جمعية أدهانوم

جمعية أدهانوم

جمعية أدهانوم

 تونس اليوم -

جمعية أدهانوم

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

كان سبتمبر (أيلول) بالنسبة إلى السياسيين والدبلوماسيين والصحافيين شهراً مهرجانياً. إنه الموعد السنوي لانعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وساحة لخطب وإعلان المواقف، يلقيها رئيس دولة زائير، أو وزير خارجية يرأس وفد بلاده. وكانت القضية الفلسطينية تحظى باهتمام خاص، وكذلك الكثير من القضايا الوطنية. ويحضر الدورة، كل عام، رئيس الدولة المضيفة. وكان يحضرها خلال الحرب الباردة الرئيس السوفياتي وبعض رؤساء الدول الصغيرة الذين يهددون بتغيير أوضاع العالم.
مع الوقت أخذت الجمعية العامة تفقد بريقها. وقل عدد الحضور البارزين. وخف الصراع حول شخصية الأمين العام. وكان بطرس غالي آخر أمين عام مثير للإعجاب والجدل. ولم يعد رؤساء الدول يجيئون للتفرج على نيويورك بحجة حضور الجمعية. ولم تعد الدورة تحمل عناوين أممية للتاريخ، كما حدث مثلاً يوم أعلن الشيخ جابر الأحمد أن الكويت سوف تلغي جميع ديون الدول الفقيرة، وطالب كل الدول بأن تفعل ذلك.
أعطت مبادرة جابر الأحمد معنى عملياً لرسالة الأمم المتحدة. فالدول المعوزة في حاجة إلى مساعدة، لا إلى خطب وعلاقات عامة. ومع «كورونا» تأكد الفارق الهائل بين التعاون الدولي والسفسطة الفارغة. فقد انتقل الاهتمام العالمي من الجمعية العامة إلى منظمة الصحة العالمية. ونسي العالم اسم الأمين العام لكي يصغي كل يوم إلى ما يقوله المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس. وقد نجح الأفريقي الإريتري المولد في إدارة الحرب مع الجائحة، وطغت أخباره على الهموم السياسية الأخرى. وعادت الأهميات والأولويات إلى مواقعها. الصحة أولاً. وعافية العالم. والاقتصاد الذي دمره الوباء وأضرَّ بأهل الأرض جميعاً.
الجمعية العامة هذه السنة بلا أضواء. بلا حضور من السيدات اللاتي يرافقن أزواجهنَّ، بحيث يعرض كل بلد معالمه الجمالية الخاصة. لا قضايا كبرى ولا مشاحنات هذا العام، ولا خطب نارية ولا صور تذكارية. العالم مأخوذ بالخوف من المجهول أكثر من المعلوم. وأوبئة الطبيعة أكثر مساواة في الظلم من انتقائيات السياسة. ولا سيادة للون دون آخر. فمصدر الوباء أصفر، وقائد الكتيبة ضده، أسمر، وشركات الأدوية المعالجة بيضاء.
مسرح أو منبر. على هذا المسرح ضرب نيكيتا خروشوف بحذائه، وخطب فيدل كاسترو من دون انقطاع 4 ساعات و42 دقيقة، وكان أبو عمار أول خطيب لا يحمل صفة رسمية. وتحدث القذافي 75 دقيقة. ومزَّق ورمى ميثاق الأمم المتحدة، وخاطب العالم قائلاً، إن لم تصدقوا اسألوا ابن عبد السلام، ويقصد علي التريكي، وزير خارجيته، وأحد عقلاء العرب.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جمعية أدهانوم جمعية أدهانوم



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 17:36 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الهلال السعودي يخوض خمس مواجهات تجريبية

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 06:35 2016 الإثنين ,24 تشرين الأول / أكتوبر

"الغذاء والدواء" تضبط 250 تنكة زيت زيتون مغشوش في الأردن

GMT 10:25 2021 الأحد ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صيحات فزع بسبب أزمة الأدوية المفقودة في تونس

GMT 04:45 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

ارفعوا أياديكم عن محمد صلاح

GMT 01:32 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرفي على طريقة إعداد وتحضير باستا اربيتا

GMT 16:41 2021 الثلاثاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

ليفاندوفسكي يخرج عن صمته و"يهاجم" ميسي بسبب الكرة الذهبية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia