قطر بعد ثلاثة أيام

قطر بعد ثلاثة أيام

قطر بعد ثلاثة أيام

 تونس اليوم -

قطر بعد ثلاثة أيام

بقلم : منى بوسمرة

ثلاثة أيام أو أقل قليلاً، تفصل بين الدوحة ونهاية المهلة التي منحتها الدول الخليجية ومصر من أجل الاستجابة لطلبات هذه الدول، وهذا السقف الزمني اتخذ لاعتبارات محددة، مع التأكيد أن استجابة الدوحة لا تحتاج أساساً إلى كل هذا الوقت.

المؤشرات حتى اليوم تؤكد أن الدوحة ماضية في عنادها، وهذا العناد الذي تغطيه الدوحة بالصراخ والعويل والتجييش عبر وسائل الإعلام الممولة منها لن يغيّر من الواقع شيئاً، خصوصاً أن الدول التي أمهلت الدوحة وضعت في حسبانها مسبقاً أنها ستلجأ إلى حملة العويل، بل إنها تورطت أكثر بالإساءة إلى دول الخليج الثلاث ومصر، وتعرضت إلى أنظمتها السياسية ورموزها، ولم تترك كذباً إلا بثته من خلال إعلامها المرتزق.

هذا يعني أن فاتورة قطر كبرت جداً، إذ إنها لو أمضت الوقت في دراسة الطلبات وردّت عليها لكان أهون بكثير من مواصلة العناد، وإطلاق حملات إعلامية مسمومة حاقدة تريد أن تنال من قامات ودول وأنظمة وشعوب، فهي هنا تختار سوء التقدير إضافة إلى سوء الأخلاق.

أيام تفصل بين الدوحة وواقع جديد، والمؤكد أن الدول الثلاث ومصر لديها ترتيبات لإجراءات قاسية لمواجهة قطر بعد هذه الأيام إذا أصرت أن تبقى على عنادها.

الذي يقرأ تغريدات د. أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، عن أن ساعة الحقيقة باتت قريبة، وتصريحات عمر غباش، سفيرنا في موسكو، لصحيفة الغارديان البريطانية، عن الإجراءات المقبلة إذا واصلت الدوحة رفضها الاستجابة لطلبات دول الخليج العربي ومصر، يدرك بشكل واضح أن الدول الأربع لديها خطة محددة لما بعد مهلة الأيام العشرة.

مثلما قال سفير الإمارات في موسكو، فإن من بين هذه الخطوات طرد قطر من مجلس التعاون الخليجي، واتخاذ إجراءات اقتصادية مع الدول التي تقيم علاقات تجارية مع الدوحة، وهذا يعني فعلياً أن دولاً وشركات كثيرة عربية وأجنبية ستكون مخيرة، إما الدوحة وإما الإمارات والسعودية والبحرين ومصر.

المعلوم هنا مسبقاً أن هذا الإجراء سيؤدي إلى انهيار قطر اقتصادياً، باعتبار أن أغلب دول العالم والقطاع الخاص في هذه الدول لن تفرط في مصالحها مع دول مثل الإمارات والسعودية من أجل مصالح صغيرة مع قطر.

الدوحة تدير سياساتها الخارجية بمنطق وقح، والأرجح أن الرأي الذي يتحدث عن تيار داخل الدوحة يريد أن ينهي الحكم الحالي من أجل أن يستولي على الحكم رأي صحيح، وهذا التيار يدفع النظام القطري باتجاه محرقة كبرى عربية وإقليمية ودولية لغايات حماية نفسه، أولاً باعتباره كان طرفاً في سياسات الماضي ولغايات أن يرث الحكم في قطر، وهي طموحات يعرف أسرارها كثيرون في قطر، وأنها لم تغب عن ذهن هذا التيار الذي يرى في مبدأ توريط الحكم الحالي المدخل لخلعه والانقلاب عليه لاحقاً، وهو أمر ليس غريباً على موروث الدوحة السياسي، الذي اعتاد على الغدر وطعن أقرب الأقربين.

إن قطر أمام مفترق، فإما ينقذ الأمير الشاب حكمه مما هو مقبل، وإما يسلّم مقاليد سلطته لنفر اعتاد على المقامرة بمصالح قطر والمنطقة بكاملها، ولا يمكن لأحد أن يمنع دولاً مثل الإمارات والسعودية والبحرين ومصر من اتخاذ إجراءات أكثر قسوة، بحيث تشتد عزلة قطر، وتصير مجرد دويلة هشة تحيط نفسها بعزلة ممتدة، وتتجاوز الدول الأربع نحو تحالف أوسع وأكبر.

المصدر : صحيفة البيان

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطر بعد ثلاثة أيام قطر بعد ثلاثة أيام



GMT 07:22 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

محمد بن راشد.. عطاء القلب الكبير

GMT 08:22 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

ثوابت إعلامنا الوطني

GMT 03:43 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

زايد قدوة الإنسانية

GMT 07:52 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

إقامة ذهبية في البلد الذهبي

GMT 06:16 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

العالم أمام اختبار أمن الملاحة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 06:31 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

تنعم بأجواء ايجابية خلال الشهر

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 09:20 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

فوائد صحية وجمالية لعشبة النيم

GMT 18:17 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

إنجي علي تؤكّد أن مصر تتميز بموقع فني عالمي رفيع

GMT 13:10 2013 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الــ " IUCN"تدرج "الصلنج" على القائمة الحمراء

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 11:30 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

آثار الخلافات الزوجية على سلوك الطفل

GMT 10:30 2021 السبت ,04 كانون الأول / ديسمبر

دمرنا النت والحاج جوجل!

GMT 11:43 2018 الجمعة ,08 حزيران / يونيو

البوركيني إسماعيل يانجو ينضم لنادي العروبة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia