مدونة القلب

مدونة القلب

مدونة القلب

 تونس اليوم -

مدونة القلب

بقلم -مفلح العدوان

يوشك الغريب أن ينكسر مصلوبًا أمام الباب يقترب منه، فيشتمّ رائحة كل من عبروا منه نحو البيت، أو غادروه.. كلهم الآن غادروه، وليس غيره واقفًا يسترجع صدى الأغنية: "على باب بنوقف تنودع الأحباب.. نغمرهم وبتولع إيدينا بالعذاب.. وبواب أبواب شي غِرِب وشي أصحاب وشي مسكر وناطر تيرجعوا الغياب... آه..آه..آه..لبواب..".
***
وحيدًا هو الآن..
عاد بعد طول غياب، لينتظر ما يَحِنّ إليه.. يريد أن ينبض البيت بحاله أيام "كان يا ما كان" عش الأحباء الأحباء؛ أب وأم وأخوة وأصحاب..
وحيدًا أمام الباب، تلهث معه الأغنية: "وقت اللي بلوحلك وبسكر الباب ياخدني الحنين.. فكر رح اشتقلك فكر عهالباب رح انطر سنين..آه يا باب المحفور عمري فيك..رح انطر وسميك باب العذاب..آه..آه.. آه..لبواب".
***
ينطق الباب..
يمسح بالذاكرة على نبض الغريب.. يناجيه: أعرف لهفة المشتاق.. هذا أنت.. حين تكون داخل البيت تَنْظرني، تحدّق بي، كأنك في حالة انتظار دائم.. يرفّ قلبك باتجاهي، كلما سمعت طرقة عليّ، أو هجست ظلًا يقترب.
يكمل: وحين تعود من الخارج نحو بيتك هذا، أنت تلمسني بشوق وفرح، كأنك تتفقد لمسات أيدي الراحلين من هنا، ورفيف أرواحهم التي عبرت الباب ذات زمن، وتعود إليه بحنين، كأنها تتفقد الحجارة بعد أن فرغ منه الأهل.. تتلمسني كأنني وحدي الأمين على سرك، ووحدي الباقي في استقبالك!!
***
يجهش الغريب قائلًا: خلف الباب كانت تسكن أفراح الدنيا، دنياي، وكانت الأمنيات، والسكينة، والمستقر، والقلب الحنون.. خلف الباب كل هؤلاء وأكثر، والآن لم يتبقى سوى الأغنية، مشفوعة بالأمنية:
" في باب غرقان بريحة الياسمين..في باب مشتاق.. في باب حزين.. في باب مهجور أهله منسيين.. هالأرض كلها بيوت يا رب خليها مزينه ببواب.. ولا يحزن ولا بيت ولا يتسكر باب".

tunisiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدونة القلب مدونة القلب



GMT 06:35 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

اداب استخدام التراسل عبر الواتس اب

GMT 09:55 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

وسخرت لها القباب ابوابا ,, الجامعة الاردنية

GMT 09:49 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الشرق والازداوجية البلهاء

GMT 12:35 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

بين الريسوني وبنكيران من يكسب الرهان؟

GMT 12:33 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم ننعى إليكم لغتنا يا تلاميذ فعزونا

GMT 15:57 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

كيفية تنظيف "شكمان" السيارة في المنزل بطريقة سهلة

GMT 18:30 2017 السبت ,16 أيلول / سبتمبر

مطعم المرسة في الدنمارك الأطراف في العالم

GMT 09:08 2014 الإثنين ,03 آذار/ مارس

هطول أمطار على محافظة حقل في منطقة تبوك

GMT 16:24 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

منصة ألعاب مايكروسوفت المُقبلة "Xbox Series S"

GMT 08:36 2016 الأحد ,30 تشرين الأول / أكتوبر

في وداع "غزة"

GMT 17:34 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"ماركس وَسبنسر" تطلق تشكيلتها لخريف 2021 من ملابس النوم النسائية

GMT 12:39 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

هجوم كبير على لاعب الصفاقسي لسوء مستواه

GMT 08:41 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

رامي عيّاش يؤكّد أن بعض الممثّلين آدائهم هزيل أمام تيم حسن

GMT 04:17 2015 الإثنين ,26 كانون الثاني / يناير

رحيل ملك عظيم

GMT 10:41 2014 الجمعة ,21 آذار/ مارس

الحكومة تُسيطر على الإعلامِ في الأردن

GMT 08:21 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

رئيس "بني عبيد" يكشف مؤامرة اتحاد الكرة مع الزمالك
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia