«الجزيرة» قناة الدم

«الجزيرة» قناة الدم

«الجزيرة» قناة الدم

 تونس اليوم -

«الجزيرة» قناة الدم

بقلم : منى بوسمرة

من دلالات الخلل في العالم العربي أن الكثير منا لا يسمي الأشياء بمسمياتها، ويجعل لكل مظهر وممارسة أكثر من تسمية واحدة وأكثر من تأويل وهذا يؤدي إلى استنتاجات خاطئة، فالتشخيص السيئ للعلة يؤدي إلى مضاعفات أكثر سوءاً.

هذه هي قصتنا تحديداً مع قناة الجزيرة التي كان دورها أساسياً في حرف بوصلة الإنسان العربي، واختطافه مما هو عميق ومهم نحو المكثفات والملخصات القصيرة الرشيقة التي يرتاح إليها، والنتيجة أن القناة اختطفت هذا الجمهور ضمن مخطط طويل الأمد.

في ملف الجزيرة نعود إلى الخلاصة ذاتها، تسمية الأشياء بغير مسمياتها، فالإرهاب عندها بطولة، والتحريض ضد الجيوش الوطنية يعني غضباً شعبياً ضد الأنظمة، وتحريض الناس على حكوماتهم يعني الانحياز إلى مطالب الجماهير، وتصنيع رموز إرهابية توطئة لمرحلة قيادتها للجماهير يعني حرية الرأي والرأي الآخر، وتلفيق الإشاعات يعني مصادر سرية تأبى الجزيرة كشف هويتها.

هذه اللعبة الخطرة مارستها الجزيرة على مدى عقود وأدارها خبراء إسرائيليون وأميركيون وفقاً لوثائق كثيرة، كان هدفها في السنين الأولى كسب ثقة الجمهور، لأن دورها اللاحق يفرض عليها في البدايات رفع سقف تغطياتها وتصعيد لغتها الإعلامية والظهور بصورة القناة المنحازة للشعوب في كل ظروفها.

هذا التمهيد كان مجرد مرحلة لما نراه اليوم، وأغلب الذي يعملون في الجزيرة من المنتمين إلى جماعة الإخوان في دولهم أو الذين كانوا على صلة بتنظيمات متطرفة، والنفر القليل الذي ليس له صلة بهذه الجماعات كان مجرد غطاء على طبيعة الفريق الذي يدير القناة، من باب إظهار الحياد والتنوّع ومن أجل تمرير الرسائل.

تورطت قناة الجزيرة في خمسة ملفات أساسية، الأول تحريض الشعوب العربية على الفوضى تحت عنوان الربيع العربي مع إشعال نار الكراهية بين مكونات كل بلد وفي سياق يخدم تحطيم هذه الدول. والثاني تصنيع رموز وقيادات عبر التركيز الإعلامي عليها وتوظيفها في ذات مخططات الفوضى عبر جعل الجمهور العربي متابعاً لها. والثالث تأزيم الأوضاع في أغلب الدول العربية عبر المبالغات في نشر التقارير، وتضخيم كل قصة بما يبث الأحقاد في عصب كل بلد.

والرابع تحويل مكاتب الجزيرة إلى وكر للمخابرات القطرية تصور في كل مكان وتؤرشف وتخزن، والذي يدقق يكتشف أن أغلب ما تصوره الجزيرة في هذه الدول لا يتم بثه، بل يذهب إلى سراديب المخابرات القطرية. والخامس سعي الجزيرة الى عملقة قطر بطريقة غير منطقية، في مسعى الدوحة لأن تصبح عظمى حتى لو أبت جيناتها الوراثية ذلك.

لأن الجزيرة تدرك طبيعة دورها غير الإعلامي باعتبارها أداة للمشروع الأساسي سعت للتوسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فنرى تقاريرها تتقافز في وجوهنا هنا وهناك تحت ذات المظلة، أي تسمية الأشياء بغير مسمياتها، فاستشهاد أفراد الجيش المصري عند الجزيرة يأتي رداً على أفعال الجيش وليس بسبب وجود الإرهاب، وإطلاق الحوثيين صواريخهم تعبير عن شعورهم بالمظلومية وليس لأن هؤلاء أداة إرهابية بيد إيران والأمثلة على ذلك لا تعد ولا تحصى.

سواء غيرت القناة سياساتها التحريرية أو لم تغير وسواء بقيت أو تم إغلاقها، فإن ما توجب قوله، إن كل طاقمها متورط بلعبة الدم، وإن هؤلاء شركاء بشكل مباشر في حروب أمنية إقليمية ودولية، يتسترون بعناوين وشعارات لكنهم فعلياً جزء من المركز الإعلامي الإسرائيلي الذي يدير وسائل كثيرة، ويحملون على كاهلهم وزر هذه الشعوب الذبيحة نتيجة تنفيذهم مخطط الدوحة السري.

هذه قناة إسرائيلية، بلسان عربي، مهما تعددت أقنعتها، وتلونت شعاراتها.

المصدر : صحيفة البيان

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الجزيرة» قناة الدم «الجزيرة» قناة الدم



GMT 07:22 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

محمد بن راشد.. عطاء القلب الكبير

GMT 08:22 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

ثوابت إعلامنا الوطني

GMT 03:43 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

زايد قدوة الإنسانية

GMT 07:52 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

إقامة ذهبية في البلد الذهبي

GMT 06:16 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

العالم أمام اختبار أمن الملاحة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 06:31 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

تنعم بأجواء ايجابية خلال الشهر

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 09:20 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

فوائد صحية وجمالية لعشبة النيم

GMT 18:17 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

إنجي علي تؤكّد أن مصر تتميز بموقع فني عالمي رفيع

GMT 13:10 2013 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الــ " IUCN"تدرج "الصلنج" على القائمة الحمراء

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia