القنفذة ـ العرب اليوم
بات ميناء القنفذة مرفأ، لأنشطة الصيد في ظل صمت المؤسسة العامة للموانئ، على الرغم من تجدد مطالب أهالي محافظة القنفذة، بين فترة وأخرى لإعادة إنعاش ميناء المحافظة العتيق، فتفاصيل الدور التاريخي والتجاري لهذا الميناء وأدواره التي كان يلعبها في الماضي، باتت إرثًا يتوارثه أبناء المحافظة، جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة المدينة السعودية اليوم الأربعاء.
ويعرض التقرير رأي الباحث التاريخي والمؤرخ، حسن بن إبراهيم الفقيه، وهو ممن عاصروا تاريخ نشاط الميناء: إن ميناء القنفذة كان يؤدي دورًا حيويًا في إستقبال بواخر الحجاج القادمة من جنوب الجزيرة العربية في طريقها إلى مكة المكرمة كما كان ومازال يشكل حلقة وصل بين ميناء، جدة وجازان.
وحول النشاط التجاري، لهذا الميناء قديمًا يؤكد الفقيه أنه كان يسهم في إستيراد المحاصيل الزراعية والمنتجات لتوزيعها على المناطق المجاورة في دلالة على الأنشطة التجارية الكبيرة له، منوهًا إلى أن إزدهار الميناء أدى إلى إزدياد كثافة السكان في القنفذة، واليوم يتطلع الأهالي لنهوض مينائهم العتيق لما يملكه من موقع إستراتيجي في منطقة البحر الأحمر، يتوسط مينائي جدة وجازان ومدن السراة والحجاز فضلاً عن دوره في إزدهار الحركة التجارية في المحافظة ومساندة ميناء جدة الإسلامي في إستقطاب الحجاج كما كان في السابق، كما أن إنشاء الميناء يمكن أن يؤدي دورًا في تحويل نقل الوقود إلى كهرباء تهامة عن طريق البحر عبر الميناء مما يؤدي لتخفيف الإزدحام الذي يشهده الطريق الدولي الساحلي من صهاريج نقل الوقود التي تغذي شركة الكهرباء والبالغ عددها نحو (100) صهريج يوميًا.
ويضيف التقرير، رأي عضو المجلس المحلي في المحافظة سابقًا، سعيد بن أحمد باسندوة، حيث يقول: مازلنا ننتظر عطف المؤسسة العامة للموانئ لإعادة دور ميناء القنفذة العتيق في ظل موقعه الإستراتيجي بعد قيامها بالدراسات الميدانية للميناء لتوجيه بعض الإستثمارات والصناعات إلى محافظة القنفذة إضافة إلى الإستفادة منه في عمليات المناولة والتصدير من خلاله لقربه كثيرًا من الموانئ الخارجية في حالة تفعيل خطط التوسع في المدن الصناعية وتنويعها وتوزيعها من حيث الموقع والنوعية كذلك سيخفف ميناء القنفذة كثيرًا من الضغط على الطريق الساحلي الذي يتم من خلاله نقل البضائع حاليًا من ميناء جدة إلى عسير والباحة وسيكون الطريق الساحلي أكثر أمنًا من حوادث الطرق المريعة كذلك سيؤدي إلى إنعاش مناطق ساحل تهامة القنفذة وما جاورها بإيجاد المشروعات الصناعية والإستثمارية وإقامة ما تتطلبه من بنية تحتية.
كما ذكر التقرير أن عضو لجنة التنمية في المحافظة عبدالرحمن حلواني يعتبر الموقع الإستراتيجي لمدينة القنفذة بين ميناء جدة شمالاً وجازان جنوبًا سيشكل حلقة وصل في منطقة البحر الأحمر ويسهم في استقبال البضائع وكل أنواع الصادرات ويخفف من الضغط على ميناء جدة بحكم قرب المسافة من مدينة جدة وتطويره سيكمل منظومة الموانئ القائمة بحكم موقعه الجغرافي المتميز، وهو ماتركز عليه الخطط الإستراتيجية لتطوير الموانئ السعودية التي دائمًا ما يراعى فيها أن تكون مواكبة لحركة النمو الإقتصادي وهو ما تنتظره المحافظة من هذا المشروع الحيوي.
كما يعرض التقرير رؤية عضو المجلس البلدي لمدينة القنفذة، عبدالله هبيلي، أن تطوير ميناء القنفذة سيفتح العديد من الأنشطة وفرص العمل المرتبطة بالموانئ عن طريق تدريب وتأهيل الشباب السعودي بمهارات متنوعة، للعمل في الموانئ في إطار الإستراتيجية القائمة على تعزيز دور الموانئ في التنمية الإقتصادية والإجتماعية في ظل تعاظم صادرات المملكة ونمو المدن الصناعية وتطور النقل البحري في المملكة، ونتطلع أن يكون الموقع الجغرافي لميناء القنفذة بين جنوب غرب آسيا وشرق إفريقيا يعد عاملاً محفزًا لمسؤولي المؤسسة العامة للموانىء للتفكير في إعادة إنعاش دوره التجاري المفقود.
وأكد المهندس علي بن محمد القرني، أن تطوير مرفأ القنفذة إلى ميناء سيشكل رافدًا أساسيًا لتنمية المحافظة ويخلق مزيدًا من الفرص الإستثمارية وجلب رؤوس الأموال وضخها في مشروعات تتناغم والإمكانات المتاحة، ويعمل على تنوع وتعدد فرص العمل كما أنه سيجعل منطقة جنوب غرب البحر أكثر حراكًا في مجال التجارة الأنشطة المرتبطة بها كونها تربط بين ميناء جدة شمالاً وجازان جنوبًا.
أرسل تعليقك