الثقافةُ المعاصرةُ أزمة بلا حلول ٍ

الثقافةُ المعاصرةُ أزمة بلا حلول ٍ

الثقافةُ المعاصرةُ أزمة بلا حلول ٍ

 تونس اليوم -

الثقافةُ المعاصرةُ أزمة بلا حلول ٍ

بقلم - حامد عبد الحسين حميدي

ما بين اختلاف الفترات الزمنية، نجدُ أن للمثقف حضورًا- مكانيًا وزمانيًا- مكثفًا يغذي الحياة الأدبية بإبداعاته ونتاجاته الثقافية، فأدواته الفنية، وعدّته الأدبية، ما هي إلا وسائل تعينه على تثبيت الدعائم والأسس الصحيحة، في ترسيخ التطورات الفكرية لدى البشر، صناعة لا تقدر بثمن، صناعة دالة على المدلول، الشمولية تعطيها أجندة تموينية تضفي عليها نكهة وطابعًا متميزًا، ولا عجب في ذلك، لكن العجب يكمن أن هذه الدالة محاصرة في مكانية ضيقة، تعاني من تحجيمها واستيلاء السلبي على بنيتها التحتية، وتهميش الدلالة الفكرية ذات الأفق الرحب، مما يجعل أن هنالك أزمة حقيقية وراء مثل هذه الأمور، أزمة الثقة أولًا، وأزمة الأنا ثانيًا، وأزمة الحجب الثقافي ثالثًا، أزمات وضعت الإبداعات في خانة العتمة والظلامية، مما جعل مهرب الثقافة إلى التصريح علنًا، أمرًا لا بدّ منه.. حفاظًا على ذلك المخزون الفكري من أن يسرق، وان يوأد، فلا ضيرَ أن يحاولَ المثقف أن يبحث عن حلول ٍ داخلية في الوقت ذاته، تعطيه شرعية الكتابة، بلا رقابة المنع، لذا نجده يحوّل كتاباته إلى ورش عمل ٍ وإبداعاتٍ غير مصطنعةٍ بل العفوية، هي الطابع الذي غلب عليها، ومهما حاولنا أن نضع أمام القارئ، المدرك، ونسرد له الحلول التي تخامر مخيلة المثقف، كمخارج آنيةٍ مما وقع عليه، نصطدم بمعوقات التطبيق المثقلة بأطنانٍ من الحمولاتِ، التي لا تنهض بما أراده الطرف الإيجابي، حتى وان كانت تلك الحلول سهلة التطبيق، فما يحتاجه المثقف على صعيد الساحة الأدبية من المتغيرات، والرسائل الخطابية، ذات المرسلات المباشرة، طلبًا في الحلول الممكن تفعيلها وصولًا لتحليل الاستقراء الثقافي المعاصر في العراق.

إذًا، ما الضيرُ في توسيع رقعة الثقافة المعاصرة، وإبعادها عن إشكاليات العصر؟ أن المعاناة الحقيقية لم تشمل الأدباء فقط، بل اتساع رقعة الثقافة تعطينا شمولية في فسح وزجّ طاقات أخرى تمتلك مقومات عالية الجوّدة، تنضوي في مسمّى "الثقافة"، أظهرت أمامنا، رقعة صغيرة، الطرف السلبي، التي تحاول دمج عناصر مشوّهة في بودقة الأدبية المعاصرة، والتي تشكل معاكسات ونقاط الضدّ الإقصاء، التهميش، إبعاد الضوء عن نقط الإبداع، وتوجيهها إلى أماكن خاصّة، إذًا، التوسّع في المنظور الدلاليّ، كان بمثابة النهوض والوقوف على نقاط الضعف وتحديد مواطن الخلاف، والتعريف بها سلفًا، مسافات كانت مثقلة ً على التغيير الملموس الذي نسعى إليه، إننا نقف على مسافة محسوبة بإيضاحات نقاشيّة، نشعر بها، فتعطي قراءاتٍ دلاليةً ذات أبعادٍ متكاملةٍ، ثقافة ناطقة لا صمت فيها، ثقافة تدوّي بإرهاصات البدائل، التي أن لم تجد حلًا كانت هي الحلّ، ثقافة تتحوّل إلى قوّة إقصاء" ردّة فعل طبيعية " ضد ثقافة الإقصاء، والتهميش التي دُسّت – خطًا- في جيوب مشروعية الخطاب الأدبي الجادّ، والميل إلى استخدام ثقافة الاستنساخ طباعيًا، حلًا لإشكاليات النشر، وفرض هيمنة الإبداعية، ثقافة تمتلك مشروعية استقطاب " أدب الشباب "الذي مرّ بعصر متخمٌ بالعتمة والألوان الداكنة، نبحث عن ثقافةِ بناءٍ مركزية يكون فيها الأديب المبدع، الأداة الضاغطة، محورية إلغاء نقاط التفتيش والمراقبة الكلامية المغروزة بيننا جدلًا، وإشاعة مفهوم الثقافة المقروءة والمسموعة والمرئية، وتنشيط مفاصل الوعي الناطق بجدوى التغيير، والدعوة إلى تكثيف ثقافة الروابط الأدبية، لأشغال الحيّز المكاني في المجتمع العراقي، وتفعيل الدور الملقى على عاتقها كونها جهة ً تحظى بالدور الثقافي في النشر الذاتي، وعقد الندوات والحوارات الأدبية، وفتح قنوات اتصالية بينها وبين الروابط الأخر، وان اختلفت - مكانًا وزمانًا - شريطة أن تكون الروابط تتمتع باستقلالية تامة، كي يتجه عملها الأدبي على وفق مساراتٍ مدروسةٍ ولقاءاتٍ ميدانيةٍ تحتضن الثقافة، كونها حاضنة للإبداع، واضعة أمام القارئ، المتلقي أدبًا خصبًا، يختلف عما نقرأه، ونسمعه، ونراه، فيه ما نحتاجه من تحديث ٍ ومعاصرة ٍ، مستمدة ٍ سواءً من تراثنا الموروث أم من إبداعات جديدة، أدبًا فيه خطابات مفتوحة، وقراءات حداثوية تحاكي نصوص الإبداع العالمي، لان النقطة الجوهرية أنه يجب أن نحول الأدوات التي بين أيدينا إلى مرسلات، تستمد حيوية الخطاب من الثقافة العالمية - قالبًا ومضمونًا - وإلا فقدنا مشروعية ما نروم الوصول إليه ِ من المتعة الأدبية، وصبغة الثقافة المعاصرة، ورخصة الولوج في طرائق الفنّ الأدبي الإبداعي، المؤلف مفردة ًوتركيبًا.

 

tunisiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثقافةُ المعاصرةُ أزمة بلا حلول ٍ الثقافةُ المعاصرةُ أزمة بلا حلول ٍ



GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تواجهك عراقيل لكن الحظ حليفك وتتخطاها بالصبر

GMT 14:01 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج السرطان الخميس 29-10-2020

GMT 15:12 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 09:36 2013 الإثنين ,25 آذار/ مارس

تيس دالي فاتنة بفستان أحمر مكون من طبقات

GMT 21:10 2016 الأربعاء ,31 آب / أغسطس

ما هي فوائد اليانسون المذهلة

GMT 04:40 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

كهوف جبل "شدا" تتحول لمساكن تجذب السياح جنوب السعودية

GMT 18:03 2016 السبت ,21 أيار / مايو

بريشة: سعيد الفرماوي
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia