خافته الجيوش وأخافه البرد

خافته الجيوش وأخافه البرد

خافته الجيوش وأخافه البرد

 تونس اليوم -

خافته الجيوش وأخافه البرد

لوجو موقع تونس اليوم
بقلم : سمير عطا الله

كانت جيوش العالم ترتعد من نابليون، وكان هو يرتعد من البرد. وكان البرد يحرمه من أحب الأشياء إليه: المشي في الغابات والبراري وحدائق القصور، واضعاً يديه خلف ظهره. وقد اشتهرت له صورتان: واحدة ويداه خلف ظهره، والأخرى ويده اليمنى في صدريته. والسبب واحد: البرد.وكان ما إن تنكسر حدّة البرد حتى ينصرف إلى نزهاته التأمليّة الطويلة، فرزنامته السنوية تتبرمج وفق المواسم، لكي يستفيد من الهواء الطلق ويحتمي من الصقيع الذي يكرهه. والبرد هو الذي يجبره على البقاء في حديقة «التويلري» المدفأة بإفراطٍ ابتداءً من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، منتظراً بفارغ الصبر أوائل شهر مارس (آذار) وظهور أول الأوراق على الشجر ليترك تلك الحديقة التي لا يعود قادراً على التجوّل فيها من دون أن يزعجه أحد، ليمضي معظم وقته في المقرّات القروية، حيث يمشي ساعات طويلة مع زوجته، أو من دونها، في ممرات الحدائق والغابات الخضراء.
وما إن تبدأ ملامح الربيع الأولى حتى يخرج إلى الهواء الطلق، وفي إحدى النزهات في حديقة مالميزون، قال لرفاقه: «حين أكون خارجاً في الهواء الطلق، أشعر أن أفكاري تتخذ اتجاهاً أعلى وأوسع. لا أفهم كيف بإمكان بعض الناس القيام بأعمالهم بنجاح قرب المدفأة، محرومين من التواصل مع السماء».وحين يكون الطقس جميلاً، يتمتع بوجباته في الخارج، فيتناول العشاء في حدائق مقرّاته. وكان يذهب لممارسة الصيد أسبوعياً في أثناء خلواته، لكنه يمارس هذه الرياضة من دون أن تستهويه بالفعل. وبدأ يذهب في رحلات الصيد حين تسلم الحكم بسبب طابع هذه الهواية الأرستقراطي، وأيضاً بسبب حاجته إلى الحركة وحبّه لركوب الخيل. ولم يهتم الإمبراطور بالطرائد، بل يترك لضيوفه مهمة صيدها. وغالباً ما يميل إلى نسيان هدف رحلته من الأصل. فتحمله تخيلاته ويروح يمتطي حصانه ساهياً حالماً بين هضاب الغابة. من دون أن يخلو الأمر من بعض السقطات التي تكاد تودي بحياته. ولعل أبرز رحلات الصيد التي خاضها رحلة لاحق فيها غزالاً في غابة رامبويي لأربع عشرة ساعة متواصلة، القريبة من باريس. وكذلك كان الإمبراطور يطارد النساء. ولم يكن كثير الحظ في ذلك أيضاً. وأشهر نزوة نساء كانت قصته مع الإمبراطورة جوزفين. «النساء أذلّ من الهزيمة».

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خافته الجيوش وأخافه البرد خافته الجيوش وأخافه البرد



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 06:18 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 09:39 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل 5 أشكال شبابيك حديد خارجية للمنازل

GMT 06:32 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

وزير الصحة التونسي يبحث سبل تكثيف التعاون الصحي مع مصر

GMT 10:01 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

تونس تفرض إظهار جواز التلقيح ضد كورونا بدءا من 22 ديسمبر

GMT 02:06 2013 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

أَستعِدّ لبرنامج بعنوان "elboss" قريبًا!

GMT 14:15 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"بالغلط" يجمع زياد برجي و"فالكون فيلمز" في فيلم لبناني جديد

GMT 13:26 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

دليل غسل الملابس

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia