى ما بعد الموت. وهي تهتف.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دروس في الديمقراطية من لدنا دروس في الديمقراطية من لدنا



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 17:36 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الهلال السعودي يخوض خمس مواجهات تجريبية

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 06:35 2016 الإثنين ,24 تشرين الأول / أكتوبر

"الغذاء والدواء" تضبط 250 تنكة زيت زيتون مغشوش في الأردن

GMT 10:25 2021 الأحد ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صيحات فزع بسبب أزمة الأدوية المفقودة في تونس

GMT 04:45 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

ارفعوا أياديكم عن محمد صلاح

GMT 01:32 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرفي على طريقة إعداد وتحضير باستا اربيتا

GMT 16:41 2021 الثلاثاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

ليفاندوفسكي يخرج عن صمته و"يهاجم" ميسي بسبب الكرة الذهبية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia