الروس المقترضون بالدولار يعانون من أزمة الروبل
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

الروس المقترضون بالدولار يعانون من أزمة الروبل

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الروس المقترضون بالدولار يعانون من أزمة الروبل

روبل روسي امام كاتدرائية القديس باسيل
موسكو - أ.ف.ب

بعدما كانت المصارف في روسيا تعرض على عملائها قروضا عقارية بالدولار بشروط افضل بكثير من القروض بالروبل، تحول هذا المكسب مع انهيار العملة الى كابوس حقيقي بالنسبة للاسر الروسية الكثيرة التي استفادت منه وتعتبر اليوم ان السلطات لا تكترث لوضعها.

ومع فقدان الروبل نصف قيمته في بضعة اشهر، انقلبت حياة ايكاتيرينا كولوتوفكينا.

وفيما يتعين على هذه المراة الاربعينية من سكان موسكو تسديد قسط شهري بقيمة الفا دولار، وصلت قيمة هذا القسط بالروبل خلال الشتاء الى ضعفي ما كانت عليه مع تراجع العملة الروسية الى ادنى مستوياتها تحت وطأة العقوبات الغربية المفروضة على البلاد على خلفية الازمة الاوكرانية وتراجع اسعار النفط.

وفي اذار/مارس توفي زوج ايكاتيرينا كولوتوفكينا في سن ال52 بسبب نوبة قلبية بعد تدهور وضعهما على مدى اشهر.

وتروي المراة الارمل "كان قلقا للغاية، ضغط دمه كان يتقلب طوال الوقت" وهي اليوم تواجه خطر طردها مع ابنها البالغ من العمر ثلاث سنوات لتعذر دفع اقساطها عند استحقاقها.

واوضح وزير الاقتصاد اليكسي اوليوكايف في كانون الاول/ديسمبر ان القروض بالعملات الاجنبية التي تمت بمعظمها قبل ازمة 2008-2009 تشكل 3 الى 4% من مجموع القروض في روسيا ما يعتبر حيزا "غير هام اقتصاديا" غير ان عواقبه "شديدة".

وحيال وضع يزداد صعوبة، ضاعف المقترضون نداءات الاستغاثة ونظم العشرات منهم تظاهرات وعمليات تعبئة خاطفة في موسكو وسان بطرسبرغ  او اغرقوا مصارفهم ونوابهم بسيل من الطلبات لتحويل ديونهم الى العملة المحلية بسعر ما قبل الازمة.

غير ان السلطات لم تبد رغبة في معالجة هذه المشكلة ردا على هذه التحركات لان تحويل القروض قد يلحق خسائر بالمصارف التي اضعفتها الازمة النقدية اساسا.

وتحت ضغوط البنك المركزي، عرضت المصارف المعنية بشكل خاص ولا سيما دلتا كريديت (فرع سوسيتيه جنرال) حلولا فردية لعملائها. غير ان هؤلاء رفضوا اعادة جدولة قروضهم معتبرين ان ذلك لن يؤدي سوى الى اطالة امد مصاعبهم من خلال تمديد فترة التسديد.

واصدرت الحكومة الثلاثاء مرسوما يجيز تعويض الخسائر لكن بشروط صارمة وبمستوى لا يتخطى مئتي الف روبل (اقل من 3500 يورو).

وعمد المقترضون اليائسون الى تحركات جذرية واعلن عدد منهم اضرابا عن الطعام الاسبوع الماضي.

واوضحت لاريسا موروزوفيتش (38 عاما) وهي تبكي "انها الوسيلة الوحيدة لاحداث اي تغيير" موضحة ان مصرفها عرض عليها اعادة جدولة اقساطها ونقلها الى ابنتها.

وسعيا للفت الانتباه الى هذه المشكلة قام رجل بتكبيل نفسه الى بوابة سفارة في موسكو فيما تظاهر احد قدامى المقاتلين في ال89 من العمر في كرسي نقال امام مقر الحكومة احتاجاجا على هذه الازمة التي تطاول حفيدته.

ووجه المقترضون بالعملات الاجنبية رسالة مفتوحة الى الرئيس فلاديمير بوتين كتبوا فيها ان "معظم المقترضين انهكوا الى الحد الاقصى جسديا ونفسيا" عارضين اوضاعا قصوى حيث بات البعض على شفير الطلاق او يفكر في بيع اعضائه.

غير ان الرئيس الروسي رد هذه الاحتجاجات خلال برنامج تلفزيوني الاسبوع الماضي موضحا انهم اتخذوا قرارا ينطوي على مجازفة باقتراضهم بالدولار او اليورو او الين.

وقالت لاريسا روبليوفا التي تقوم باضراب عن الطعام "كنا نتوقع بالطبع ردا اخر".

وبالرغم من انتعاش الروبل بحوالى 40% خلال شهرين، الا ان الاقساط على القروض بالعملات الاجنبية تبقى اكثر ارتفاعا بنسبة 50% مما كانت عليه قبل الازمة.

وقال غرانت ثورنتون الخبير الاقتصادي ايغور نيكولايف من معهد اف بي كاي ان "اصحاب القروض بالعملات الاجنبية لديهم دوافع تبرر نقمتهم على السلطة" مذكرا بان الحكومة مسؤولة عن استقرار الروبل. وختم ان "هؤلاء الاشخاص هم ضحايا الازمة".

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الروس المقترضون بالدولار يعانون من أزمة الروبل الروس المقترضون بالدولار يعانون من أزمة الروبل



GMT 17:49 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وكالة ''رايتنغ اند انفستمنت'' تخفّض ترقيم تونس والبنك المركزي

GMT 14:49 2021 الأحد ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إضراب لأعوان شركة البستنة والغراسات يوم 16 نوفمبر في قبلي

GMT 17:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 20:47 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الأضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تواجهك عراقيل لكن الحظ حليفك وتتخطاها بالصبر

GMT 10:05 2019 الإثنين ,11 شباط / فبراير

أزياء Azzi & Osta خريف وشتاء 2016 - 2017

GMT 18:28 2019 السبت ,06 إبريل / نيسان

الكشف عن سبب غضب جوميز في لقاء "الحزم"

GMT 05:45 2015 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الحارس عبدالله العنزي احتياطيًا في قمة "النصر" و"الأهلي"

GMT 19:23 2012 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

مبارك يغادر مستشفى سجن طرة إلى "المعادي العسكري"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia