اللامركزية تجربة أُُفْشِلت احْلَوَّت الان في أعين الحكومة والنواب

اللامركزية تجربة أُُفْشِلت.. احْلَوَّت الان في أعين الحكومة والنواب!

اللامركزية تجربة أُُفْشِلت.. احْلَوَّت الان في أعين الحكومة والنواب!

 تونس اليوم -

اللامركزية تجربة أُُفْشِلت احْلَوَّت الان في أعين الحكومة والنواب

بقلم _ أسامة الرنتيسي

 فجأة؛ من دون مقدمات بدأت جهات حكومية وبرلمانية وسياسية تتغزل بتجربة اللامركزية وضرورة دعم التجربة.

رئيس مجلس النواب الذي شارك في تمرير قانون بائس لمشروع اللامركزية في المجلس السابق مُتحمّس الآن فيقول: “إن فكرة إقامة مجالس المحافظات اللامركزية جاء انسجامًا مع تطلعات جلالة الملك عبدالله الثاني، ويتوجب الاستمرار بها وعدم التراجع عنها”.

هو وغيره كانوا يعرفون منذ البداية أن الفكرة جاءت برغبة مَلِكيّة، ومع هذا قاموا بعرقلة الفكرة وحملها على قانون أعوج لم يُنتج شيئًا بل انتج منتخبين ومجالس لم يحدد لهم القانون صلاحياتهم ، فتاهوا بحثا عن أدوار لهم كما تعبوا في البحث عن أماكن يعقدون فيها اجتماعاتهم، وتغلبوا مع البلديات في فصل الصلاحيات والتداخل في العمل.

طبعا؛ الأمر ليس ذنبهم إطلاقا، بل ذنب القانون الذي أقره مجلس النواب السابق وحاول من خلاله وضع العصي في دواليب العربة، فخرج القانون أعوجَ لينتج تجربة عرجاء، لم يلاحظ المواطن اي فرق في وجودها.

الحكومة أيضا تتغزل كثيرا في تجربة اللامركزية، ورئيس الوزراء التقى أكثر من مرة أعضاء مجالس المحافظات واخبرهم أن الحكومة حريصة على إنجاح تجربة اللامركزية ومستعدون لتعديل قانونها.

بصراحة؛ لم تُسجل التجربة الأولى لمجالس المحافظات أية  بصمة تُذكر في الحياة العامة في البلاد، ولم يلمس المواطن فائدة مرجوة من التجربة، ولا أعتقد مهما كان التغيير عميقا في قانون اللامركزية المنوي تقديمه لمجلس النواب في دورته الأخيرة أننا سنشهد تحولا في النظرة الشعبية لأهمية تجربة اللامركزية.

صحيح هي تجربة أولى، من الظلم الحكم عليها، لكن كما يقولون: المكتوب يُقرأ من عنوانه.

لنتذكر أن قانون اللامركزية الذي صاغته الحكومة السابقة وأرسلته إلى مجلس النواب السابق بطريقة مستعجلة استقبله برلمانيون وسياسيون من وزن عبدالرؤوف الروابدة وعبدالهادي المجالي وعبدالكريم الدغمي وغيرهم بانتقادات لاذعة.

لقد بالغ سياسيون كثيرون في النقد، ووصفوا تجربة اللامركزية، بأنها مركزية المركزية.! لهذا نحن في مواجهة تجربة، من الواضح أنها لم تستوف شروط نجاحها.

لا أعرف لِمَ تتعثّر مشروعات قوانين الإصلاح، برغم أن قضايا الإصلاح السياسي في الأردن لم يَخْلُ منها يومًا أي كتاب تكليف سامٍ، ولم تغب أيضًا عن برامج أية حكومة أردنية، لكنّ مسار الإصلاح السياسي في الأردن دائمًا يتأرجح بين “خطوة إلى الأمام وأخرى إلى الخلف”.

الأردن؛ في حالة تمكنّه من النجاح في إنجاز إصلاح سياسي بصورة متوازنة، يتمتع بأوضاع جيدة من الاستقرار الأمني والوحدة الوطنية والعقلانية، والنضج السياسي، وسيتوفر لديه الكثير من التجارب والمؤسسات والبيئات اللّازمة لنجاح الإصلاح السياسي.

لكن؛ برغم ما بُذل من جهود في السنوات الأخيرة للسّير قُدمًا في الإصلاح السياسي، إلّا أن نتائج التفاعل بين توزيعات وهياكل وآليات وقوى الحكم والتأثير في الأردن مع مجمل التطورات المحلية والإقليمية والعالمية الكثيرة، ومع إرادات القوى الشعبية.. لم تثمر حتى اليوم أية نقلة نوعية في هذا الاتجاه.

فالتعديلات كثيرة على القوانين، وهذه تُشكّك كثيرًا في جدية التوجهات نحو الإصلاح.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللامركزية تجربة أُُفْشِلت احْلَوَّت الان في أعين الحكومة والنواب اللامركزية تجربة أُُفْشِلت احْلَوَّت الان في أعين الحكومة والنواب



GMT 13:18 2021 الإثنين ,30 آب / أغسطس

مسلسل المشروعات الوهمية لن يتوقف!

GMT 13:16 2021 الإثنين ,30 آب / أغسطس

حين يرجع العراق

GMT 13:13 2021 الإثنين ,30 آب / أغسطس

حروب الصحافيين

GMT 12:13 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

ماذا سيفعل العراقيون بعد اقتحام السفارة؟

GMT 12:10 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

أردوغان يعاني في بلاده

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 19:33 2019 السبت ,08 حزيران / يونيو

استمتع بقضاء شهر عسل مُميّز في جزيرة موريشيوس

GMT 13:55 2021 الأربعاء ,24 آذار/ مارس

24 آذار.. ليكن يوما لتجذير الإصلاح

GMT 11:07 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

ابرز موديلات فساتين خطوبة بأحزمة تحدد خصر العروس

GMT 06:49 2021 الثلاثاء ,07 أيلول / سبتمبر

رئيسي تجاهل عون!

GMT 09:58 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

وفاة غامضة تخطف "زيزو" من "سونسن" في حديقة حيوان الجيزة

GMT 19:30 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

طريقة تعطير شعرك والحفاظ على رائحة منعشة طوال اليوم

GMT 11:42 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

هيونداي تكشف عن سيارتها الجديدة لمحبي المغامرات

GMT 09:54 2021 الخميس ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إضراب في قطاع التعليم الثانوي في ولاية صفاقس التونسية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia