قطر القادم أصعب

قطر.. القادم أصعب

قطر.. القادم أصعب

 تونس اليوم -

قطر القادم أصعب

بقلم : منى بوسمرة

لم يعد ممكناً الصبر على سياسات قطر أكثر، وخلال السنوات الماضية مارست الدول الداعية لمكافحة الإرهاب أقصى درجات ضبط النفس، لكن الدوحة استغلت ذلك لمزيد من التطاول على المنطقة وأمنها، وبحيث اعتبرت أن لا أحد مؤهلاً لإيقافها عند حدها.

هذا وهم كبير تمارسه الدوحة، برغم الخلافات بين أفراد العائلة الحاكمة وتذمر الشعب من سياسات الحكم، إضافة إلى ما يعانيه العرب والأجانب في الدوحة من تضييق ومصاعب اقتصادية مرشحة للتصاعد، مع انخفاض قيمة الريال والتحويلات المالية، والنتائج المباشرة للمقاطعة، مع المعلومات الواردة من هناك عن بدء رحيل العائلات العربية والأجنبية تخوفاً من فوضى مقبلة.

الذي يتحمل وقوع أسوأ النتائج هو نظام الحكم في قطر، حيث ظن أن بإمكانه رهن شعبه والعرب والأجانب لصالح سياسات غير متزنة ظهرت آثارها يوماً بعد يوم، والكل هنا يجمع على أن الدوحة لا تأبه حتى اللحظة بوضع من يعيشون فيها، وهي حالة لن تستمر طويلاً أمام احتمالات حدوث انقلاب سياسي فيها بانشقاق في العائلة الحاكمة على خلفية هذه الأزمة، أو تمرد القبائل والشعب على نظام الحكم.

بيان الدول الأربع المقاطعة لقطر يُحَمّل بشكل محدد قطر مسؤولية إفشال الجهود الدبلوماسية وإفشال الوساطة الكويتية، وهذا التكثيف السياسي يؤشر على موقع العلة في الأزمة وهو المكابرة والتعنت القطري، فالدوحة أساس كل العلل.

ذات البيان أشار إلى نقطة في غاية الخطورة، حيث تعنت قطر يعكس مدى ارتباطها بالتنظيمات الإرهابية، وما قيل مراراً من أن الدوحة عاجزة أصلاً عن التخلي عن هذه التنظيمات والأحزاب الإرهابية تخوفاً من انفضاح معلومات ووثائق أكثر تثبت علاقتها بهذه الجماعات، كما أن عدم الاعتراف القطري بصلة الدوحة بها يراد منه تهربها من التجريم الدولي على خلفية الأعمال الإرهابية، وهو تجريم قد لا تكفي كل أموال قطر لتعويض ضحاياه من الشعوب في أماكن كثيرة.

قطر أمام إجراءات جديدة، وفي الوقت الذي سيصل فيه وزير الخارجية الأميركي إلى الكويت، وسط احتمالات قيامه بجولة خليجية، فإن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ـ وكما جاء في البيان ـ بصدد اتخاذ عدد من الخطوات، وحسب التوقعات فإنها قد تشمل فرض عقوبات على الشركات التجارية التي تتعامل مع قطر وتخييرها بين الدوحة أو الدول الأربع، إضافة إلى وقف التعامل بالريال القطري بما سيؤدي إلى انهياره، واللجوء إلى مجلس الأمن والمنظمات الدولية من أجل فتح ملفات الإرهاب القطري، وتسليم أسماء كثيرة مطلوبة ومتورطة بالإرهاب، وأن توسعة دائرة العقاب على المستوى الدولي أمر مهم جداً من ناحية وضع العالم أمام مسؤولياته بخصوص محاربة الإرهاب، حين تثبت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بالأدلة تورط الدوحة في جرائم عالمية.

ما ينتظر قطر خلال الفترة المقبلة أصعب بكثير مما مضى، وستثبت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب قدرتها على ردع الدوحة، وأن لا حل لها سوى العودة إلى جوارها الطبيعي، مثلما قال معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية «سياسة المظلومية والعلاقات العامة الغربية التي تتبعها قطر لن تحجب شمس دعمها للفوضى والتطرف والإرهاب، وأن الحل ليس في نيويورك ولندن بل في الرياض».

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطر القادم أصعب قطر القادم أصعب



GMT 07:22 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

محمد بن راشد.. عطاء القلب الكبير

GMT 08:22 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

ثوابت إعلامنا الوطني

GMT 03:43 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

زايد قدوة الإنسانية

GMT 07:52 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

إقامة ذهبية في البلد الذهبي

GMT 06:16 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

العالم أمام اختبار أمن الملاحة

GMT 17:44 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 13:52 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الخميس 29-10-2020

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 08:01 2021 الجمعة ,19 شباط / فبراير

أكثر من 186 ألف متعاف من فيرس كورونا في تونس

GMT 17:41 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

​عبدالرحمن الأبنودي شاعر الغلابة

GMT 07:52 2021 الأحد ,05 كانون الأول / ديسمبر

تونس تعلن تقلّص عجز الميزانية 23% في سبتمبر

GMT 07:38 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تنصيب هشام عنان رئيسا مديرا عاما جديدا ل''الستاغ''

GMT 13:27 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

مكتبك الشخصي يعكس صورتك في نظر زملائك وعملائك

GMT 07:26 2021 الأربعاء ,31 آذار/ مارس

محمد عساف يكشف عن تفاصيل زواجه للمرة الأولى

GMT 22:02 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

كيفية مساعدة الطفل على أن يكون أكثر تركيزًا؟

GMT 03:36 2014 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

نطمح في الحصول على كأس البطولة الإفريقيّة

GMT 01:04 2014 الخميس ,09 تشرين الأول / أكتوبر

إقالتي من تدريب فريق "الرجاء" كان قرارًا متسرعًا
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia