قصة يعرفها الرئيس

قصة يعرفها الرئيس!

قصة يعرفها الرئيس!

 تونس اليوم -

قصة يعرفها الرئيس

سليمان جودة
بقلم-سليمان جودة

الكلمة التى ألقاها الرئيس السيسى فى ذكرى مرور مائة سنة على ميلاد السادات كلمة مكتوبة بعناية وممتلئة بالمعانى الكبيرة، كما أن العبارات فيها تدفعك إلى العودة لها أكثر من مرة!.

والكلمة تعكس شيئين اثنين فى غاية الوضوح، أما أولهما فهو تقدير شخصى كبير من الرئيس للسادات، وهو تقدير يبدو متجسداً فى حروف العبارات كلها من أولها إلى آخرها.. وأما الشىء الثانى فهو رغبة رئاسية واضحة فى إعطاء بطل الحرب والسلام حقه الذى لا يجوز أن ينازعه أحد فيه!.

مثلاً.. هناك عبارة فى الكلمة الرئاسية تستحق أن نتوقف أمامها طويلاً، لا لشىء، إلا لأن وراءها قصة يعرفها الرئيس بالتأكيد.. العبارة تقول: لأن الحرب لم تكن هدفاً فى حد ذاته، ولأن شعب مصر صاحب الحضارة الأعرق والتاريخ، يعرف معنى السلام والأمان ويقدرهما، مهدت حرب أكتوبر الطريق أمام السادات ليقوم بواحدة من أعظم وأشجع مبادرات العصر الحديث!.

وسياق الكلمة فيما بعد يقول إن أعظم وأشجع مبادرات العصر الحديث التى قصدها الرئيس هى مبادرة السلام التى نال عنها السادات جائزة نوبل.. أعلى جوائز العالم!.

غير أنى توقفت أمام الجملة التى قالت إن الحرب التى قرر السادات خوضها فى السادس من أكتوبر ١٩٧٣ لم تكن هدفاً فى حد ذاته، لأن وراءها كما قلت قصة.. والقصة أن السادات لما تولى الحكم كان يتمنى أن تعود سيناء المحتلة عن طريق مبادرة روجرز، التى كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد طرحتها فى نهايات أيام عبدالناصر، وكان عبدالناصر قد قبلها، وكانت تنص على عودة الأمور بيننا وبين إسرائيل إلى ما كانت عليه قبل هزيمة الخامس من يونيو ١٩٦٧!.. والمعنى هو عودة سيناء بالكامل!.

فلما رحل عبدالناصر وتولى السادات السلطة، بعث مستشاره للأمن القومى حافظ إسماعيل إلى باريس، للقاء مع هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكى.. وفى العاصمة الفرنسية التقى الاثنان أكثر من مرة.. لا مرةً واحدة.. للبحث فى موضوع روجرز، لكن كيسنجر كان فى كل مرة يردد عبارة مؤلمة على مسمع من حافظ إسماعيل.. كان يقول: أنتم مهزومون، ومع ذلك تطلبون ما يطلبه المنتصر!.

وكان حافظ إسماعيل، مستشار الأمن القومى العتيد، ينقل العبارة فى كل مرة إلى السادات، الذى كان يؤلمه بالطبع أن يسمع هو، أو يسمع مستشاره للأمن القومى، مثل هذه العبارة الموجعة!.

وبلغ التبجح بهنرى كيسنجر ذات مرة مداه، فقال لإسماعيل- ما معناه- إن عبارته تلك لا تعنى أبداً أن تشن مصر حرباً على إسرائيل!.. يعنى علينا بالعربى الفصيح أن نرضى بالهزيمة غير المسبوقة، ونطلب ما يطلبه المهزوم.. لا المنتصر!.

ولم يكن شىء من هذا يليق بمصر، فذهب السادات إلى الحرب لنطلب ما يطلبه المنتصر حقاً، ونحن نضع قدماً على قدم!.

تحية للرئيس على كلمته عن السادات البطل!.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة يعرفها الرئيس قصة يعرفها الرئيس



GMT 13:45 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الإعلام والدولة.. الصحافة الورقية تعاني فهل مِن منقذ؟!

GMT 12:41 2019 الأحد ,27 كانون الثاني / يناير

نحن وفنزويلا

GMT 12:39 2019 الأحد ,27 كانون الثاني / يناير

رحلة لمعرض الثقافة

GMT 12:37 2019 الأحد ,27 كانون الثاني / يناير

ذكرى 25 يناير

GMT 12:35 2019 الأحد ,27 كانون الثاني / يناير

فى الصراع الأمريكى - الإيرانى: حزب الله فى فنزويلا!

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:13 2021 الإثنين ,06 كانون الأول / ديسمبر

تونس تتسلم أكثر من 300 ألف جرعة لقاح فايزر من أميركا

GMT 11:36 2016 الجمعة ,08 إبريل / نيسان

فوائد صحية لتناول الزبادي

GMT 22:32 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

"انواع الحجر للديكور الداخلي في المنازل العصرية

GMT 10:35 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

عدن مدينة الحب والتعايش والسلام

GMT 11:28 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

وزير الداخلية يؤكد أن الوضع الأمني في تونس مستقر

GMT 22:02 2017 الأربعاء ,16 آب / أغسطس

وزيرة الرياضة التونسية تكرم الترجي

GMT 10:35 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إستدارة القمر .. تلويحة

GMT 09:20 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

فوائد صحية وجمالية لعشبة النيم

GMT 08:10 2021 الإثنين ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

رجّة أرضية بقوّة 4.24 تضرب دقاش من ولاية توزر التونسية

GMT 09:06 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

17 مليار دينار قيمة المشاريع المعطلة في تونس

GMT 22:28 2020 الثلاثاء ,15 أيلول / سبتمبر

كيفية إزالة بقع الكولا من الملابس؟

GMT 00:29 2020 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

سامر المصري يُحضر لجزء ثالث من "أبو جانتي ملك التاكسي"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia