في زمن المَــمّ لا مكان للأحلام الكبيرة

في زمن المَــمّ ..لا مكان للأحلام الكبيرة

في زمن المَــمّ ..لا مكان للأحلام الكبيرة

 تونس اليوم -

في زمن المَــمّ لا مكان للأحلام الكبيرة

صبري فواز

إن الهدف من النقابات المهنية  أو مهمتها الأساسية تنحصر في شقين، أولهما الحفاظ على المهنة، و ثانيها حماية حقوق العاملين بها، وموضوع الأغلبية التي تريد تأمين صحي ومعاشات، و إعانات في النقابات، مهمة أساسية من مهام النقابات، لكن المهمة الأولى هي الحفاظ على المهنة، وعندما خضت فكرة العمل النقابي، أردت أن أضع الحصان في مكانه أمام العربة، أي تنفيذ المهمة الأولى أولاً، لأن في تحقيقها تحقيق المهمة الثانية بالتبعية. كما اقترحت  تحسين العلاقة مع شركات الإنتاج، لأن المشكلة لم تعد تكمن في نقابة و شركات، ولكنها أصبحت نقابة وشركات في مواجهة الطوفان التركي، ومن خلال استقصاء عن بعض مطالب الشركات من الدولة مثل تخفيض الجمارك على مستلزمات الإنتاج و تخفيض الرسوم على أماكن التصوير، يمكن أن توفرها النقابة للشركات في مقابل لجوء الشركات للنقابة قبل مكاتب "الكاستينج"  عملية توزيع الأدوار في الأعمال الفنية، مما يساعد على حل المشكلة الكبرى المعروفة نقابياً "بقصية التشغيل". لذلك اقترحت  تعديل القانون و اللائحة المكبلين للمهنة بحرمان كثير من المواهب من عضوية النقابة، وإعطاء هذا الحق لبعض من لا يستحقونها، ووضع النقابة تحت سيطرة وزير الثقافة.  هذا وقد رأيت أنه إنشاء جائزة سنوية هامة و بلجان تحكيم جادة وحادة في أحكامها، في حفل كبير يحاكى "الأوسكار"، وتكون جوائزها دائماً منحازة للجودة بصرف النظر عن النجاح الجماهيري، لتكون رسالة للمبدعين والمجتمع عن نوعية الفنون التي تدعمها النقابة بدلاً من قيامها بدور رقابي كما يقترح البعض، ويسوق الحفل للفضائيات سنوياً ما يُدر دخلاً سنوياً بالملايين .  وكذلك إقامة مركز للإعداد البدني وتعليم فنون الرقص والمبارزة، ومكتبة ورقية و اليكترونية تعرض أسبوع فيلم وأسبوع مسرحية في حضور أحد النقاد لمناقشة العمل، إلى جانب ندوات عامة في مناحي الحياة كافة، الهدف منها وضع الفنان في حالة جاهزية بدنية وذهنية دائمة وتطوير أدواته .  كل ذلك تم رميه وتاه في وسط متطلبات التأمين الصحي و معاشات و إعانات،  و التي  ستظل موجودة، و سيظل  الأعضاء يحصلوا عليها و يشتكوا منها، لدرجة أن أحد الزملاء صاح في وجهي : "يا عم إحنا مش عاوزين مكتبة،  إحنا عاوزين جمعية سكر وزيت..لو عاوز كتب نجيبلك ". . فقلت لنفسي (في زمن المَــمّ .. لا مكان للأحلام الكبيرة) .. وانسحبت في هدوء.

tunisiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في زمن المَــمّ لا مكان للأحلام الكبيرة في زمن المَــمّ لا مكان للأحلام الكبيرة



GMT 11:16 2021 الأحد ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيديو كليب صورة افتراضية

GMT 14:02 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

يشبهنا صراع العروش

GMT 08:04 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

" ابو العروسة " والعودة للزمن الجميل

GMT 07:59 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

محمود مرسي

GMT 08:06 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

أحمد زكي

GMT 10:34 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

مديحة كامل

GMT 10:00 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

سعيد عبد الغني

GMT 14:10 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

عمار الشريعي

GMT 14:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 12:31 2013 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"موبينيل" تدرس اقتراض 2.5 مليار جنيه من البنوك

GMT 16:24 2021 الأربعاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

درة تخطف الأنظار بإطلالة مميزة وعصرية

GMT 06:31 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

تنعم بأجواء ايجابية خلال الشهر

GMT 08:26 2021 الثلاثاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الغنوشي يدعو الرئيس التونسي للالتزام بالدستور الذي أقسم عليه

GMT 16:27 2013 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

شوبارد Chopard عود ملكي من أكثر المكوّنات العطريّة النفاسة

GMT 19:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أهم وأبرز اهتمامات الصحف اللبنانية الصادرة الأحد
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia