أهل الفن و المصالح

أهل الفن و المصالح

أهل الفن و المصالح

 تونس اليوم -

أهل الفن و المصالح

سليمان أصفهاني

تُعتبر المصلحة من المصطلحات السائدة والأكثر رواجًا في الوسط الفني منذ سنوات و حتى هذه اللحظة بعد تسلل الأنانية إلى تلك الأجواء وباتت التحية مرتبطة بغايات وأهداف ربما تستغل الإعلام والعاملين في مجالاته المنوعة أو العكس أحيانًا لكن في المجمل يبقى بعض الفنانين الأكثر بروزًا في إطار السعي لحصد المكاسب من الصحافة الفنية عبر شتى الطرق وبعضها يكون على شكل صداقات آنية سرعان ما تنتهي بعد بلوغ هذا الفنان أو تلك الفنانة أو ذاك الشاعر والملحن غايتهم في التغطية والمتابعة المتواصلة فتسقط كل أقنعة دفعة واحدة ويسود الجفاء والتجاهل والبحث عن ضحايا آخرين للاستفادة منهم وبالتالي الاستغناء عنهم بعد الاستهلاك المتواصل .

ولا شك أنَّ تلك الحالة ليست خفية على أكثرية العاملين في مجال الصحافة الفنية الذين يعانون من مزاجية مفرطة في أكثر الأحيان ويقفون أمام صدمات غير متوقعة من فنانين اتسمت تصرفاتهم بالطيبة قبل أن تتبدل أحوالهم بلا مبرر و يتحولون إلى "مصلحجية" من الطراز الأول غير مبالين بمجهود الصحافيين والتعب الذي ممكن أن يبذلونه في سبيل إيصالهم إلى الناس بأفضل صورة، لذا ليس من المسموح بعد الآن التساهل مع تلك الحالات التي باتت شائعة في أكثر من مجال فني ومن المفترض أن تكون هناك مسافة بين الصحافي والفنان بعيدًا عن رغبة بعض الذين يعملون في مهنة القلم والفكر بالحصول على هدايا أو دعوات أو بدلات مالية لأنَّ في ذلك ضعف ممكن أن يتم التحكم به ورميه جانبًا في أي لحظة، لذلك تبقى عناصر القوة في الشفافية والصراحة والعفوية في التعبير دون اللجوء إلى التجريح ضمن إطار النقد والتمسك بالرأي السليم والمستقل دون أن تتحول الأقلام إلى حاشية تتغاضى عن الأخطاء وتهلل لأصحابها.

مع الأسف مسافة الاحترام ليست متوفرة كثيرًا في العديد من الدول العربية بين الفنان والإعلام وهناك نوع من التطرف في التعامل، وإما أن يكون القلم مؤيد حتى عمى الألوان أو معارض وصولًا إلى الشتائم والتجريح وهي نواحٍ تفقد الإعلامي حضوره ووجوده وتأثيره فيما هناك ضرورة لعدم قبول من يعانون من "فوبيا" المصالح السريعة وتحجيمهم وتطويقهم لأنَّ بعض النماذج الحديثة في الإعلام العربي جعلتهم يعتقدون أنَّ الصحافة الفنية أشبه بخادم مطيع ينفذ الأوامر ولا يتعرض حتى لو وصل الأمر إلى المس بكرامته و هناك عينات ملموسة تؤكد تلك الناحية غير المقبولة على الإطلاق.

وإذا كان لا بد من المصالح فلتكن مشتركة بين الصحافي والفنان، إلا أنَّ استغلال بعض الفنانين للصحافيين والتحكم بهم عن بعد بـ"الريموت كونترول" ورميهم بعد إنهاء صلاحية الخبر أو المقابلة فهي ناحية ممكن أن يقبل بها أصحاب الأوزان الفكرية الخفيفة وهم مجرد "فانز" عند هذا وذاك ليس أكثر، وربما لأنَّ الاعتدال والمنطق لا يوفر طبق طعام مجاني في إحدى الحفلات أو نرجيلة غير مدفوعة في مقهى أو كأس في حانة أو بعض القروش التي لا تصلح لأن تكون بديلًا عن الكرامة.

tunisiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أهل الفن و المصالح أهل الفن و المصالح



GMT 11:16 2021 الأحد ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيديو كليب صورة افتراضية

GMT 14:02 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

يشبهنا صراع العروش

GMT 08:04 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

" ابو العروسة " والعودة للزمن الجميل

GMT 07:59 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

محمود مرسي

GMT 08:06 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

أحمد زكي

GMT 10:34 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

مديحة كامل

GMT 10:00 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

سعيد عبد الغني

GMT 14:10 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

عمار الشريعي

GMT 15:57 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

كيفية تنظيف "شكمان" السيارة في المنزل بطريقة سهلة

GMT 18:30 2017 السبت ,16 أيلول / سبتمبر

مطعم المرسة في الدنمارك الأطراف في العالم

GMT 09:08 2014 الإثنين ,03 آذار/ مارس

هطول أمطار على محافظة حقل في منطقة تبوك

GMT 16:24 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

منصة ألعاب مايكروسوفت المُقبلة "Xbox Series S"

GMT 08:36 2016 الأحد ,30 تشرين الأول / أكتوبر

في وداع "غزة"

GMT 17:34 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"ماركس وَسبنسر" تطلق تشكيلتها لخريف 2021 من ملابس النوم النسائية

GMT 12:39 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

هجوم كبير على لاعب الصفاقسي لسوء مستواه
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia