هنا بيروت 2 2

هنا بيروت (2- 2)

هنا بيروت (2- 2)

 تونس اليوم -

هنا بيروت 2 2

بقلم : عمرو الشوبكي

عادة ما يعبر المثقفون فى لبنان، من كل الأطياف، عن رفضهم للتدخل الخارجى فى شؤون بلدهم، وعادة ما تكون إدانتهم له مرتبطة بموقفهم من خصمهم السياسى فى الداخل والخارج، فكثير من المثقفين المحسوبين على الأحزاب السنية، خاصة تيار المستقبل، يدينون التدخل الإيرانى فى الساحة اللبنانية وتحويل حزب الله إلى ذراع إيرانية داخل الساحة اللبنانية، فى نفس الوقت فهم يتجاهلون التدخل السعودى فى الساحة السنية حتى لو كان تدخلا «حميدا» وغير عنفى ومن أجل التنمية والمساعدة الاقتصادية كما يؤكدون، إلا أنه سيبقى هو الآخر «تدخلا».

والحقيقة أن حالة الاستقطاب الصعب التى يعيشها لبنان الآن مرجعها ليس فقط أو أساسا التدخلات الإقليمية فى الساحة اللبنانية (موجودة منذ تأسيس لبنان بحكم تركيبته الداخلية التى جعلت لديه قابلية لهذه التدخلات) إنما مسألتان رئيسيتان لا يريد كل طرف فى الساحة اللبنانية الاعتراف بهما: الأولى تتعلق بحصانة حزب الله باعتباره حزبا مقاوما وليست علاقته العقائدية والسياسية بإيران، فهذه العلاقة يمكن فهمها فى السياق الإقليمى، أما الجانب الذى لا يمكن فهمه ولا قبوله فهو إصرار حزب الله على اعتبار نفسه حزبا مقاوما ليعطى نفسه حصانة خاصة داخل الساحة السياسية اللبنانية الحالية بغرض الحصول على مزيد من المكاسب داخل كعكة السلطة والنفوذ داخل لبنان وخارجها. فى حين الواقع يقول إن تجربة حزب الله «ما بعد المقاومة» لا تختلف كثيراً عن تجارب نظم وتنظيمات سياسية وعقائدية كان لديها، فى فترة من الفترات، حلم ثورى، وبعضها ناضل ضد نظم مستبدة، والبعض الآخر ناضل ضد احتلال أجنبى، وبعد وصولهم إلى السلطة تحولوا إلى نظم استبدادية بامتياز. والحقيقة أن المطلوب أن يتوقف حزب الله عن استخدام ورقة المقاومة فى لعبة المكاسب والهيمنة السياسية، فأفضل لحزب الله ولكل دول المنطقة أن يطرح مخاوفه الحقيقية ورؤيته الاستراتيجية فوق الطاولة وليس تحتها، فمن حقه أن يقول أسبابة الحقيقية لدعم النظام السورى ومحاربته الدواعش هناك، ومخاوفه من سقوط هذا النظام على أوضاع الحزب والشيعة فى لبنان، وأيضا مخاوفه من تصاعد خطاب طائفى سنى تجسد فى داعش والقاعدة بل وتيار وهابى متطرف فى السعودية وسلفى فى مصر معاد للشيعة.

أما الجانب الثانى فيتعلق بالتيار السنى الواسع المؤيد لتيار المستقبل والذى عليه أن يواجه التداعيات السلبية التى ترتبت على استقالة رئيس الوزراء اللبنانى فى السعودية، والتى خصمت من رصيد الرجل والقيادة الجديدة معا، حتى يكون قادرا على مواجهة الوجه العسكرى للتدخل الإيرانى بوسائل سياسية سلمية ويترك باقى الأوجه العقائدية والسياسية فى هذا التحالف.

معضلة معادلة الهيمنة والسيطرة التى يقدمها حزب الله أنه ربطها بالسلم الأهلى فى البلد وبدت أى محاولة لتفكيكها وكأنها تهدم هذا السلم لأن الحزب ليس مجرد ترسانة أسلحة وفقط، إنما هو تحالفات وشبكات مصالح عابرة للطوائف، وهناك جانب من المسيحيين والسنة يقبل بسيطرة حزب الله إذا كان البديل هو الفوضى أو الدواعش أو فتح الإسلام.

لن تكسر سيطرة حزب الله وحصانته إلا ببناء معادلة جديدة فى لبنان تستوعب الجميع دون حصانة لأحد، وحتى هذه اللحظة لم تظهر فى الأفق أى معادلات جديدة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هنا بيروت 2 2 هنا بيروت 2 2



GMT 05:19 2019 الجمعة ,22 آذار/ مارس

النصوص لا تصنع الإرهاب

GMT 05:33 2019 الخميس ,14 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

GMT 08:31 2019 الخميس ,28 شباط / فبراير

هل نحتاج لمزيد من كليات الطب؟

GMT 04:38 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

مجلس الشورى

GMT 05:02 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

جولات السترات الصفراء

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:02 2021 الثلاثاء ,13 إبريل / نيسان

الغنوشي يهنئ سعيّد بشهر رمضان

GMT 16:14 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حذف وزارة الشؤون المحلية وإلحاق مهامها بالداخلية التونسية

GMT 09:52 2021 الإثنين ,06 كانون الأول / ديسمبر

3000 مصاب بالسيدا يرفضون المتابعة الطبية في تونس

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 14:23 2014 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

"نوني" تطلق تشكيلة من الأحذية الشتوية أنيقة ومميزة

GMT 13:24 2013 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

"الجماعات الإسلامية والعنف" كتاب لمنير أديب

GMT 13:01 2013 الجمعة ,24 أيار / مايو

دب أميركي يتسبب بإغلاق مدرسة في ميشيغان

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 12:31 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

أحدث صيحات فساتين الزفاف بالطبقات موضة لعام 2021
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia