هواجس تدفع بعضهن للموت

هواجس تدفع بعضهن للموت

هواجس تدفع بعضهن للموت

 تونس اليوم -

هواجس تدفع بعضهن للموت

بقلم : سرى الضمور

شاع في السنوات العشر الاخيرة شكلاً محدداً لمنظر المراة المثالي، والذي انحسر بالقوام الممشوق الرشق، الامر الذي جعل من السيدات يبحثن عن هذا النموذج بشتى الطرق والوسائل.

في الوقت الذي صاغ المجتمع والاعلام في آن واحد صورة نمطية تتجلى -بالمثالية- للمراة والتي يجب ان لا تتعدى حدود لعبة الفتيات الشهيرة " الباربي " التي لا تتأثر بمؤثرات الزمان والعمر ولا تكترث سوى بمظهر جذاب أنيق لا يتعدى مفهومها لغة الجسد الجميل والانوثة.

وفي ظل تسارع وتيرة الحياة وتغيير المنظومة القيمية والفكرية لدى المجتمعات كافة، شكل عند مجمل السيدات هاجس البحث عن مختلف السبل للوصول الى الشكل المثالي والذي ادى ببعضهن الى الموت نظرا لاثر الذي يخلف الشكل الممتلئ للمرأة في وقتنا الحاضر. 

الا ان الرغبة في تصوير الفرد نحو الافضل، ليس بالامر المعيب او المستحيل بوجود الثورة العلمية في عالم الطب وبالاخص في عالم التجميل الذي ساهم بلا شك بوضع بصمات تنحني لها الهامات في تحسين حياة الكثير من الافراد من حيث منحهم حياة صحية ومظهرا لائق لبعض الاشخاص المحتاجين لذلك بالفعل.

الامر الذي دعى الكثير من ضحايا عمليات التجميل والتكميم من دفع ارواحن فدى لتلك النظرة السطحية والتي لا تعبر بشكل او بأخر عن روحية وسمو وجود المرأة في الحياة.

ناهيك عن قصص كثيرة واحداث وقعن بها سيدات على خلفية البحث عن الجمال او الرشاقة بحوادث وعوارض عرضت بعضهن للتشوهات تارة وللعجز تارة والفشل تارة اخرى. 

وعلى الرغم من التحديات التي تواجه المراة العربية في مجتمعاتنا نجد ان هنالك اعبائا اضافية تضاف على كاهل السيدات العاملات وربات المنازل في ان واحد، حيث اصبحن مصيدة لدور الازياء العالمية التي فرضت على الجميع شكلا واحدا للجميع دون اخذ الاعتبار للطبيعة والتكوين البشري، بخاصة وان البشرية وجدت على اساس التنوع والاختلاف ولم تكن محصورة على شكل واحد فلقد خلقنا اشكالا والوانا وبخصائص متعددة ومختلفة من فرد للاخر. 

وتطورت مطالب الحياة من السيدات اضافة الى المثالية بان يكن امهات صالحات وزوجات جميلات وعاملات نشيطات وربات منازل ماهرات مدبرات ويحملن من العلوم والمهارات الكثير، مشروطا بذلك ان تجمع بينهم جميعا في ان واحد دون ملل او كلل كل ذلك بمقابل نظرة رضى او بحثا عن استقرار اسري او نفسي.

في الوقت الذي حرمت الشرائع السماوية هذه الاجراءات التي تغيير في خلق الله عز وجل، بيد انه حلل في حالة ازلة العيب الناتج عن حادث او خلقة ربانية تضر بالشخص بشكل مباشر وكبير ولا ضرر من ازالته. 

مايدعو للتأمل هنا.. الى ماذا نطمح بعد ان نمحو تجاعيد الزمان او تبعات الحالة الفسيلوجية التي تمر بها المراة من زواج وانجاب وتغيير ملحوظ في شكلها وما ترميه هذه النتائج على شكلها اخيرا .

هل تتخلى عن طموحها كانسانة؟ وتبقى كالدمية الجميلة التي لا تهرم وتتحدى قوى الطبيعة.

ام تواصل حياتها وتقاوم شتى انواع النقد والنفور من المحيطين لدى تخليها عن مشهد تلك الدمية؟

ام تبقى اسيرة لصورة نحتها اشخاص حددوا جمال المراة بجسد رشيق وملامح مشدودة دون النظر لعقلها الذي هو جوهر وجودها.

اسئلة حائرة ننام ونصحو بها يوميا، نشجعها تارة وننقدها تارة اخرى فالبحث عن الجمال من الغرائز البشرية سواء أكان شكلاً ام مضموناً، وان الامر الذي لا خلاف عليه هو ان وجدا سويا.

وبالرغم من ان كل خط ترسمه تجاعيد السنين يجعل من الفرد كائنا اجمل وانضج واكثر حنانا واتزانا، الا اننا قد نمارس اضطهادا بحق انفسنا جميعا دون ان لا ندري في سبيل البحث عن الجمال والشعور بالثقة والرضى عن النفس وان كانت بطريقة لاشعورية

tunisiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هواجس تدفع بعضهن للموت هواجس تدفع بعضهن للموت



GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 06:18 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 09:39 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل 5 أشكال شبابيك حديد خارجية للمنازل

GMT 06:32 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

وزير الصحة التونسي يبحث سبل تكثيف التعاون الصحي مع مصر

GMT 10:01 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

تونس تفرض إظهار جواز التلقيح ضد كورونا بدءا من 22 ديسمبر

GMT 02:06 2013 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

أَستعِدّ لبرنامج بعنوان "elboss" قريبًا!

GMT 14:15 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"بالغلط" يجمع زياد برجي و"فالكون فيلمز" في فيلم لبناني جديد

GMT 13:26 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

دليل غسل الملابس

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 07:12 2013 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 4 أطفال بانفجار لغم أرضي في وسط أفغانستان

GMT 11:18 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

''غوغل'' يحتفل بذكرى ميلاد شاعر السودان وإفريقيا محمد الفيتوري

GMT 09:35 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تناول القهوة ضروري لتقوية عضلات كبار السن

GMT 04:02 2013 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

تصنيف المعالم الأثرية ضمن التراث الثقافي الجزائري

GMT 00:03 2015 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

احمد فتحي يغيب عن تدريبات الأهلي المصري بسبب الإصابة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia