راجع اختياراتك يا «سيسي»

راجع اختياراتك.. يا «سيسي»

راجع اختياراتك.. يا «سيسي»

 تونس اليوم -

راجع اختياراتك يا «سيسي»

محمود مسلم

كنت أتمنى أن يرتدى المشير عبدالفتاح السيسى زيه العسكرى «الأفرول» فى اجتماعه مع أعضاء المجلس العسكرى أمس، ليعكس سلطاته بأن مصر تواجه «حرب وجود» على الواقع، وليؤكد للجميع فى الداخل والخارج أن القائد نزل الميدان مع كل رجال مصر ليواجه الخطر الأكبر وهو الإرهاب.. كما أنها كانت فرصة ليستعيد مع الشعب روح ثورة 30 يونيو التى ذابت وسط مشاكل وقضايا فرعية وصغيرة.. كان يجب أن يخاطب القائد شعبه ببدلته العسكرية ليعلم الخائنون والمتآمرون فى الداخل والخارج أن حادث العريش علامة فارقة فى أداء الحكم، وأن الأولوية الآن ومستقبلاً للأمن والاستقرار، وأن الحسم وسرعة اتخاذ القرار ومحاسبة المقصرين -وهى من أبرز سمات العسكرية المصرية- ستكون عنواناً للأداء فى كل المؤسسات والملفات.

ما أشبه الليلة بالبارحة.. نفس السيناريو يتكرر بذات شحنات الغضب وبعض المراسم «اجتماع مجلس الدفاع الوطنى»، «اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة»، «اجتماع مجلس الوزراء» وبيانات وشجب وتصريحات نارية ورنانة، وبكاء وعويل، وخونة يشتمون، ودول تدين، لكن الاختلاف الآن أن عدد الضحايا كبير، فهو الحادث الأضخم منذ أطل الإرهاب من سيناء فى عهد الإخوان. ولأن من يدير الأمور رسمياً رجل عسكرى وثق فيه الشعب، وما زال، وسلمه أمانة الدولة فى مرحلة خطيرة، فبالتالى يجب أن يكون الأداء من اليوم مختلفاً، ليس فى سيناء فقط، ولكن فى كل ربوع الوطن، فالجميع يجب أن يكون مؤهلاً لمواجهة الحرب، أما المواءمات والاختيارات الخاطئة فيلزم تصحيحها فوراً لأن مصر وشبابها سيدفعون الثمن.

من يتسمون بالشجاعة والخبرة فى مواجهة الإخوان أثناء حكمهم، والمؤمنون بالدولة المصرية والمستعدون للتضحية من أجلها، يجب أن يتصدروا المشهد والمسئولية، أما المرتعشون والفلاسفة واللاعبون على أسوار كل سلطة فالمرحلة لا تحتاجهم الآن، خاصة أن حالة سيولة وإحباط قد جرت فى شرايين المجتمع المصرى خلال الفترة الأخيرة، بينما الرئيس منشغل فى التخطيط لمشروعات قومية واستراتيجية، لكن رغم أهميتها فإنه ترك فراغاً لا يجد من يحسن شغله حتى الآن، فالحكومة «رخوة وضعيفة» وانكشفت فى اختبار الجامعات، والمواجهة مع الجماعة الإرهابية الخائنة ما زالت متخاذلة، والصراع بين الأجهزة عاد من جديد، وموضة تصريحات «كله تمام» أصبحت السمة الغالبة لمعظم أعضاء الحكومة التى تتمسك الرئاسة ببقائها حتى نهاية الانتخابات البرلمانية فى تصريح غريب ومستفز، فقدرة الحكومة على صناعة المشكلات تفوق إمكانياتها فى حلها مثل أزمات وتجاوزات الشرطة - فوضى الجامعات - ارتباك حركة المحافظين والتقسيم الإدارى - رفع أسعار الأسمدة وإفقار الفلاحين - الترهل والفساد الإدارى وضعف الكفاءات وسوء الاختيارات - غياب الخطاب الدينى المستنير - أخونة الحكومة.

اختار الشعب للرئاسة قائداً عسكرياً وطنياً مخلصاً ومهموماً، استطاع تغيير شكل مصر داخلياً وخارجياً خلال أشهر قليلة، لكن التحديات كبيرة والمؤامرات ضخمة وفجة، لكنه أيضاً معه شعب عريق، والفرص عظيمة لتحقيق طفرات وإنجازات رائعة يسجلها التاريخ، بشرط التفاعل مع القضايا بشكل أعمق ونشر ثقافة العسكرية فى الحياة المدنية وليس التبرؤ منها كما تريد النخبة، فالعسكرية المصرية تحمل أشرف السمات: شجاعة - انضباط - رؤية وطاقة - محاسبة ومراجعة - سرعة وحسم فى اتخاذ القرارات. خاصة أن الوطن لا يحتمل إضاعة الوقت مع المرتعشين ومحترفى التصريحات الفشنك والتبريرات العبيطة والخائبين وأصحاب الأجندات.

لن ينفصل الشعب عن قائده كما يستهدف من موّلوا وخططوا ونفذوا العمليات الإرهابية، لأن الشعب أوعى وأذكى ويحتمل الكثير لمن يخلص له.. ومن لا يعرف فلقد امتزج بكاء المصريين بالدعاء للسيسى بعد الحادث، ولكن يجب على القائد ارتداء الزى العسكرى حتى يكون الحادث فرصة للمراجعة والتصويب والمحاسبة.. راجع اختياراتك.. يا «سيسى»!!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

راجع اختياراتك يا «سيسي» راجع اختياراتك يا «سيسي»



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 03:58 2016 الإثنين ,21 آذار/ مارس

أهم الفوائد الصحية للزعتر أو الأوريجانو

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 11:26 2020 السبت ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تسجيل 3 حالات وفاة جديدة بكورونا في زغوان

GMT 08:19 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

إنقاذ 9 بحارة تونسيين من موت محقق في سردينيا الإيطالية

GMT 18:22 2021 الإثنين ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتعزيز إضاءة المنزل في الشتاء

GMT 14:23 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

خانه التعبير واعتذر.. فلِمَ التحشيد إذن!
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia