جدة - العرب اليوم
قفزت أسعار كراتين الموز الفارغة مؤخرًا إلى أضعاف ما كانت عليه قبل عام مضى، حيث تراوح سعر الكرتون الواحد بين 4 ريالات والـ5 ريالات، في الوقت الذي أوضح فيه بعض الدلالين والتجار في حلقة الخضار والفواكه في جدة أن سعرها كان لا يتجاوز الريال الواحد، قبل حملات التصحيح الأخيرة.
وأشاروا إلى أن الإستثمار في مجال الكراتين الفارغة رغم ربحيته العالية لا يزال تحت سيطرة الوافدين الذين يقومون بتجميع أطنان كبيرة منها وبيعها على شركات ومزارع تقوم بإعادة استخدمها في تعبئة المحاصيل الزراعية مرة أخرى، مؤكدين أهمية إيجاد آلية جديدة تمكن شباب الوطن من إعادة تدوير هذه الكميات الضخمة من الكراتين المستعمل والاستفادة منها بشكل أفضل.
ويشير نايف يوسف أحد الدلالين في سوق الخضار والفاكهة في جدة إلى أن تجارة الكراتين الفارغة والمستعملة والذى تصلح للاستعمال مرة أخرى تعد بالفعل كنزًا لا يدركه الكثير من الشباب السعوديين خاصة لو عرفنا أن هناك نسبة إقبال كبيرة للمزارعين عليها خاصة في موسم الحصاد، مشيرًا إلى أن جدة تعتبر سوقا كبيرا للكثير من السلع التجارية التي تحتاج إلى التعبئة خاصة إذا كانت بغرض التصدير للمدن القريبة من جدة الطائف وعسفان والليث وغيرها بحكم أن هذه المدن تعتمد في كل متطلباتها الأساسية على جدة.
ويتفق محمد يوسف صاحب بسطة في حلقة الخضار والفواكه بجدة على وجود مكاسب كبيرة في هذه الكراتين الفارغة وهي شبه محتكرة من الوافدين خاصة الجنسية البنجلادشية والبكستانية والجنسية اليمنية، مشيرًا إلى أنهم يستغلون سيطرة بنى جلدتهم على معظم البقالات والسوبر ماركات والذي تبيع الكراتين بعد نفاد الفواكه والخضار بل بعضها يقوم بالاستغناء عن الكراتين وتفريغ الفواكه والخضار كما يحصل في الهيبرات الكبيرة نظرًا لوجود أماكن خاصة بالفاكهة والخضار ويكون سعر الكرتون بريال ونصف تقريبًا.
أما التاجر وعضو لجنة المواد الغذائية بغرفة جدة محمد الجهني وهو أحد موردين الخضار والفواكهة والأسماك بجدة، فيشير إلى أن سر رواج هذه التجارة يعود إلى الفرق الكبير بين سعر الكرتون الجديد الفارغ والمستعمل النظيف والقابل للاستعمال مرة أخرى وهو تقريبا نصف السعر، حيث أن الكراتين الجديدة تبلغ تكلفتها 6 ريالات أو 7 ريالات في حين أن أسعار الكراتين المستعملة تصل إلى 4 ريالات أو حتى 5 ريالات في أقصى ارتفاع لها وهو ما يفرق كثيرا مع فئات المزارعين والذين يعتبرون المستهلك الأول لهذه الكراتين خاصة خلال موسم الحصاد، مشيرا إلى أنه يتوقع أن يبيع هؤلاء الوافدون في اليوم الواحد على الأقل 10 آلاف كرتون في الأيام العادية من غير مواسم الحصاد للمزارعين.
وأضاف الجهني أن هذه التجارة تنشط بشكل غير طبيعى عند جني الثمار في القصيم والطائف والخرج وجيزان والمدينة والكثير من المدن الأخرى وعندها يزداد السحب على الكراتين المستعملة والذي قد يصل إلى ملايين الكراتين بدون مبالغة كم حصل في موسم حصاد التمور في القصيم وبأسعار تصل إلى 4 ريالات وأحيانا عند 5 ريالات.
وأوضح الجهني أن أغلب هؤلاء الوافدين ينشطون الآن في شراء كراتين الموز والتفاح والبرتقال المستعملة من مكة حيث جرت العادة أن تكثر كراتين الموز والتفاح والبرتقال خلال موسم الحج وبأسعار رخيصة جدا قد تصل إلى الريال الواحد أو الريال والربع ريال، موضحًا أن السر في التركيز على شراء كرتون الموز الفارغ الخارجي وكرتون البرتقال والتفاح هو الطلب المتزايد من قبل معظم المزارعين على هذه النوعية من الكراتين لأنها قوية وقابلة للاستعمال لفترة طويلة في حين أن الكراتين محلية الصنع خفيفة ولا تتحمل الاستخدام لأكثر من مرة. بحسب تقريرا نشرته صحيفة المدينة السعودية اليوم الأحد.
أرسل تعليقك