علاقة عكسية بين الإستقرار السياسي وازدهار الأسواق عالميًا
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

علاقة عكسية بين الإستقرار السياسي وازدهار الأسواق عالميًا

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - علاقة عكسية بين الإستقرار السياسي وازدهار الأسواق عالميًا

مأساة الحرب في سورية
لندن ـ أ ش أ

رصد الكاتب البريطاني جدعون راخمان علاقة عكسية بين الإستقرار السياسي وازدهار الأسواق عالميا، وأشار إلى أن مأساة الحرب في سورية التي أزهقت نحو مائتي ألف روح حدثت في ظل ازدهار أسواق الأسهم.

وقال راخمان - في مقال نشرته صحيفة (فاينانشيال تايمز) - أن انفصال الأسواق عن السياسة أصبح واضحا بشكل فج مؤخرا، فبينما عجّت الصحف الأسبوع الماضي بقصص مأساوية عن ويلات الحرب في أوكرانيا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى الحديث عن تفكك المملكة المتحدة، وسط تلك الأحداث سجّل مؤشر (فاينانشيال تايمز 100) أعلى ارتفاع له على مدى 14 عاما، وفي الأسبوع السابق تخطى مؤشر (ستاندرد آند بورز 500) مستوى 2.000 لأول مرة في تاريخه.

وأضاف أن المحلل السياسي قد يرى في ذلك قِصَر نظر من جانب المستثمرين، إلا أن التجربة أثبتت أنه على الرغم من أن الصدمات السياسية قد تُحدث هبوطا للأسهم لفترة وجيزة، إلا أن التعافي عادة ما يكون سريعا وعلى نحو مدهش.

وضرب راخمان مثلا على ذلك بالعودة إلى هجمات الحادى عشر من سبتمبرأيلول 2001، مشيرا إلى أن مؤشر (داو جونز) سجّل في الأسبوع الأول من التداول عقب الهجمات انخفاضا بنسبة 14 بالمئة، إلا أنه هو ومؤشر (ناسداك) تعافيا في غضون أشهر قليلة مسجلَين مستويات تجاوزت مستوياتهما قبل وقوع الهجمات.

ونوّه بأنه منذ زمن طويل لم تُسهم السياسات الدولية في تغيير شهية المستثمرين لفترة استمرت لأعوام بدلا من اقتصارها على أسابيع أو أشهر كما هو الآن، وقال أن آخر عهده بذلك كان في حقبة السبعينات وأزمة النفط التى أعقبت حرب أكتوبرتشرين الأول 1973 بين العرب وإسرائيل والثورة الإيرانية عام 1979، منذ تلك الحقبة، لم يعُد عالم الإستثمار يبالي بالمخاطر الجيو سياسية قدر مبالاته بالفُرص الجيو سياسية.

ولفت إلى أن التغيرات السياسية التي تمخضت عنها نهاية (الماوية) هى التى قادت إلى تحوّل الصين اقتصاديا، كما أن الأسواق فتحت أبوابها للمستثمرين في أوروبا بعد سقوط حائط برلين، كذلك فإن سقوط الديكتاتوريات بأميركا اللاتينية في حقبة الثمانينات أعقبه تبنٍّ واسع النطاق لسياسات مشجعة للسوق.

وعليه، رأى الكاتب أنه من الخطأ تماما الجزم بأن السياسات العالمية لا تهم المستثمرين في العقود الحديثة، الحقّ أن التغير السياسي - العالمي المستوى - أسهم في خلق الفرص أكثر مما تسبب في إضاعتها، أنه الإقتصاد، وليس السياسة، هو الذى يتحكم في التغيرات العالمية الكبرى في شهية المستثمرين في العقود الحديثة، أن تفسير ازدهار السوق حاليا يعود إلى أن المستثمرين مهتمون بالسياسة النقدية أكثر من اهتمامهم بالحروب.

وقارن راخمان بين تأثر السوق في حقبة السبعينات بسبب حرب أكتوبرتشرين الأول وثورة إيران حتى سجلت أسعار الطاقة وقتها مستويات صدمت الإقتصادات الغربية ودفعتها إلى الركود، وبين الوضع السياسي الراهن : حيث أكبر منطقتين لإنتاج الطاقة في العالم وهما روسيا والشرق الأوسط تعانيان اضطرابات سياسية، ومع ذلك لا يزال سعر النفط منخفضا.

وعللّ هذا التباين بأن (ثورة الصخر الزيتي) في أميركا جعلت أسواق الطاقة العالمية أقل تأثرا بأحداث الشرق الأوسط، بالإضافة إلى أن الصراع في العالم العربي لم يؤثر بعد على إنتاج النفط في السعودية أو دول الخليج، كما أن روسيا حتى الآن لم تهدد بفرض عقوبات في مجال الطاقة ضد الغرب، وقال أنه حال وصول الحرب لمنطقة الخليج أو قيام روسيا بقطع وارداتها من الطاقة عن الغرب، فلا شك عندئذ أن الأسواق ستتأثر.



 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علاقة عكسية بين الإستقرار السياسي وازدهار الأسواق عالميًا علاقة عكسية بين الإستقرار السياسي وازدهار الأسواق عالميًا



GMT 17:12 2021 الثلاثاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يوضح تراجع احتياطي تونس من العملة الصعبة

GMT 17:10 2021 الأحد ,05 كانون الأول / ديسمبر

نسبة التضخم في تونس ترتفع خلال شهر نوفمبر 2021

GMT 15:37 2021 الثلاثاء ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تزويد سليانة ب183 ألف 565 لترا من الزيت النباتي المدعم خلال شهر

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 18:32 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العقرب الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 17:44 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 08:09 2012 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

مجلة "فيراري" تصدر تفاصيل سيارتها الجديدة "Ferrari F150 بديلة Enzo"

GMT 13:11 2017 الثلاثاء ,26 أيلول / سبتمبر

كارولينا هيريرا تطرح تصميماتها خلال أسبوع الموضة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia